روسيا تنتقد تجسس أمريكا على قادة أوروبا

ماكرون يظهر على شاشة أثناء حديثه عبر الفيديو كونفرانس مع ميركل
ماكرون يظهر على شاشة أثناء حديثه عبر الفيديو كونفرانس مع ميركل

اعتبرت روسيا أمس أن تجسس الدنمارك والولايات المتحدة على القادة والمسؤولين الأوروبيين،  مجرد «غيض من فيض»،  وأكدت أن الوضع أفظع مما تم الكشف عنه بكثير. وذلك بعد كشف وسائل إعلام أوروبية الأحد الماضى عن تحقيق للمخابرات العسكرية الدنماركية يفيد بتجسس واشنطن على قادة وسياسيين أوروبيين فى ألمانيا والسويد والنرويج وفرنسا فى الفترة ما بين عامى 2012 و2014،  بواسطة برنامج تعاون مع المخابرات الدانماركية.


وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا «أعتقد أن هذا مجرد غيض من فيض. أعتقد أن الوضع فى الواقع أكثر فظاعة مما قرأ عنه الجميع الآن،  بالنسبة للدول الأعضاء فى حلف شمال الأطلنطى (الناتو)». وأضافت «يحاول الأمين العام لحلف الناتو،  وقادة الاتحاد الأوروبي،  عدم الحديث عن الأمر. ويبدو لى أن الحقيقة أسوأ بكثير مما يظهر الآن فى وسائل الإعلام».

 

وفى تقرير استقصائى كشفت هيئة الإذاعة الدنماركية العامة بالتعاون مع العديد من وسائل الإعلام الأوروبية الأخرى أن وكالة الأمن القومى الأمريكية تنصتت فى الفترة من 2012 إلى 2014 على كابلات الإنترنت الدنماركية تحت الماء للتجسس على كبار السياسيين فى ألمانيا والسويد والنروج وفرنسا بينهم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ووزير الخارجية الألمانى السابق فرانك فالتر شتاينماير. وتستضيف الدنمارك،  الحليف المقرب من الولايات المتحدة،  عدة محطات إنزال لكابلات الإنترنت البحرية من وإلى السويد والنرويج وألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة.


واستندت وسائل الإعلام الأوروبية فى معلوماتها على 9 مصادر مطلعة على تحقيق أجرته عام 2014 المخابرات العسكرية الدنماركية فى أعقاب فضيحة سنودن للنظر فى ما إذا كانت وكالة الأمن القومى استغلت تعاونا مخابراتيا بين كوبنهاجن وواشنطن يُدعى «إكس كى سكور» للتجسس على حلفاء الدنمارك. وتم تقديم تقرير المجموعة الذى يحمل الاسم الرمزى «عملية دونهامر» إلى إدارة المخابرات الدنماركية العليا فى مايو 2015 قبل أن تكشف عنه وسائل الإعلام الأوروبية قبل أيام.


وبالنسبة لردود الفعل الأوروبية،  طالبت السويد والنرويج،  جارتا الدنمارك،  بتفسيرات من كوبنهاجن. وقالت رئيسة وزراء النرويج ايرنا سولبرج «من غير المقبول أن تشعر دول بحاجة إلى التجسس فيما تقيم علاقات وثيقة بين حلفاء».أما وزير الدفاع السويدي،  بيتر هولكفيست،  فطلب من الدنمارك توضيحات.

 وقال "نريد طرح الموضوع للنقاش"،  مضيفا أنه «من غير المقبول التنصت على الحلفاء». يأتى ذلك بعد مطالبة الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل أمس الأول واشنطن وكوبنهاجن بتقديم إيضحات. حيث اعتبر ماكرون أن» هذا غير مقبول بين حلفاء».

وقالت ميركل «لا يمكننى إلا أن أؤيد تصريحات ايمانويل ماكرون. لقد شعرت بالاطمئنان لكون الحكومة الدنماركية،  وبين أعضائها وزيرة الدفاع ( الدانماركية ترين برامسن)،  قد أعلنت أيضا بوضوح شديد موقفها». فى إشارة إلى ما قالته برامسن بإن مثل تلك الإجراءات ضد الحلفاء غير مقبولة،  وأن الدنمارك تؤيد هذا المبدأ.

من جانبه،  دعا المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومى إدوارد سنودن،  الذى يعيش الآن فى روسيا،  إلى «شفافية كاملة» فى هذا الشأن. وكتب فى تغريدة كتب إن الرئيس الأمريكى جو بايدن،  الذى كان نائبا لأوباما فى الفترة من 2009 إلى 2017،  كان متورطًا بعمق فى هذه الفضيحة.

وفى عام 2013 كشف سنودن آلاف الوثائق السرية التى فضحت أعمال التجسس الأمريكية الواسعة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001،  لذلك فإن تنصت الولايات المتحدة على القادة الأوروبيين ليس بالأمر الجديد.

وأظهرت الوثائق حينذاك أن الحكومة الأمريكية كانت تتجسس على مواطنيها وتقوم بالتنصت على الكثيرين على نطاق واسع فى جميع أنحاء العالم،  بما فى ذلك هاتف ميركل المحمول.