موانئ بورسعيد.. مواصفات عالمية على أراضٍ مصرية

 قطار التطوير يحوّل «شرق بورسعـيد» إلـى مينـاء محـورى عـالمى
قطار التطوير يحوّل «شرق بورسعـيد» إلـى مينـاء محـورى عـالمى

تعد مدينة بورسعيد هى المدينة الوحيدة فى مصر التى تمتلك ميناءين الميناء القديم أو ميناء غرب بورسعيد والآخر ميناء شرق بورسعيد والذى يعد الميناء الأكبر والأهم فى مصر بل واحد من أهم الموانئ المحورية فى العالم بعد تنفيذ أكبر مشروع تطوير فى تاريخ الموانى بمصر وامتداد أرصفته من ٢ إلى ٥'٥ كيلو متر ضمن مشروع تنمية شرق بورسعيد الذى وجه بتنفيذه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى نوفمبر عام ٢٠١٥.


الميناء الأسرع نموا في العالم


ويقول اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد إن ميناء شرق بورسعيد يعد اسطورة فى حد ذاته عندما نعلم أن عمره الزمنى ١٧ عاما فقط حيث تم افتتاحه فى ديسمبر ٢٠٠٤ وكانت البداية برصيف واحد طوله كيلو متر وبعدها تم زيادة طول الرصيف إلى كيلو مترين ونظرا لأن الميناء يحتل موقعا استراتيجيا عبقريا فى منتصف أهم طريق للتجارة فى العالم ينقل ٦٥٪ من التجارة العالمية بين شرق آسيا وغرب أوروبا فكانت النظرة الثاقبة للرئيس عبدالفتاح السيسى بتطوير الميناء ضمن مشروع تنمية شرق بورسعيد ليشهد أكبر مشروع تنموى فى تاريخ الموانىء بمصر بامتداد طول الأرصفة إلى ٥'٥ كيلو متر ليكون الرصيف الأطول من نوعه وثانى أكبر ميناء فى حوض البحر المتوسط والاهم من ذلك اعتبرته المؤسسات البحرية الدولية واحدا من أهم ١٥ ميناء محوريا فى العالم فهو قادر على استقبال أكبر الناقلات فى العالم ونجح فى ذلك وجاهز لاستقبال ناقلات المستقبل أيضا بأعماقه التى تصل إلى ٢٣ مترا كما تم اعتماده الميناء الأسرع نموا فى العالم سواء من حيث التطوير أو نمو حجم التداول به للحاويات والذى قفز فى فترة زمنية قصيرة إلى ما يقرب من ٣ ملايين حاوية سنويا.


وأضاف المحافظ أن الميناء بعد التطوير مخطط له ان تقام على ارصفته ١٥ محطة متنوعة من محطات تداول الحاويات والسيارات والحبوب والزيوت وتموين السفن بالاضافة الى إقامة أكبر منطقة لوجيستية بالشرق الاوسط بساحات ارصفته والتى تبلغ مساحتها مليون متر مربع تقريبا وبالفعل بدأت رؤوس الأموال العالمية تتسابق لإقامة مشروعات فى هذا الميناء الحيوى ويذكر أيضا للميناء أنه ساعد على اعادة إحياء تصدير منتجات سيناء من الملح والرمال والأسمنت والرخام إلى الخارج وزاد من أهمية الميناء وجود أنفاق قناة السويس المجاورة والتى ساعدت على زيادة حركة تداول البضائع والحاويات بالميناء وهناك تطوير اخر منتظر سيتم تنفيذه قريبا باستثمارات ٥٠ مليون دولار ستقوم به الشركة التى تدير محطة الحاويات بالميناء لزيادة اعداد وتحديث اوناش تداول الحاويات لزيادة قدرة المحطة التنافسية أمام الموانئ الكبرى المجاورة بالبحر المتوسط وزيادة طاقة تداول الحاويات.

وأكدت الدراسات قدرة الوصول بتداول الحاويات بالميناء إلى ٩ ملايين حاوية سنويا كما قدرت الدراسات ان الميناء مع المنطقة الصناعية المجاورة له يوفران نصف مليون فرصة عمل من المشروعات المينائية والصناعية واللوجيستية.


ميناء غرب ينتظر التطوير


وعلى عكس ميناء شرق فإن ميناء غرب بورسعيد القديم مازال ومنذ سنوات ينتظر مشروع التطوير والذى تمت له أكثر من دراسة ولكنها لم تخرج إلى حيز التنفيذ ويقول عادل اللمعى عضو مجلس الشيوخ ورئيس غرفة الملاحة ببورسعيد: ميناء غرب بورسعيد هو الميناء الأم الذى نشأ مع نشأة مدينة بورسعيد نفسها ولأن عالم النقل البحرى لم يشهد بناء السفن العملاقة الا مؤخرا ولم يتم تطوير الميناء بالشكل الذى يواكب ذلك وظل حتى يومنا هذا يتعامل مع السفن المتوسطة وصغيرة الحمولات وهو يستحوذ على أكثر من ٩٠٪ من حجم النشاط التجارى للبضائع المختلفة كما أن حجم مساحة الميناء صغيرة.

وأصبح مزدحما بمحطة الحاويات ونشاط أرصفة البضائع وساحات شحن وتفريغ القمح ويصعب التوسع فى مساحته لأنه محاط من الخارج بحرم السكة الحديد ولكن ذلك لا يمنع من ضرورة تعميق غاطس رصيف الحاويات لاستقبال السفن الحديثة وتطوير أرصفة البضائع لزيادة حجم التداول بها وهى مسئولية الهيئة الاقتصادية لمحور قناة السويس التابع لها الميناء وتطوير ميناء غرب بورسعيد وتكامله مع ميناء شرق سيكون إضافة كبيرة للاقتصاد الوطنى.