الأسد: لا قيمة لآراء الغرب والشعب السورى قراره بيده

إقبال كثيف على التصويت بالانتخابات الرئاسية في سوريا

ناخبون يصطفون أمام أحد مراكز الاقتراع فى حلب
ناخبون يصطفون أمام أحد مراكز الاقتراع فى حلب

أدلى الناخبون السوريون، اليوم، بأصواتهم لاختيار رئيس للجمهورية لفترة جديدة من بين ثلاثة مرشحين متنافسين أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته بشار حافظ الأسد، وكذلك النائب السابق عن الحزب الاشتراكى عبد الله سلوم عبد الله، ومن المعارضة الداخلية محمود أحمد مرعى، الأمين العام للجبهة الديمقراطية السورية.

وأدلى الأسد بصوته فى مركز اقتراع فى مدينة دوما، المعقل السابق للمعارضة المسلحة فى الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق. وندد الرئيس السورى بالانتقادات الغربية بشأن صحة الانتخابات الرئاسية، معتبرا أنها لا تساوى شيئا. وقال الأسد للصحفيين بعد الإدلاء بصوته هو وزوجته أسماء متحدثا عن التصريحات الغربية التى تشكك فى نزاهة الانتخابات "قيمة آرائكم هى صفر وقيمتكم عشرة أصفار".

وأضاف الأسد "الشعب السورى متحد فى مواجهة الإرهاب"، مؤكدا أن "المواطن السورى حر وقراره بيده وليس بيد أى جهة أخرى". وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، أكدوا فى بيان أصدروه اليوم الأول، أن الانتخابات الرئاسية فى سوريا لن تكون حرة ولا عادلة. وطالبوا بإجراء الانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة.

وشدد الأسد على أن إدلاءه بصوته من مدينة دوما يمثل دليلا على وحدة الشعب السورى فى مواجهة الإرهاب وتأكيدا على أن سوريا "ليست منطقة ضد منطقة أو طائفة ضد طائفة".

وقال الأسد إن ما جرى فى سوريا ليس حربا أهلية كما ادعى الغرب، وهنأ سكان دوما بـ∪التحرير من الإرهاب والعودة إلى حضن الوطن"، مشيرا إلى أن الإرهابيين احتلوا المدينة بهدف تشويه صورتها لكن معظم سكانها كانوا يتواصلون مع الدولة. واتّخذ الأسد (55 عاماً) عبارة "الأمل بالعمل" شعاراً لحملته الانتخابية، فى محاولة لتسليط الضوء على دوره المقبل فى مرحلة إعادة الإعمار، بعد عقدين أمضاهما فى سدّة الرئاسة، نصفهما خلال النزاع الذى تشهده البلاد منذ عام 2011.

وكانت وزارة الداخلية السورية أعلنت أن نحو 18 مليون سورى يحق لهم التصويت فى الانتخابات الرئاسية التى يمتد فيها التصويت ليوم واحد، على أن تصدر النتائج خلال 48 ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع.

وعرض التليفزيون السورى مشاهد تظهر إقبالا كثيفا من المواطنين على التصويت حيث تشكلت صفوف طويلة من الناخبين أمام مراكز الاقتراع التى بلغ عددها 12 ألفا. واصطف مئات الطلاب فى كلية الآداب بجامعة دمشق للتصويت وتوقفت عدة حافلات فى الخارج. وهتف طلاب آخرون قبيل افتتاح مركز الاقتراع "بالروح بالدم نفديك يا بشار".

وذكرت وكالة "سانا" الرسمية السورية أنه فور فتح أبواب مراكز الاقتراع، توافد الناخبون بكثافة عليها فى مختلف أنحاء البلاد. وأشارت تقارير إعلامية إلى إقبال ملحوظ من الناخبين على المراكز الانتخابية الموجودة فى الجامعات السورية بين الساعة السابعة صباحا والثامنة صباحا، كجامعة دمشق وحلب والبعث فى حمص، نتيجة إدلاء الطلاب بأصواتهم قبل بدء العملية التعليمية. وأكدت اللجنة القضائية العليا للانتخابات أن هناك إقبالا كثيفا على مراكز الاقتراع فى المحافظات. وارتفعت الأعلام السورية وصور المرشحين الثلاثة فى المراكز الانتخابية، لكن صوراً عملاقة للأسد اكتسحت الشوارع والساحات العامة.

وقد أتمت الحكومة السورية الاستعدادات والتجهيزات اللوجيستية اللازمة للعملية الانتخابية الخاصة بالاستحقاق الدستورى المتمثل فى الانتخابات الرئاسية التى من المتوقع أن تمنح الأسد ولاية رابعة لمدة سبع سنوات إضافية.

وقال مدير الإدارة السياسية فى الجيش السورى حسن سليمان إن القوات المسلحة بدأت عملية الاقتراع منذ الصباح على امتداد الجغرافية السورية، موضحا أنه يحق للعسكريين الانتخاب فى المراكز المدنية ومناطق انتشارهم، كما يحق للمدنيين الاقتراع فى المراكز المدنية والعسكرية.

وسبق تصويت الأربعاء، قيام السوريين فى الخارج بالتصويت فى البعثات الدبلوماسية يوم 20 مايو، وتشير مختلف التوقعات إلى أن هذه الانتخابات لن تأتى بمفاجآت، وأن حظوظ الرئيس الحالى فى الفوز والبقاء فى السلطة لسبع سنوات مقبلة هى الأقوى.