لم يترك تخرجه من كلية الهندسة يرسم له ملامح طريق حياته لتقتصر عليه خطواته في الدنيا، ولكن لأن نظرته مختلفة عن غيره ويسعى دائما للتميز والإبداع، كان للصدفة دور في حياته في أن يبدع لوحات فنية ليس بالقلم والفرشاة بل اعتمد على أدوات صعب التعامل معها في الفن ليختار الخيوط والمسامير ليصنع بها إبداعاته التي لاقت إعجابه جمهوره.
يقول عبدالرحمن سمير محمود لـ«بوابة أخبار اليوم»: تخرجت من كلية هندسة جامعة اسكندرية قسم كهرباء باور دفعة 2020، ونظرا لكوني أحب الإبداع في كل شيء وأبعد كل البعد عن الأشياء والأعمال التقليدية عموما والتي لا تلفت الانتباه وكراهية الروتين والايقاع الرتيب، جاءت الفرصة التي حولت تفكيري عندما رأيت فيديو لفنان يقول بإبداع لوحة بفن الرسم بالمسامير و الخيوط.
ويضيف: كنت على علم ودراية بهذا الفن من قبل، ولكن ما أعجبني في هذا الفن أنه إبداعي ومختلف واحترافي و مش زي كل الشغل اللي شوفته قبل كده، وأنا كنت شخص بحب التصوير جدا لم أحترفه لكني أحبه لأنه حاجة بتديني مساحة أني أبدع فيها، وكنت بصور نفسي صور مختلفة إلى حد ما تعكس الحالة اللي انا فيها وأقوم برسمها، وأحلامي تتمثل في أن أستمر إن شاء الله في المجال والتطور فيه و يبقى علامة تجارية مميزة وكبيرة.
ويؤكد: كان للأسرة دور كبير جدا بعد ربنا سبحانه و تعالى هم ليهم فضل كبير، ساعدوني كتير و حفزوني و من غيرهم مكنتش وصلت لحاجة، و الهندسة ليها دور كبير مش في الفن بس في كل حاجة الهندسة خلت عندي طريقة تفكير عموماً في كل حاجة، وأن أعرف أبدع أكثر وأميز الحاجة اللي هشتغل فيها وأدرس كويس أي حاجة اشتغل فيها واعرف أحل أي مشكلة قابلتني و بناء على البيئة اللي الكلية كانت بتخلينا فيها هي اللي نمت ده عندي.
على الرغم من تخرجه من كلية التجارة بجامعة عين شمس إلا أن مجال الحسابات والتجارة لم تستهويه مثلما شغل عشق الفن قلبه.. «باسم نبيل» عمل في مجال التصميم على الكمبيوتر وأبدع في فن الـ«جرافيك ديزاين»، منذ نعومة أظافرة وهو يهوى الأعمال الفنية بمختلف أنواعها والذي أكتسبه من والده اللي مازال يساعده فى هذا المجال..
كانت البداية عمل أشياء كثيرة «هاند ميد»، وظل الحلم يراوده في إبداع شيء يحصل على إعجاب الناس بشكل أكبر، حتى جاءت الفرصة فمنذ حوالي سنة تقريبا بعد بداية انتشار فيروس الكورونا في مصر وتأثر شغله بذلك بدأن فكرة يتحول مساره إلى فن الرسم بالخيوط والمسامير.
يقول باسم هذا الفن دقيق جدا ويحتاج لصبر وإتقان، فى الأول لم أكن أعرف هذا الفن حتى بدأت أعلم نفسي بنفسي وأطور طريقة الشغل ولقيت تشجيع كبير جدا من الناس اللي حواليا من زوجتي وعائلتي وأصدقائي، عملت «أون لاين استور» على الفيسبوك ولقيت إعجاب كبير جدا من الناس اللي ماتعرفنيش ومن ناس أول مرة تشوف نوعية الفن ده.
ويضيف: شغلي الحمدلله مميز لاني بهتم بأدق التفاصيل مهما كانت صغيرة ، شغلي كجرافيك ديزاينر ساعدني كتير اني أقدر أحول أي رسمة أنا عايزها لنقط علشان تتعمل مهما كان شكلها ، وطموحي أني أفضل أطور من نفسي وأوصل للناس أكثر وافتح «جاليري» أعرض فيه لوحاتي بشكل أكبر.
من المعاناة تأتي الأفكار الجديدة ويكون التحدي في تجسيد تلك الأفكار.. كان لظروف نجلاء فتحي كامل الصحية دافعا لها لإتقان هذا الفن، وجاء التميز في استغلال هذا الفن في تجسيد الجمال الأفريقي والفرعوني وتجسيد للبيئة المصرية..
تقول نجلاء لـ«بوابة أخبار اليوم»: اختارت هذا التخصص لأن كان عندي ظروف صحية، وطبيبي طلب مني أتعلم أي شغل يدوي، فتعلمت الكروشيه، ثم بعد ذلك حدثت لي انتكاسة فرفضت بعدها اكمل في الكروشيه، فدكتوري طلب مني أتعلم حاجة تانية علمت نفسي بنفسي فن الرسم بالخيوط والمسامير، بدأت في الأول بتصميمات صغيرة لون واحد، ثم بعد ذلك طورت من الشغل الحمد لله حتى وصلت للنتيجة، واتخذت من الجمال الأفريقي بداية للاختلاف في الابداع في هذا الفن لأن الشغل الإفريقي يعطيني فرصة كبيرة في تنوع الألوان.
وتضيف: اشتغلت أيضا شغل فرعوني وتجسيد البيئة المصرية بأدق تفاصيلها وكان يساعدني في الشغل زوجي وأولادي، ما جعل «باسم» ابني الصغير يتعلم مني وبدأ حاليا في عمل شخصيات بالخيوط والمسامير زي صورة الرئيس عبد الفتاح السيسي وفضيلة الشيخ الشعراوي، وأمنية حياتي السفر للخارج والمشاركة بأعمالي في معارض دولية خاصة وأني شاركت في أغلب المعارض الكبيرة هنا في مصر.
وتشير إلى أنها بدأت في توفير خامات التعلم للأطفال والكبار، عن طريق فيديوهات أقوم من خلالها بالتعليم للجيل الصاعد ممن يريدون احتراف مثل هذا الفن، وأتواصل معهم عبر الواتس اب أو التليفون.
