فوق الشوك

مصر الفائز الحقيقى

شريف رياض
شريف رياض

فى الوقت الذى كان فيه العالم يتابع الغارات الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة ردا على الانتفاضة الفلسطينية غير المسبوقة ضد اسرائيل بعد محاولتها تهجير سكان حى الشيخ جراح بالضفة الغربية ليحل محلهم مستوطنون اسرائيليون وأقصى ماصدر عن زعمائه مناشدة الطرفين وقف العنف المتبادل بدلا من المطالبة بوقف الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة!! فى هذا الوقت الذى لم تثمر فيه هذه المناشدات عن شىء ملموس كان رجال المخابرات المصرية يقومون بجولات مكوكية بين قطاع غزة واسرائيل سعيا لوقف اطلاق النار بين الطرفين ونجحت جهودهم مما أثار اعجاب العالم بالموقف المصرى الحريص على تحقيق الأمن الفلسطينى وحماية أرواح الفلسطينيين.
ومازالت هذه الجهود مستمرة بتوجيهات من الرئيس السيسى لتثبيت التهدئة والعمل على افساح المجال للعودة إلى العملية السلمية بالتعاون مع القوى الدولية وفى مقدمتها الولايات المتحدة مع التأكيد على أهمية انجاز المصالحة الفلسطينية فى أسرع وقت.. وفى هذا الإطار تستضيف مصر الأسبوع القادم اجتماعا لممثلى الفصائل الفلسطينية لبدء الحوار الوطنى.
ولو حاولنا ـ بحساب المكسب والخسارة ـ أن يقدر من الفائز فى المواجهات الفلسطينية الإسرائيلية ستختلف الآراء والتقديرات بالطبع بين الفلسطينيين والاسرائيليين ومؤيدى كل طرف لكن المؤكد أن الفلسطينيين نجحوا فى كشف أكذوبة «القبة الحديدية» تلك المنظومة التى أشاعت اسرائيل أنه لايستطيع أن يخترقها أى صاروخ. فإذا بأكثر من أربعة آلاف صاروخ. تسقط عليهافأصابت عشرات المقرات الحكومية والمنشآت العامة واضطرت اسرائيل لاغلاق المطارات وفقدت البورصة ٣٠٪ من قيمتها السوقية وعرف الاسرائيليون طريق المخابئ يهرعون اليها كلما انطلقت صافرات  الانذار.. حالة من الخوف والهلع لم تشهدها اسرائيل من قبل بينما كل ماتعرض له قطاع غزة وأهله من اعتداءات وخسائر بشرية ومادية شيء مألوف للفلسطينيين من حين لآخر كلما فقدت اسرائيل أعصابها.
لهذا فإنه فى رأيى أن الفائز الحقيقى والأكبر فى هذه المواجهات هى مصر التى نجحت فى فرض وقف اطلاق النار بين الطرفين خلال أيام قليلة بينما أكتفى العالم بالمناشدات والدعوات لوقف الحرب.
وجاءت بعد ذلك مبادرة الرئيس السيسى بتخصيص ٥٠٠ مليون دولار لاعادة إعمار غزة.. كانت وبحق «ضربة معلم» أطلقها من باريس ليؤكد أن مصر تقود العالم نحو إعادة إعمار غزة وأن أى مساهمات بعد ذلك لن تكون فى قوة هذه المبادرة التى اعادت مصر الى قطاع غزة لأن الــ ٥٠٠ مليون دولار لن تقدم لقادة حماس فى صورة نقدى لتذهب الى حساباتهم فى الخارج وانما ستقدم فى صورة مشروعات إعمار تنفذها شركات المقاولات المصرية وبذلك تفرض مصر وجودها فى قطاع غزة.
هذه التحركات الايجابية من جانب مصر سواء بجهودها لوقف العدوان الاسرائيلى على غزة ثم المبادرة بأن تكون أول المساهمين فى إعادة أعمارها وارسال أكبر قافلة مساعدات مصرية توجه للخارج ضمت ١٣٠ شاحنة عملاقة.
كل هذا كان له رد فعل تمثل فى تلك المظاهرات التى خرجت فى شوارع غزة تحيى موقف مصر والرئيس السيسى.
ولا أنسى هنا أيضا تلك الوقفات لمواطنين اسرائيليين أمام السفارة المصرية فى تل أبيب ظلوا يهتفون «الشعب يريد السلام مع مصر».
ما أحلاها انجازات تحققها مصر كل يوم.