أصغر مدافعة عن حقوق المرأة: أستكشف أماكن رواياتي قبل أن أكتب عنها

 مريم عبد الحكيم
مريم عبد الحكيم

جعلت من العمر مجرد رقم، وأطلقت العنان لخيالها يسبح فى بحور الرواية والتأليف بكل أشكاله وأنواعه، مريم عبد الحكيم، أصغر أديبة مصرية تدخل المجال الأدبى وتحقق نجاحات كبيرة رغم صغر سنها، كتبت مريم عملها الأول فى عام 2015، مجموعة قصصية بعنوان «مازلت منتظرة»، وكان عمرها آنذاك 19 عاماً، وكانت مفاجأة لقرائها الذين انبهروا بأسلوبها الأدبى، ثم «رواية شاهد قبل الحذف» فى 2017 التى ناقشت من خلالها الكثير من مشكلات المرأة فى المجتمع المصرى وتقديم حلول لها. وحصلت الرواية على المركز الثانى فى مسابقة «إبداع»، وبعد القراءة والاطلاع لمدة 3 سنوات كتبت مريم الرواية الثالثة «وما أُبرئ نفسى».. فى هذه السطور تجيب مريم «للأخبار» عن الكثير من الأسئلة الشائكة حول أعمالها وأسلوبها الأدبى.

  كيف كانت بداياتك مع الكتابة؟
ـ أول شيء كتبته كان فى 18 نوفمبر 2009 الساعة الحادية عشرة مساء بعد مباراة مصر والجزائر فى السودان، التى انتهت بخسارة مصر، وبطبيعتى أعشق كرة القدم من صغرى، فقررت التعبير عن شعورى بالحزن فكتبت خاطرة أُرثى بها خسارة المنتخب المصرى وعدم تأهله لكأس العالم، وبعدها انطلقت أعمالى الأدبية فى المقال والقصة والرواية.
 من وجهة نظرك.. ما النقص الذى لاحظته فى عملك الأول؟
ـ أنا شخص يركز على الأخطاء حتى يتلافاها بعد ذلك، ولا يكررها، بعض القصص كانت أفكارها تحتاج إلى مزيد من الاتزان وكان من الأفضل عدم وضعها فى المجموعة القصصية، والصبر بعض الوقت حتى أخرج بشيء قوى، وهذا ما تلافيته بعد ذلك ولم أكرره فى الأعمال التالية.
 هل أعددت نفسك جيدًا قبل خوض غمار التجربة الروائية؟
ـ كنت أعلم أن مجال الرواية صعب لذلك قررت الاستعداد جيدًا من خلال القراءة المتنوعة فى الكثير من المجالات، والتركيز على الفارق بين القصة القصيرة والرواية، خاصة وأن القصة تعتمد بشكل كبير على عنصر التكثيف بعكس الرواية التى تحتاج إلى سرد شاق واطراد طويل، كما أننى تعلمت رسم شخصيات الرواية قبل الكتابة عنها حتى أستحضر وجوههم فى خيالى أثناء الكتابة.
 بعض القراء يرون فى أعمالك تحيزاً ضد الرجل.. فما ردك؟
ـ أنا أؤمن بفكرة وموضوع وأناقشها من خلال كلماتى، ومعنى أننى أناقش مشاكل المرأة مثل زواج القاصرات لا يعنى أننى أقف ضد الرجل فى هذه المشكلة، كما أننى لا أعرض المشكلة فقط، بل أعرض الحل الذى يحمل وجهة نظرى، ومن الممكن أن يكون هناك تحيز فى حال أننى افتعل مشكلة غير موجودة وأقنع الناس بها، وهذا ما لم أفعله.
 هل هناك رابط بين الأعمال الثلاثة؟
ـ بالطبع هناك رابط، وهو البنت الحالمة التى تبكى فى كل مرة توقع عقد عمل أدبى جديد، والبكاء فى كل حفل توقيع تقيمه لرواياتها، والتوتر بشكل دائم بسبب خوفها من عدم نجاح أعمالها.
 بعض القراء يرون أن هناك حاجزاً كبيراً بينك وبين القارئ؟
ـ منذ عملى الأول وأنا أحاول بكل الطرق إذابة هذا الحاجز، لهذا السبب سافرت كل الأماكن التى جاءت فى أعمالى الأدبية من أسوان حتى الإسكندرية، حتى أعيشها قبل أن أكتبها ولا يشعر القارئ أن هناك حاجزاً بينى وبين ما أكتبه، وحتى أنقل إليه الصورة كما رأتها عينى، وليس كما سمعت أذنى.