«السوشيال ميديا» سلاح الطلاب في وجه أعضاء هيئة التدريس

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

«السوشيال ميديا» سلاح الطلاب فى وجه أعضاء هيئة التدريس
أساتذة الجامعة: حق كل طالب انتقاد أستاذه لكن بشكل محترم دون تجاوزات.. والعلاقة بين الأستاذ والطالب استبدادية فى المرحلة الجامعية

رشا حسن 
 

باتت مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لهدم قاماتنا العلمية من أساتذة الجامعات، حيث أبدى لفيف من الخبراء التربويين غضبهم الشديد جراء ما حدث مؤخراً من توجيه الإساءة إلى الدكتور الجامعي محمود مرسي أستاذ العلوم بجامعة الإسكندرية صاحب «تريند الغضب» الأمر الذى اعتبره أساتذة الجامعات فيه إهانة وإساءة بالغة لمكانتهم العلمية والأخلاقية التي لا ينبغي أن تهتز بهذا الشكل مهما تكاتلت آراء ومهاترات بعض الطلاب على السوشيال ميديا.


قال الدكتور هاشم بحري أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر إن التعليم في كل دول العالم قائم على الاحترام والنقد البناء بين الطالب والمعلم، لكن مجتمعنا يفتقر إلى سياسة النقد التدريجي المتمثل في تقديم الطلاب شكاوى لمن هم أعلى من الأستاذ الجامعي وقيامهم باتخاذ الإجراء اللازم تجاهه بدلاً من الهجوم المفاجئ الذي يحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثلما حدث مع الدكتور الجامعي محمود مرسي مؤخراً».
 وأوضح بحري أن هناك 10 بنود لترقية أساتذة الجامعات قائمة على اجتهاده في تقديم المزيد من الأبحاث العلمية والتعامل مع الطلاب بشكل حضاري باعتبارهم في الأساس قدوة أخلاقية قبل أن يكونوا موسوعة علمية داخل الحرم الجامعي، مشيراً إلى ضرورة إعادة النظر مرة أخرى في بند الترقيات بحيث يكون هناك تكامل بين الجزء التعليمي والتربوي.


وأضاف بحري أنه من حق كل طالب انتقاد أستاذه بشكل محترم دون تجاوزات مثلما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً ليس من المقبول أن تتم إهانة الطالب لأستاذه مهما صدر منه من معاملات غير مرضية لذلك لابد أن يبادر الأستاذ الجامعي بقبول سياسة النقد المتبادل بينه وبين الطالب داخل المدرجات بدلاً من التهكمات والمهاترات التي يفاجئ بها على السوشيال ميديا وتكون النتيجة «تريندات غضب» مهينة ومؤثرة على شخصية الأستاذ الجامعي.


من جانبه قال الدكتور طه أبوحسين أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية, إن العلاقة بين الأستاذ والطالب علاقة استبدادية خاصة في المرحلة الجامعية لأن الطالب الناجح يرى أنه يستحق تقديراً أعلى والطالب الراسب يرى أنه يستحق النجاح، ومن ثم نجد أن العلاقة بينهما اضطرابية في الأساس ليست قائمة على المودة والعاطفة».
وأكد أبوحسين أن الأستاذ لا يخضع بأي شكل من الأشكال إلى تقييم الطالب وليس من حق الطلاب الاعتراض بهذا الشكل الفج المهين لمكانة وهيبة الأستاذ الجامعي، مشيراً إلى أن الخطأ يقع على عاتق الطالب لأنه لم يتوجه إلى المسؤولين داخل الحرم الجامعي لتقديم شكاوى ضد أستاذه بل اتجه إلى صفحات السوشيال ميديا لأخذ حق ليس حقه بل على العكس ما حدث من طلاب الجامعة قد يدينهم ويضعهم في دائرة المساءلة والعقوبة لأنه سب وقذف على الملأ ولابد من معاقبتهم واتخاذ إجراء معهم مثلما حدث مع الأستاذ الجامعي صاحب «تريند الغضب».
وأضاف أبو حسين أن الترقيات الجامعية تخضع لقواعد نظامية صارمة، ومن ثم لا يمكن أن يؤثر مثل هذا الفعل الغاشم على ترقية الدكتور محمود مرسي مهما صدر منه تجاه الطلاب، مؤكداً أن ما يحدث داخل الحرم الجامعي من تجاوزات لابد من حلها أيضاً في محيطه وليس على صفحات التواصل الاجتماعي التي باتت بمثابة «سم قاتل» لتشويه صورة القامات العلمية وهذا غير مقبول على الإطلاق.

اقرأ أيضا: غداً.. بدء امتحانات نهاية العام بالجامعات والمعاهد