كتبت/ هويدا حمدي
ينطلق مهرجان تريبيكا السينمائي الدولي بنيويورك بأحيائها الخمس يوم الأربعاء القادم، فى احتفال ضخم ليس بدورته العشرين فقط ولكن بعودة السينما والمهرجانات ودور العرض ، عودة حرة دون إجراءات احترازية معقدة ،عانت منها الولاية الصاخبة راعية الفنون فترة طويلة.. وسيحضر المهرجان وافتتاحه عدد كبير من نجوم هوليوود ليشاركوا الجمهور الاحتفال بعودة الحياة ، سيفتتح المهرجان الفيلم الاستعراضى « In The Heights » لچون تشو ، مأخوذ عن مسرحية برودواي الشهيرة وتحمل نفس الاسم، ولأول مرة فى تاريخه يعرض فيلم الافتتاح على شاشات ضخمة بأحياء نيويورك الخمس فى وقت واحد كلها فى الهواء الطلق ..
ويقام حفل الافتتاح بمسرح «يونايتد بالاس» بواشنطن هايتس موقع أحداث الفيلم الذى يلعب بطولته أنتونى راموس ومارك أنتونى وميليسا باريرا وكورى هوكينز وليزلى جريس وحشد ضخم من النجوم .
يقول مخرج الفيلم أخيرا بعد عام من العزلة سينضم سكان نيويورك إلينا لنحتفل بعودة الحياة، إنه أمر لا يصدق !
وتدور أحداث الفيلم الذى وصفه مؤلفه لين مانويل ميراندا بأنه رسالة حب موسيقية ،حول شاب يحلم بتحقيق ثروة كبيرة ،ليفوز بالفتاة الجميلة التى يحبها، والعودة إلى وطنه بجمهورية الدومينيكان.
يعد تريبيكا هو المهرجان السينمائى الأول الذى يقام واقعيا فى أمريكا ،ويستمر حتى ٢٢ يونيو الحالى، لينطلق بعده مهرجانات بالجملة فى الولايات المختلفة ، ويضم تريبيكا ٦٦ فيلما فى مسابقاته الثلاثة ، جميعها يعرض بدور العرض المفتوحة أو سينما السيارات بنيويورك تزامنا مع عرضه افتراضيا فى كل الولايات الأمريكية، ٦٠٪ من الأفلام تقريبا بتوقيع مخرجات أو صناع أفلام من المثليين وفقا لتصريحات إدارة المهرجان .
فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة يشارك الفيلم المصرى «سعاد» لآيتن أمين، فى عرضه العالمى الأول بعدما شارك افتراضيا ضمن الاختيارات الرسمية لمهرجان «كان» ٢٠٢٠، وبرلين» فى مارس الماضى، وتدور أحداثه حول سعاد الممزقة بين واقعها وأحلامها، وسط ضغوط اقتصادية واجتماعية بسبب نشأتها التقليدية فى أسرة فقيرة، تدفعها الحياة الصعبة للهروب للواقع الافتراضى بمواقع التواصل الاجتماعى وعلاقة عاطفية افتراضية مع شاب، الفيلم بطولة بسنت أحمد وحسين غانم وهاجر محمود.. يعرض فى الثانية ظهر السبت ١٢ يونيو فى هدسون سكوير، ونفذت كل تذاكره بمجرد طرحها للجمهور، لكنه متاح للمشاهدة المنزلية فى السادسة مساء الأحد مقابل ١٥ دولار .
وكعرض عالمى أول أيضا يعرض آخر أفلام المخرج الكبير الراحل حاتم على شارك فيه كممثل فقط «سلام بالشوكولاتة» تأليف وإخراج جوناثان كيسير عن عائلة سورية تشتهر بصناعة الشوكولاتة، بعد الحرب وقصف مصنعهم الشهير، يلجأون إلى كندا، يقيمون هناك حياة جديدة، ويصنعون لجيرانهم شوكولاته كوسيلة لشكر الكنديين على الترحيب بهم ودعمهم، فقدمت البلد تسهيلات لهم لإنشاء مصنع بجوار منزلهم، وأصبح إنتاجه علامة مشهورة للشوكولاته هناك، الفيلم من بطولة حاتم على ونجلاء الخمرى ويارا صبرى ونجوم كنديين.
المهرجان الذى أقيم فى ٢٠٠١ عقب انهيار برجى مركز التجارة العالمى، وأسسه النجم روبرت دى نيرو وآخرون لدعم الولاية وانعاشها اقتصاديا وثقافيا، بتشجيع الناس للعودة لمانهاتن المنكوبة وقتها بعد الدمار، يحرص الآن على عودة نيويورك متألقة من جديد ثقافيا واقتصاديا أيضا، بوجود أسماء مرموقة فى صناعة السينما، ليس فى قائمة العروض فقط ولكن فى نقاشات حوارية، وهذا العام ينضم المخرج جويل كوين والنجمة الأوسكارية فرانسيس ماكدورماند وستيف بوسكيمى لندوة حول فيلم الجريمة الكوميدى «فارجو» الذى يمر خمسة وعشرون عاما على عرضه ،
وبمناسبة الذكرى العشرين لفيلم «The Royal Tenenbaums» يشارك عدد من النجوم فى حوار مباشر مع المخرج ويس أندرسون منهم إليك بالدوين وأوين ويلسون ودانى جلوفر وچوينيث بالترو..
وبمناسبة عرض نسخة مجددة من «الثور الهائج» يجرى روبرت دى نيرو حوارا مع المخضرم مارتن سكورسيزى، كان قد تم تسجيله قبل حادث إصابة قدم دى نيرو الذى ربما يمنعه من المشاركة فى المهرجان !
ويعرض المهرجان هذا العام أيضا نسخة مجددة من فيلم « الطفل» لشارلى شابلن.
ويختتم المهرجان بفيلم وثائقى لديڤ تشابيل لم يستقر على اسمه حتى هذه اللحظة لكنه عن وباء كورونا، يرصد قرية بولاية أوهايو فى بداية الوباء والتحديات التى واجهت سكانها، ويسلط الضوء على رؤيته لمقتل چورچ فلويد ،يعرض بحفل الختام فى قاعة راديو سيتى للموسيقى والتى لن يسمح بدخولها إلا لمن تم تطعيمه تطعيمها كاملا .
