أول سطر

مشروع قومى نستحقه

طاهر قابيل
طاهر قابيل

لا يستطيع أحد منا أن ينكر أن أصوله ريفية من إحدى القرى فى الوجهين "البحرى" أو "القبلى".. ولأننا من عشاق التمييز والمسميات "الرنانة" فنقول هذا "صعيدى" وأنا "فلاح" غافلين أننا بشر وننتمى للإنسانية وخرج من بيننا "العباقرة" ومن حرثوا الأرض وعمروها.
دائما أتوقف عند قوله تعالى فى سورة "البقرة" من الآية 30 وحتى 38 "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الْأَرْضِ خَلِيفَةً.. وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِى بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ.. قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ.. قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ.. وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ.. وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ.. فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِى الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ.. فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.. قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّى هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".
معظمنا تربى فى قرية أو نزح أهله للمدينة سعيا للرزق أو بحثا عن وظائف كانت تسيطر عليها المدن.. والمشروع القومى العملاق لتطوير قرى "الريف المصرى" سوف ينقلنا إلى "حياة كريمة".. وينهى أسطورة "المدينة والريف".. وتحرص "الدولة" على متابعته وتوفير الموارد وعوامل النجاح له.. وتنسيق الجهود لتحقيق الغاية المنشودة منه للفئات الأكثر احتياجا.. ويعد المشروع "الأول من نوعه فى العالم" من حيث حجم الأعمال.. ويستفيد منه أكثر من نصف عدد سكان "مصر".. ويسعى للارتقاء بالتنمية والخدمات الاجتماعية وتحسين جودة الحياة فى 4583 قرية وتوابعها بتكلفة تصل إلى 700 مليار جنيه.. ويشمل إنشاء شبكات للمياه والصرف الصحى وتبطين وتأهيل الترع والمصارف والكهرباء وتطوير المنازل لتكون "سكنا كريما".. وإقامة المستشفيات والوحدات الصحية ونقاط الإسعاف.. وبناء المدارس وتجهيز موقع موحد للخدمات الحكومية على طراز حديث.. وحصر الأراضى والمبانى القديمة وإزالة المخلفات بها لإعادة استغلالها بالإضافة إلى الصروح الاجتماعية والثقافية والرياضية ومكاتب للبريد.. وتجديد وصيانة دور العبادة.. ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للأسرة والطفل وذوى الهمم.. وتوفير التمويل اللازم للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر ودعم الحرف التراثية.
أعتقد أن المشروع القومى لتطوير "القرى" سوف ينقلنا نقلة حضرية ننتظرها ونستحقها والله المستعان.