واشنطن تفرض قيوداً على المتورطين في نزاع تيجراي

 أنتوني بلينكن
أنتوني بلينكن

 أعلنت الولايات المتّحدة الأحد 23 مايو، أنّها ستفرض قيوداً على منح تأشيرات دخول لمسؤولين إثيوبيين وإريتريين تتّهمهم بتأجيج النزاع المستمرّ منذ ستّة أشهر في إقليم تيجراي الإثيوبي، مشيرة إلى أنّ هؤلاء "لم يتّخذوا إجراءات ملموسة لإنهاء الأعمال العدائية".

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان إنّ هذه القيود تستهدف "مسؤولين حكوميين إثيوبيين أو إريتريين، حاليين أو سابقين، وأفراداً من قوات الأمن أو أشخاصاً آخرين -- بما في ذلك قوات أمهرة الإقليمية وغير النظامية وأفراد الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، مسؤولين عن، أو متواطئين في، تقويض حلّ الأزمة في تيجراي".

اقرأ أيضاً: دراسة بريطانية: لقاحا فايزر وأسترازينيكا فعالان ضد متحور كورونا الهندي

وأضاف "ما زال الناس في تيجراي يعانون من انتهاكات لحقوق الإنسان وإساءات وفظائع وهم يحتاجون بصورى عاجلة إلى مساعدات إنسانية تمنع وصولها إليهم القوات الإثيوبية والإريترية وجهات مسلّحة أخرى".

وتابع "على الرّغم من التزام دبلوماسي مهمّ، لم تتّخذ أطراف النزاع في تيجراي إجراءات ملموسة لإنهاء الأعمال العدائية أو التوصّل إلى حلّ سلمي للأزمة السياسية".

تقييد المساعدات الاقتصادية والأمنية 

كما أعلن بلينكين أنّ الولايات المتّحدة ستفرض قيوداً "واسعة النطاق" على المساعدات الاقتصادية والأمنية لإثيوبيا، مؤكّداً في الوقت نفسه استمرارها في تقديم المساعدات الإنسانية في مجالات مثل الصحّة والغذاء والتعليم.

وقال الوزير في بيانه إنّ "الولايات المتّحدة تدين بأشدّ العبارات عمليات القتل والترحيل القسري والعنف الجنسي المنهجي وغيرها من الانتهاكات والتجاوزات لحقوق الإنسان".

وأضاف "لقد راعنا أيضاً التدمير الحاصل في تيجراي لممتلكات عمومية، بما في ذلك مصادر المياه والمستشفيات والمرافق الطبية".

وأديس أبابا حليف قديم لواشنطن، لكنّ الولايات المتّحدة تعرب عن قلقها بشكل متزايد منذ أن شنّ رئيس الوزراء الأثيوبي آبيي أحمد في نوفمبر هجوماً عسكرياً واسع النطاق على تيغراي لتوقيف ونزع سلاح قادة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، الحزب الحاكم في الإقليم.

وأحمد، الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2019، برّر العملية العسكرية يومها بتعرّض معسكرات تابعة للجيش الفدرالي لهجمات اتّهم الجبهة بالوقوف خلفها.

وحظيت القوات الفدرالية الأثيوبية في هجومها على تيغراي بدعم من قوات أرسلتها جارتها الشمالية إريتريا، وأخرى أرسلتها أمهرة، المنطقة الإثيوبية المحاذية لتيغراي من الجنوب.

وأعلن أحمد الانتصار في 28 نوفمبر إثر السيطرة على ميكيلي، عاصمة إقليم تيغراي.

وعلى الرّغم من أنّ أحمد تعهّد في بداية العملية العسكرية بأن تنتهي سريعاً، إلا أنّه بعد أكثر من ستة أشهر على بدئها، لا يزال القتال مستمراً في تيجراي، في وقت يحذّر فيه قادة العالم من كارثة إنسانية محتملة.

وفي 17 مايو الجاري ندّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، المتحدّر من تيجراي، بالوضع "المروّع" في هذا الإقليم حيث يموت كثيرون بسبب الجوع وتتزايد عمليات الاغتصاب.

وقال "بينما نحن نتحدّث، فإنّ الوضع في تيجراي الإثيوبية هو، إذا ما أردت وصفه بكلمة واحدة: مروّع! مروّع للغاية"، مشيراً إلى أنّ "العديد من الناس بدأوا يتضوّرون جوعاً حتى الموت وعمليات الاغتصاب تنتشر".

وتخشى منظمة الصحة العالمية من تفشي وباء الكوليرا والحصبة وأمراض أخرى في الإقليم في ظلّ دمار غالبية المرافق الصحية أو تعذّر الوصول إليها.

ونفت أديس أبابا طويلاً وجود قوات إريترية في تيجراي، رغم تأكيدات سكان ومنظمات ودبلوماسيين ومسؤولين محليين، قبل أن يقرّ أبيي أحمد بوجود هذه القوات ويصرّح أمام البرلمان بوجوب انسحابها من المنطقة.

واتُّهمت القوات الإريترية بارتكاب فظاعات في تيغراي، من مجازر وعمليات اغتصاب ونهب وغيرها، وهو ما تنفيه أسمرة.

وسبق أن تحدّث بلينكن عن حصول "تطهير عرقي" في تيجراي

وللمرة الأولى اتّهمت أثيوبيا الجمعة قوات من إريتريا بقتل 110 مدنيين في مجزرة شهدها إقليم تيجراي في أواخر نوفمبر.

وأعلنت إثيوبيا التزامها التحقيق في الجرائم التي ارتكبت خلال النزاع.