نبض السطور

الاختيار.. مصر

خالد ميري
خالد ميري

على مدار الأيام الماضية تواصلت الجهود المصرية لمساعدة الأشقاء فى فلسطين.. يد تداوى الجراح ويد تقدم المساعدات، يد تقود التهدئة ويد تستكمل جهود المصالحة ويد تواصل العمل ليل نهار لإعادة الإعمار.

الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن وقادة جميع الفصائل أجمعوا على توجيه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى ومصر - رسالة من القلب وعرفانا بالجميل.

حدث هذا رغم أن مصر - السيسى لا تنتظر جزاء ولا شكورا، مصر تقوم بدورها.. الأخ الأكبر الذى يساعد الجميع يوقف العدوان ويقود المصالحة ويقدم كل الدعم والمساندة.. أفعال لا أقوال.. هذا نهج زعيم مصر، وبهذه الكلمات تزينت شوارع غزة إلى جوار صورة الرئيس السيسى.

بطلب من الفصائل الفلسطينية جميعا.. تواصل القاهرة جهودها التى لا تتوقف لدعم حقوق الأشقاء المشروعة، فتستقبل الأسبوع القادم وفودا من كل الفصائل لمناقشة ملفات المصالحة الشاملة تمهيدا لاستقبال أمناء عموم الفصائل للاتفاق الشامل والنهائى.

رسالة القاهرة واضحة.. أى حديث عن حل حقيقى ينتهى بحصول الفلسطينيين على حقوقهم لا يمكن أن يبدأ إلا بمصالحة شاملة وانضواء الجميع تحت مظلة منظمة التحرير، هذا ليس وقت الخلافات أو الاختلافات.. المصالحة فرض عين.. وبدونها لا حوار جدياً أو حقيقيا عن سلام شامل.

عانى الأشقاء ودفعوا ثمن خلافاتهم، ومنحوا الاحتلال فرصة ذهبية للتسويف والمماطلة وإهدار حقوقهم جميعا وتكرار العدوان عليهم جميعا.. ودفعت القضية الفلسطينية وأهلنا هناك ثمنا غاليا لهذا الانقسام.

هذه فرصة حقيقية لطى صفحة الخلافات السوداء، وإعلاء المصلحة العامة وحقوق الشعب الفلسطينى فوق كل اعتبار.. ومصر ستظل تمد يدها بالمساعدة للجميع وصولا للمصالحة الشاملة.

وعلى مسار مواز تقود القاهرة الجهود الدولية لاستمرار التهدئة وإسكات البنادق.. وأن تكون الهدنة هذه المرة مقدمة حقيقية لاستئناف مفاوضات السلام العادل، الذى ينتهى بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

وفى نفس الوقت تواصل مصر جهودها لإعادة الإعمار وإزالة آثار العدوان.. رأينا فى السنوات الماضية أن عملية إعادة الإعمار التى انطلقت عام ٢٠١٤ لم تنته حتى الآن ولم يتم استكمالها، لكن مصر لا تعرف هذه الحلول التى لا نهاية لها.

المساعدات المصرية لم تتوقف عن الوصول للأشقاء فى غزة، والمستشفيات المصرية مفتوحة لمداواة كل الجرحى.. والوفود والمعدات المصرية بدأت تدخل القطاع لإزالة آثار العدوان وتهديم البنايات.. تمهيدا لانطلاق عملية إعمار شاملة قدمت مصر من أجلها ٥٠٠ مليون دولار، وتقود الجهد الدولى لسرعة انتهاء أعمال رفع آثار الدمار وإعادة الإعمار فمصر - السيسى لا تعرف أنصاف الحلول ولا أنصاف الجهود.. والعمل الذى يبدأ يجب أن يكتمل فى موعده أو قبله.
الأشقاء فى فلسطين اختاروا مصر.. وقبلهم الأشقاء فى ليبيا كان خيارهم مصر.. ومن جديد عادت مصر اختيار الأشقاء فى السودان.

مصر التى حققت مع زعيمها الرئيس عبدالفتاح السيسى معجزة البناء وانطلاق الجمهورية الثانية فى الداخل.. هى مصر التى عادت اختيار الأشقاء العرب والأفارقة.. لقيادة المنطقة إلى السلام والرخاء وما يحقق مصالح الدول والشعوب.

مصر الكبيرة تمارس السياسة بشرف وتساعد الأشقاء بالأفعال أولا.

حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقائدها العظيم.