أبداعات عربية

غَزَّة .. كُنْ فَيَكونْ

أبداعات عربية
أبداعات عربية

عبد‭ ‬الحكيم‭ ‬أبو‭ ‬جاموس‭ - ‬نابلس‭ ‬

لَمْ‭ ‬يَعُدْ‭ ‬يُرْهِبُنا‭ ‬المَوتُ‭ ‬لأنّا

قدْ‭ ‬رَضعناهُ‭ ‬حَليباً‭ ‬وَلِبانا

وَشَرِبنا‭ ‬حَسْرةَ‭ ‬الفَقْدِ‭ ‬مِراراً

وَبَقينا‭ ‬وَحْدَنا‭ ‬ليسَ‭ ‬سِوانا

غيرَ‭ ‬أنّا‭ ‬لمْ‭ ‬نَهُنْ‭ ‬قَيْدَ‭ ‬بَنانٍ

رَغْمَ‭ ‬ما‭ ‬أُهْرِقَ‭ ‬غَدْراً‭ ‬مِن‭ ‬دِمانا

ما‭ ‬رَفَعنا‭ ‬الرّايةَ‭ ‬البيضاءَ‭ ‬يَوماً

مُذْ‭ ‬حَمَلنا‭ ‬الفَخْرَ‭ ‬رُمْحَاً‭ ‬وَسِنانا

نُشْعِلُ‭ ‬الأرضَ‭ ‬أُوارَاً‭ ‬وَلَهيباً

وَتُلألئ‭ ‬بالصواريخِ‭ ‬سَمانا

قدْ‭ ‬رَفَعنا‭ ‬أبَدَ‭ ‬الدَّهْرِ‭ ‬شِعاراً

تَرْخُصُ‭ ‬الرّوحُ‭ ‬فِداءً‭ ‬لِثَرانا

يَشْهَدُ‭ ‬اللهُ‭ ‬بِأنّا‭ ‬قَدْ‭ ‬ثَبَتْنا

وَصَمَدنا‭ ‬صُوَّمَاً‭ ‬في‭ ‬رَمَضانا

‭***‬

دَمُنا‭ ‬ليسَ‭ ‬رَخيصاً

إنّه‭ ‬مِسْكٌ‭ ‬وَعَنْبَرْ

كُلّما‭ ‬سالَ‭ ‬غَزيراً

هَلَّلَ‭ ‬النَّصرُ‭ ‬وَكَبَّرْ

صَيْحَةُ‭ ‬الأحْرارِ‭ ‬تَعْلو

حُرَّةً‭ ‬اللهُ‭ ‬أكبرْ

فَالأعادي‭ ‬في‭ ‬اضْطِرابٍ

وَلُيوثُ‭ ‬الحَقِّ‭ ‬تَزْأَرْ

نَكَصوا‭ ‬مِثْلَ‭ ‬جَبانٍ

وَعَلَوْنا‭ ‬كَالغِضَنْفَرْ

لَمْ‭ ‬نَعُدْ‭ ‬نَخْشَى‭ ‬عَدُوّاً

بَيْنَ‭ ‬أيْدينا‭ ‬تَقَهْقَرْ

قدْ‭ ‬قَذَفْنا‭ ‬الرُّعبَ‭ ‬فيهِمْ

يومَ‭ ‬هاجَمْنا‭ ‬المُعَسْكَرْ

‭***‬

نحنُ‭ ‬قدْ‭ ‬نُقْتَلُ‭ ‬يَوْماً

غَيْرَ‭ ‬أنّا‭ ‬لا‭ ‬نَموتُ

صُبُرٌ‭ ‬في‭ ‬الحَرْبِ‭ ‬دَوْماً

والأعاريبُ‭ ‬سُكوتُ

أَطْرَقوا‭ ‬دونَ‭ ‬حَياءٍ‭ ‬

يَسْتُرُ‭ ‬العَوْرَةَ‭ ‬توتُ

‭***‬

يا‭ ‬غَزّةَ‭ ‬هاشِمَ

رُدّي‭ ‬هذا‭ ‬الغَزْوَ‭ ‬الغاشِمْ

صُدّي‭ ‬بِدِمائِكِ‭ ‬سَيلَ‭ ‬النّارْ

صَارَتْ‭ ‬يَدُكِ‭ ‬اليومَ‭ ‬تُلاطِعُ‭ ‬أعْتَى‭ ‬مِخْرَزْ

يا‭ ‬غَزّةُ‭ ‬يا‭ ‬بَلَدَ‭ ‬الأحْرارْ

يا‭ ‬روحَ‭ ‬الثورةِ

يا‭ ‬نبعَ‭ ‬الإصْرارْ

يا‭ ‬مَن‭ ‬سَطَّرْتِ‭ ‬بُطولاتٍ‭ ‬لا‭ ‬تُنْسَى

وَمَلاحِمَ‭ ‬يَعْجَزُ‭ ‬عَنها‭ ‬جَيشٌ‭ ‬جَرّارْ

يا‭ ‬مَن‭ ‬مَرَّغْتِ‭ ‬أُنوفَ‭ ‬المُحْتَلّينْ

وَأَلْحَقْتِ‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬جولاني‮»‬‭ ‬العَارْ

‭***‬

لن‭ ‬نَسْتَسلمْ

صِرْنا‭ ‬من‭ ‬فوقِ‭ ‬الأرضِ

وَتَحْتِ‭ ‬الأرضِ‭ ‬نُباغِتُهُمْ

وَأَظافِرُنا‭ ‬نَنْشِبُها‭ ‬في‭ ‬كُلِّ‭ ‬وُجوهْ

لَقَّناهُمْ‭ ‬دَرْسَاً‭ ‬لَنْ‭ ‬يَنْسوهْ

فَاسْحَبْ‭ ‬يا‭ ‬‮«‬بيبي‮»‬‭ ‬جَيْشَكْ

يا‭ ‬‮«‬بيبي‮»‬‭ ‬المَعْتوهْ

ما‭ ‬عادَتْ‭ ‬غَزّةُ‭ ‬سائِغَةً‭ ‬في‭ ‬حَلْقِكْ

واغْرَقْ‭ ‬في‭ ‬بَحْرِ‭ ‬حِساباتِكَ‭ ‬كَالمَشْدوهْ

إنّا‭ ‬آمَنّا‭ ‬بِالنَّصْرِ

وَمَنْ‭ ‬يَسْلكْ‭ ‬دَرْبَ‭ ‬الثُّوارِ‭ ‬فَلَيْسَ‭ ‬يَتوهْ

قدْ‭ ‬شَبَّ‭ ‬الطفلُ‭ ‬عن‭ ‬الطَّوْقِ

ما‭ ‬عادَ‭ ‬صَبِيّاً

طِفلُ‭ ‬الـ‭ ‬‮«‬آر‭ ‬بي‭ ‬جي‮»‬‭ ‬صارَ‭ ‬فِدائِيّاً

‭(‬ما‭ ‬قَتَلوهُ‭ ‬وَمَا‭ ‬صَلَبوهْ‭)‬

‭***‬

لنْ‭ ‬نَسْتسلمْ

كُلِّ‭ ‬الشَّعبِ‭ ‬يُقاومْ

أشْلاءُ‭ ‬الأطفالِ‭ ‬تُقاومْ

شَلاّلُ‭ ‬الدَّمِّ‭ ‬النّازِفِ‭ ‬مِن‭ ‬وَجَعِ‭ ‬القَصْفِ‭ ‬يُقاومْ

ذَرّاتُ‭ ‬الرَّمْلِ‭ ‬تُقاومْ

مِنْ‭ ‬فَوْقِ‭ ‬رُكامِ‭ ‬الدّورِ‭ ‬نُقاومْ

بإباءٍ‭ ‬وثباتْ

مِن‭ ‬تَحْتِ‭ ‬مِياهِ‭ ‬البَحرِ‭ ‬نُقاومْ

مِن‭ ‬وَسطِ‭ ‬حُقولِ‭ ‬الألْغامِ‭ ‬نُقاومْ

مِن‭ ‬قَلبِ‭ ‬الأنْفاقِ‭ ‬نُقاومْ

نَتَخَطّى‭ ‬كُلَّ‭ ‬الأزماتْ

لَوْ‭ ‬هَدَموا‭ ‬كُلَّ‭ ‬بُيوتِ‭ ‬الحَي

أوْ‭ ‬خَسَفوا‭ ‬فينا‭ ‬الأرضْ

لَو‭ ‬سَحَقونا‭ ‬بالدّباباتْ

أوْ‭ ‬حَرَقونا‭ ‬بِالغازاتْ

لنْ‭ ‬نَسْتسلمَ‭ ‬أو‭ ‬نَحْني‭ ‬الهامَاتْ

‭***‬

لا‭ ‬تستسلمْ

قاوِمْ‭ ‬حَتّى‭ ‬اليَوْمِ‭ ‬الآخِرْ

لا‭ ‬توْقِفْ‭ ‬إطْلاقَ‭ ‬النّارْ

فَصُمودُكَ‭ ‬في‭ ‬الهَيْجَا‭ ‬شَرَفٌ

وَثَباتُكَ‭ ‬عِزٌّ‭ ‬وَفَخارْ

وَاعْبُرْ‭ ‬مِثْلَ‭ ‬السَّهمْ

مِثلَ‭ ‬السَّيْلِ‭ ‬الهادِرْ

زَلْزِلْ‭ ‬أرْكانَ‭ ‬الأشْرارْ

إنْ‭ ‬نُضْرَبْ‭ ‬نَقْصِفْ‭ ‬عقْرَ‭ ‬الدّارْ

يا‭ ‬شَعْبَ‭ ‬اللهِ‭ ‬الغَدّارْ

‭***‬

في‭ ‬غزّةَ‭ ‬أبطالٌ‭ ‬إنْ‭ ‬قالوا‭ ‬فَعَلوا

رغمَ‭ ‬الذّبحْ

وخرابِ‭ ‬الدّورْ

في‭ ‬غزّةَ‭ ‬أطفالٌ‭ ‬يَحْدوهُمْ‭ ‬أَمَلُ

في‭ ‬غزّةَ‭ ‬أقمارٌ‭ ‬وبدورْ

وسماءٌ‭ ‬من‭ ‬نورْ

في‭ ‬غزةَ‭ ‬زِلْزالُ‭ ‬حِمَمْ

في‭ ‬غزةَ‭ ‬بُركانٌ‭ ‬من‭ ‬دَمّْ

يَغْلي‭ ‬وَيَفورْ

‭***‬

اسْمَعْ‭ ‬يا‭ ‬‮«‬موشيه‭ ‬يعلونْ‮»‬

اسْمَعْ‭ ‬يا‭ ‬ابْنَ‭ ‬المَجنونْ

الحَربُ‭ ‬فُنونْ

فَتَعَلَّمْ‭ ‬يا‭ ‬هذا‭ ‬مِنّا‭ ‬الفَنّا

لَنْ‭ ‬تَهْنَأَ‭ ‬أنتَ‭ ‬وقائِدُكَ‭ ‬المَأْفونْ

ما‭ ‬عُدْنا‭ ‬نُطْعَنُ

إنّا‭ ‬أتْقَنّا‭ ‬الطَّعْنا

وَسَقَيْناكُمْ‭ ‬كَأْسَ‭ ‬مَنونْ

لَسْنا‭ ‬مِمَّنْ‭ ‬هانوا

أوْ‭ ‬قالوا‭ ‬لِلأعْداءِ‭: (‬سَمِعْنا‭ ‬وَأَطَعْنا‭)‬

إنّا‭ ‬أجنادُ‭ ‬اللهِ‭ ‬ورائِدُنا‭ (‬كُنْ‭ ‬فَيَكونْ‭)‬