«الخيوط والمسامير».. إبداع جديد للشباب في لوحاتهم الفنية

إبداع جديد للشباب فى لوحاتهم الفنية
إبداع جديد للشباب فى لوحاتهم الفنية

الهدف واحد.. والظروف مختلفة.. والرؤية الإبداعية متباينة.. 3 مبدعين كان لكل منهم تجربته الخاصة ورغم أن المواد التى عملوا بها تكاد تكون واحدة إلا أن النتيجة كانت شديدة الخصوصية.. جعلوا من الخيوط والمسامير تلك المواد الصلبة لوحات تنطق بالإبداع.

«عبد الرحمن» يترك الهندسة ويذهب للرسم و«باسم» يحلم بالجاليرى.. و«نجلاء» تعالج بالفن

 لم يترك تخرجه فى كلية الهندسة يرسم له ملامح طريق حياته أو تلزمه بمسار محدد بل كانت نظرته مختلفة عن غيره ويسعى دائما للتميز والإبداع، كان للصدفة دور فى حياته فى أن يبدع لوحات فنية ليست بالقلم والفرشاة بل اعتمد على أدوات صعب التعامل معها فى الفن ليختار الخيوط والمسامير ليصنع بها إبداعاته التى لاقت إعجاب جمهوره.


يقول عبد الرحمن سمير لـ«الأخبار»: «تخرجت فى كلية هندسة جامعة الإسكندرية قسم كهرباء باور دفعة 2020، ونظرًا لكونى أحب الابتعاد عن الأعمال التقليدية والتى لا تلفت الانتباه وأكره الروتين والإيقاع الرتيب، انتهزت الفرصة التى حولت مسارى تماما عندما رأيت فيديو لفنان يبدع لوحة بفن الرسم بالمسامير والخيوط».


ويضيف: «كنت على علم ودراية بهذا الفن من قبل وما أعجبنى به أنه يعتمد على الإبداع ومختلف واحترافي، ونظرا لحبى للتصوير واعتبارى أنه يوفر لى مساحة إبداعية كنت أصور نفسى صورا مختلفة إلى حد ما تعكس الحالة اللى أنا فيها وأقوم برسمها، وأحلامى تتمثل فى أن استمر فى المجال واتطور فيه ويبقى علامة تجارية مميزة وكبيرة».


ويؤكد: «كان للأسرة دور كبير جدا وساعدونى كتير والهندسة كان لها دور كبير لأنها حولت طريقة تفكيرى بشكل عام، وأن أعرف أبدع أكثر وأميز الحاجة اللى هشتغل فيها وأدرس كويس أى حاجة اشتغل فيها واعرف أحل أى مشكلة قابلتنى و بناء على البيئة اللى الكلية كانت بتخلينا فيها هى اللى نمت ده عندي».


على الرغم من تخرجه فى كلية التجارة بجامعة عين شمس إلا أن مجال الحسابات والتجارة لم تستهويه مثلما شغله عشق الفن.. «باسم نبيل» عمل فى مجال التصميم على الكمبيوتر وأبدع فى فن الـ«جرافيك ديزاين»، منذ نعومة أظافرة وهو يهوى الأعمال الفنية بمختلف أنواعها والذى أكتسبه من والده اللى مازال يساعده فى هذا المجال.


كانت البداية فى تصميم أشياء كتيرة «هاند ميد»، وظل الحلم يراوده فى إبداع شيء يحصل على إعجاب الناس بشكل أكبر، حتى جاءت الفرصة منذ حوالى سنة بعد بداية انتشار فيروس كورونا فى مصر وتأثر شغله، بذلك بدأت فكرة تحول مساره إلى فن الرسم بالخيوط والمسامير.


يقول باسم: هذا الفن دقيق جدا ويحتاج لصبر وإتقان، وأنه  فى البداية لم أكن أعرف هذا الفن حتى بدأت أعلم نفسى ذاتيا وأطور طريقة عملى ولقيت تشجيع كبير جدا من الناس اللى حواليا من زوجتى وعائلتى وأصدقائي، عملت «أون لاين استور» على الفيسبوك ولقيت إعجاب كبير جدا من الناس اللى ماتعرفنيش ومن ناس أول مرة تشوف نوعية الفن ده.


ويضيف:أن أعماله مميزة لاهتمامه بالتفاصيل مهما كانت صغيرة، شغلى كجرافيك ديزاينر ساعدنى كتير انى أقدر أحول أى رسمة أنا عايزها لنقط علشان تتعمل مهما كان شكلها، وطموحى أنى أفضل أطور من نفسى وأوصل للناس أكثر وافتح «جاليري» أعرض فيه لوحاتى بشكل أكبر.


من المعاناة تأتى الأفكار الجديدة ويكون التحدى فى تجسيد تلك الأفكار.. كان لظروف نجلاء فتحى كامل الصحية دافعا لها لإتقان هذا الفن، وجاء التميز فى استغلال هذا الفن فى تجسيد الجمال الأفريقى والفرعونى وتجسيد للبيئة المصرية.


تقول نجلاء لـ«الأخبار»: «اخترت هذا التخصص لأن كان عندى ظروف صحية، وطبيبى طلب منى أتعلم أى شغل يدوي، فتعلمت الكروشيه، وبعد ذلك حدثت لى انتكاسة فرفضت الاستمرار وتعلمت فن الرسم بالخيوط والمسامير، بدأت فى الأول بتصميمات صغيرة لون واحد، ثم بعد ذلك طورت من الشغل الحمد لله حتى وصلت للنتيجة، واتخذت من الجمال الأفريقى بداية للاختلاف فى الإبداع فى هذا الفن لأن الشغل الإفريقى يعطينى فرصة كبيرة فى تنوع الألوان».


وتضيف: «اشتغلت أيضا شغلا فرعونيا وتجسيد البيئة المصرية بأدق تفاصيلها وكان يساعدنى فى الشغل زوجى وأولادي، ما جعل «باسم» ابنى الصغير يتعلم منى وبدأ حاليا فى عمل شخصيات بالخيوط، وأمنية حياتى السفر للخارج والمشاركة بأعمالى فى معارض دولية خاصة أنى شاركت فى أغلب المعارض الكبيرة هنا فى مصر».


وتشير إلى أنها بدأت فى توفير خامات التعلم للأطفال والكبار، عن طريق فيديوهات أقوم من خلالها بالتعليم للجيل الصاعد ممن يريدون احتراف مثل هذا الفن، وتتواصل معهم عبر الواتس اب أو التليفون.