م الآخر

ولا عزاء للحداد!

وحيد السنباطى
وحيد السنباطى

لا أدعى المثالية ولا أتصنعها وأستطيع أن أقول إننى لم تسعفنى الظروف لوجودى خارج القاهرة كى أشارك فى عزاء الزميل والفنان الكبير ملك الكوميديا سمير غانم، لقد أسعدنى الحظ أننى شاركت معه فى مسلسل والتقيت به كثيرا فى أكثر من مناسبة وقد تأثرت كثيرا بمجرد علمى بالخبر الحزين ولكن إيمانى بأن الموت هو الحقيقة الوحيدة فى هذه الدنيا جعلنى أستقبل الخبر بالدعاء له بالرحمة والمغفرة وكان حديثى مع الجميع فى هذا اليوم عن تاريخ هذا النجم الكبير الذى نجح فى أن يضع البسمة على شفاهنا دون ابتذال أو تعمد إهانة أى زميل من أجل انتزاع الضحكات من الجمهور كما يفعل معظم نجوم الكوميديا.. بل كان يعتمد على موهبته وتلقائية أدائه ولغة الجسد التى كان يتميز بها وكانت تضحكنا كثيرا. ورغم نجاحه الكبير كنجم كوميدى إلا أنه لم يتعال على أحد ولم نسمع أو نعرف عنه أنه تسبب فى إحراج أحد حتى فى علاقته بالجمهور قبل الزملاء.. كان سمير غانم عاشقا للفن والحياة لم يشغله طوال مشواره الفنى أين يضع اسمه فى تترات أعماله ولا مراحل الصعود والهبوط التى يمر بها أى فنان وكان راضيا وقنوعا بحب الجماهير له دون النظر لأى شىء آخر وأستطيع أن أعترف أن الفنان سمير غانم أو ملك الكوميديا كما كان يحب أن يطلق عليه لم يأخذ حقه على مستوى الإعلام والنقد الفنى لأنه لم يسع لذلك فقد كان يعمل ويجتهد من أجل إسعاد المشاهدين فقط. هذا هو ليس رأيى أنا فقط ولكنه رأى جميع زملائه ومحبيه.. لذلك أقدر جدا مشاعر الجماهير التى عبرت عن استيائها من سلوكيات بعض الفنانات اللاتى حضرن العزاء صباحا ورقصن ليلا فى أحد الأفراح.. لقد نشأنا على الحداد على المتوفى سواء كان قريبا أو زميلا وألا نفصح عن أى مشاعر أو سلوك يعبر عن الفرح لمدة ثلاثة أيام احتراما لاسرة الراحل ولحرمة الموت ولكن للأسف أصبح لا عزاء للحداد.