خواطر..

جلال دويداريكتب: هل تمنع التدخلات.. انفجار الأزمة؟

جلال دويدار
جلال دويدار

دخلت معركة التفاوض مع اثيوبيا حول سد النهضة إلى مرحلة فارقة.. إما المواجهة أو التوصل إلى حلحلة حقيقية للموقف نحو التسوية العادلة المرضية لكل الأطراف.

لاجدال أن التوحد القوى للموقفين المصرى والسودانى يمثل عاملا استراتيجيا غاية فى الاهمية فى فاعلية الضغوط الافريقية والدولية على الجانب الاثيوبى.

من ناحية أخرى فإن التحركات المصرية افريقيا ودوليا المدعومة سودانيا على كل المستويات.. أدت إلى موقف متعاطف مع المطالب المصرية السودانية المشروعة. فى نفس الوقت وعلى ضوء الخشية من انفجار الموقف إلى مالا يحمد عقباه.. بدأت الجهود الدولية تنشط سعيا لاحتواء الموقف. يأتى ذلك استجابة لجهود القيادتين السياسية للبلدين مصر والسودان دوليا وافريقيا.


الدولتان وفى هذا الاطار اوضحتا ان مياه النيل قضية أمن قومى لا يمكن ان يسمحا بالمساس بها. انهما ومن هذا المنطلق مصممتان على المعارضة والتصدى بكل الوسائل.. لمحاولة اثيوبيا فرض الامر الواقع بالاقدام على عملية الملء الثانى للسد دون التوصل إلى اتفاق قانونى عادل وملزم. ارتباطا فإننا نأمل أن تؤدى جهود الاتحاد الافريقى ومباحثات المبعوث الأمريكى إلى التحرك نحو محاولة الخروج من الأزمة.


إنه لا سبيل أمام إثيوبيا فى مواجهة هذا الحصار من كل جانب.. رغم تصريحات مسئولها الاستفزازية.. سوى الجنوح نحو التسوية العادلة المشروعة لهذا الوضع المتأزم.  اتصالا جاءت مطالبة الرئيس السيسى خلال زيارته لقناة السويس بالصبر بما لا يمكن أن يخفى المعنى.أشار إلى أنه من الطبيعى أن يكون هناك قلق سواء على مستوى القيادة أو الشعب. اكد على ضرورة الثقة بقدراتنا فى تعاملنا بشأن هذه القضية الحيوية. أخيرا أقول إنه والطبع فإن لهذا الصبر حدودا فيما يتعلق بعمليات المراوغة والتعنت والتهرب من المسئوليات.


خطورة الوضع.. دفع الولايات المتحدة إلى التدخل فى الازمة. جاء ذلك ادراكا لإمكانية انفجار الموقف المتوتر والانزلاق إلى صدامات عسكرية. على واقع هذه التطورات جاء بيان الخارجية الأمريكية المطول مشيرا إلى دخول واشنطن على الخط. طالبت باستئناف التفاوض فورا بنية التوصل إلى اتفاق مرض لكل الأطراف. جاء هذ التحرك الأمريكى فى أعقاب الجولة التى قام بها المبعوث الأمريكى إلى القرن الأفريقى وشملت كلا من القاهرة والخرطوم وأديس ابابا.

فى هذا الشأن لا بد أن يكون واردا أمام واشنطن تهرب إثيوبيا من تنفيذ الاتفاق الذى كان قد تم التوصل اليه فى المباحثات التى جرت فى واشنطن بمشاركة الولايات المتحدة والبنك الدولى.

أخيرا نتمنى أن ينجح التدخل الأمريكى المساند لوساطة الاتحاد الأفريقى فى تحقيق الانفراجة المأمولة لأزمة سد النهضة. من المؤكد أن إنجاز مثل هذا الاتفاق سوف يكون لصالح أمن واستقرار المنطقة.