قال السفير حازم خيرت سفير مصر السابق لدى إسرائيل، إن حرب الـ11 يوماً أعادت القضية الفلسطينية إلى مكانها الطبيعي بعد أن تراجعت في الفترات الماضية من دائرة اهتمام المجتمع الدولي بسبب القضايا الإقليمية الأخرى.
وأضاف أن مصر من واقع مسئوليتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، تواصل وستواصل بذل كل الجهود من أجل أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وينعم بالأمن والسلام والاستقرار، في ظل الدولة الفلسطينية المنشودة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، معربا عن أمله في أن يتم إحياء عملية السلام والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وأشار السفير خيرت، إلى أن المجتمع الدولي لم يبد في البداية اهتماما بالأحداث فكان هناك مشهد خطير وهو تهجير عائلات فلسطينية تقطن منذ عقود في حي الشيخ جراح وتوارثوها عن آبائهم وأجدادهم، ثم اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين واستفزازهم دون مراعاة قدسية شهر رمضان الفضيل، وهو ما أدى بطبيعة الحال إلى هذا التصعيد .
اقرأ أيضاً: بسبب كورونا الصين تغلق حياً بالكامل
ونوه السفير خيرت، إلى أنه من الضروري استخلاص الدروس المستفادة ليس من واقع هذه الحرب فحسب، بل من مُجمل المواقف خلال السنوات الماضية، فإذا ظل جمود عملية السلام واستمرار إسرائيل على بناء المستوطنات وتهجير الفلسطينيين وضم الأراضي وغيره، وعلى الجانب الآخر حالة الإحباط الشديد وغياب الأمل لدى الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة، فإنه ليس من المستبعد أن يتكرر المشهد ونرى حربا جديدة .
وأكد السفير حازم خيرت، أنه يتمنى أن تكون إسرائيل أيضا قد استوعبت الدرس وعليها أن تتخلى عن نظريتها الأمنية باستخدام القوة العسكرية والأمنية المتطورة وأن تدرك بأنها لن تحميها وأن الحل الوحيد هو منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وقيام دولته المستقلة تعيش في أمن وسلام على أساس مبدأ حل الدولتين، ومشيرا في هذا الصدد إلى الدور الذي لعبه عرب 1948 خلال هذا المشهد والذي أوصل رسالة لإسرائيل بتداعيات سياساتها على الوضع الداخلي، لافتا إلى ما ذكره رئيس الدولة الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بأنه يخشى أن تشهد إسرائيل حربا أهلية.
وفيما يتعلق بتداعيات الحرب على الوضع الداخلي في إسرائيل، أشار السفير حازم خيرت إلى أن إسرائيل تمر بأزمة داخلية بسبب عدم قدرة معسكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو خصومه على تشكيل حكومة جديدة منذ عامين وفى أربع انتخابات متتالية وأن الأرجح هو الذهاب لانتخابات خامسة وهي أزمة لم تشهدها إسرائيل في تاريخها.
أما فيما يتعلق بأثر الحرب الأخيرة على الانتخابات، قال "خيرت": من السابق لأوانه تحديد عما اذا كان المشهد سيأخذ منحى تصاعدي أو تنازلي لصالح نتانياهو.
وفيما يتعلق بالدور المصري في إعادة إعمار غزة، أشار السفير خيرت إلى أن القيادة المصرية لا تدخر وسعا من أجل تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني واسترداد حقوقه المشروعة، ومنذ بداية الأزمة بذلت مصر جهودا يشهد عليها المجتمع الدولي بأسره وذلك لوقف العنف وحقن دماء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار لشعبه الذى عانى كثيراً، مستطردا: وفي النهاية فإن مصر الكبيرة وبقيادتها الحكيمة وباعتراف المجتمع الدولي تعمل بإخلاص من أجل مصلحة ورفاهية أشقائها الفلسطينيين ومن منطلق عملي بعيدا عن المزايدات.
