آيس كريم وشاى بــــــارد لضبط مزاج الشمبانزى وإنسان الغاب

غياب البشر يصــــيب حـيـوانـات «الجـيزة» بالاكـتـئـاب

حديقة الحيوان بالجيزة
حديقة الحيوان بالجيزة

عبدالمحسن الفرماوى 

تُعدُّ حديقة الحيوان بالجيزة إحدى أقدم حدائق الحيوان فى العالم وتتميز بمساحتها الشاسعة وأشجارها النادرة التى تزيد عن 1000 شجرة، إضافة إلى موقعها المتميز بالجيزة، وحيواناتها المتنوعة، ولكن نظرا لظروف مواجهة فيروس كورونا، صدر قرار بغلق الحديقة لمدة خمسة عشر يوما للحفاظ على سلامة المواطنين، فما تأثير هذا الحظر على الحيوانات؟.. خاصة القرود والنسانيس وإنسان الغاب؟.. وما الإجراءات التى اتخذتها الإدارة خلال هذه الفترة؟.. وهل تم استغلال قرار غلق الحديقة فى تطوير وإقامة مشروعات جديدة؟

يقول اللواء طبيب محمد رجائي، رئيــس الإدارة المركــــزية لحـــدائـــق الحــــــيوانات، إن حــديقـــة الحــــيوان بالجيزة بدأت كحديقة نباتية تحتوى على أندر النباتات من شتى بقاع الأرض وكان الخديو إسماعيل أول من فكر فى إنشاء حديقة حيوان فى مصر، وافتتحت فى عهد الخديو توفيق فى الأول من مارس عام ١٨٩١ وكانت مساحتها ٥٠ فدانا اقتُطعت من أرض سراى الجيزة، وفى عام ١٩٣٨ أضيف للحديقة أرض حدائق الأورمان القبلية وأصبحت بمساحتها الحالية ٨٠ فدانا تقريبا، وبالحديقة ٧٠ نوعا من الثدييات و٦٥ نوعا من الطيور و٢٧ نوعا من الزواحف، كما يوجد بالحديقة ٥ جبلايات "القلعة ـ الشمعدان ـ جزيرة الشاى ـ جبلايتا الكـــوبرى المعلــــق" أكـــبرها جـــبلاية القلعة التى صممها المهندس التركى سايبوس عام ١٨٦٧ وهى مكسوة بالشُعب المرجانية والأشجار المتحجرة والأحجار ويغطــى طـــرقاتها الزلـــط الملون بأشكال هندسية جميلة وانتهى العمل بها ١٩٣٥.

أضاف، أن بداية غلق الحديقة كان فى ٦ مايو وذلك تنفيذاً لقرار الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وتم استغلال فترة الحظر فى زيادة اتخاذ الإجراءات الاحترازية للعمال وكذلك زيادة التحصينات اللازمة لجميع الحيوانات بالحديقة. وأيضا خلال هذه الفترة تم العمل على زيادة المساحات الخضراء مع تهذيب الأشجار المعمرة بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية وذلك للحفاظ على الزائرين بعد انتهاء فترة الحظر، ونظرا لأن "القرود ـ الشمبانزى ـ الزراف" أكثر الحيوانات ارتباطا بالإنسان وتشعر بالمرح أثناء اقتراب الزائرين منها خاصة أن معظم الزائرين يقدمون بعض الأطعمة والمشروبات لهذه الحيوانات مثل "الخــس ـ الجـــزر ـ الســـودانى ـ الشاى ـ الجيلاتي"، لذلك خلال فترة الحظر كان من الممكن أن تصاب هذه الحيوانات بأمراض نفسية خاصة إنسان الغاب، لذلك تم تقديم برامج ترفيهية للحيوانات من خلال زيادة أعداد المراجيح واللعب البلاستيكية والكرتونية للحفاظ على مزاج ونفسية الحيوان.

الدكتورة مها صابر، مدير عام حديقة الحيوان، أكدت أنه خلال فترة الحظر تم زيادة الأطعمة والمواد الغذائية المقدمة للحيوان وذلك لتعويض الحيوان عن المواد الغذائية المقدمة من الجمهور مثل السودانى والخيار فمثلا نرى النسانيس وإنسان الغاب والقرود التى تأثرت بفترة الحظر لتعودها على مشاهدة ومداعبة الزائرين لها وتقديم الأطعمة، لذلك وضعت إدارة الحديقة خطة للحفاظ على مزاج الحيوانات.

أضافت، أنه تم إجراء فحص يومى وأخذ عينات من جميع الحيوانات للتأكد من سلامتها مع الاهتمام بصحة العاملين بالحديقة مع تطهير الحديقة يوميا مما أدى إلى زيادة التكلفة اليومية، وخلال فترة الحظر تمت ولادات كثيرة لحيوان الأسد ـ القرود ـ أبو عدس ـ النسانيس، ويؤكد الدكتور محمد رجائى أنه خلال فترة الحظر تم تطهير وتوسعة الممرات المائية بالحديقة لاستغلالها كمشروع ترفيهى للأطفال وذلك من خلال تركيب بدالات مائية على أعلى مستوى وبأجر رمزى مع تطوير بحيرات سبع البحر.

"آخر ساعة" التقت بعض عمال الحديقة للتعرف على مزاج ونفسية بعض الحيوانات خلال فترة الحظر، فيقول إبراهيم عبدالمنعم، رئيس عمال الحديقة، إن معظم الحيوانات تأثرت وأصيبت بالاكتئاب بسبب عملية الحظر خاصة القرود، التى دائما تحب مشاهدة الجمهور والهدايا المقدمــة لها مــثل "المــــوز ـ الجــــزر ـ الخـــس"، لذلك كانت القرود تختفى داخل الجبلاية ولا يظهر منها أحد إلا خلال تقديم الأطعمة لها من خلال عمال الحديقة، كذلك النسانيس، فاللهو واللعب مع الأطفال أمر أساسى وضرورى بالنسبة لها مما دفع عمال الحديقة إلى اللهو واللعب معهم بدلا من الزائرين للحفاظ على مزاج ونفسية النسانيس.

وحـــيد محمـــــد، رئيـــس نقطــــة الشمبانزى وإنسان الغاب، قال إن إنســان الغاب والشمبانزى يكرهان العـــزلة والانطواء ويشعران بالفرح والسعادة فى وجود الجمهور وتقدم بعض الألعـــاب للتسلية وفى أيام الحظـــر شــعرت هـــــذه الحيوانات بالحزن والضيق، لذلك قامت إدارة الحديقة بتوفير كميات كبيرة من الموز والجيلاتى المثلج والشاى البارد مما ساعد على رفع مزاج ونفسية هذه الحيوانات.