احوالنا.. يا فرحة اسرائيل

زينب اسماعيل
زينب اسماعيل

بقلم زينب اسماعيل

ساعات قليلة مرت علينا وعلي العالم العربي بل والكرة الارضية بأكملها علي نجاح الوساطة المصرية لوقف اطلاق النار والاعتداء الوحشي للقوات الاسرائيلية علي اطفال ونساء وشيوخ بلا ذنب اقترفوه أو إعتداء بدأوه .. ويا لها من خسة وندالة أن يتم الاعتداء  علي مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، ومرافقيه خلال القائه خُطبة الجمعة من على منبر صلاح الدين الأيوبي في المسجد الأقصى المبارك، هل يمكن أن تكون الاختلافات السياسية و الايديولوجية  أن يصل بها الأمر  أن تمس رمزا دينيا كشخصية مفتي القدس والديار الفلسطينية أو يكون القدس مكانا للخلاف والإعتداء علي رمز من الرموز الدينية المكان الذي هو من اقدس مقدسات المسلمين مثل المسجد الاقصى المبارك  !! منتهي الاستهتار والجبروت .

السؤال الذي فرض نفسه - علي الصغير قبل الكبير ، الفاهم لأمورالسياسة والذي  لا يهتم بها  والذي لايدرك من الاحداث الاخيرة أن ما يحدث في غزة لابد أن يتوقف خاصة وأن النتائج البشعة  التي صورتها الفضائيات تؤكد أن موت اسرائيلي واحد يقابله آلاف الفلسطينين مابين  قتيل ومصاب وجريح  أغلبهم من الاطفال والشيوخ !!!  ويسعي العالم لوقف الدماء والتهدئة بين جانبين الضعيف فيها سكان غزة بالطبع ! – السؤال هو كيف بعد ساعات من توقف الاعتداء الاسرائيلي علي اطفال ونساء وشيوخ غزة ، فوجئنا بإعتداء أين ؟  داخل أقدس مقدسات المسلمين في "المسجد الاقصي " !  لاشك أن  القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي ومسلم في ربوع الأرض يحملون أمانتها أينما كانوا، وهي قضية لا تسقط بالتقادم، ولكنها تحيا في نفوسنا، ويزداد تمسكنا بالحق الفلسطيني والعربي لما للقدس من  مكانة دينية وحضارية على مر التاريخ.. وإن كان هناك اختلافات بين الفصائل الفلسطينية لاحرج أن يكون الخلاف للصالح وليس للفساد وأن نذكر دائما قول الله تعالي: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ .. فالاتحاد قوة، والقوة تؤدي إلى النصر، والتفرق ضَعف، والضعف يحقِّق الهزيمة، والتاريخ خير شاهد على ذلك .. والحقيقة التي يجب ألا تغيب عن أذهان الفصائل الفلسطينية هي أن   يد الله مع الجماعة، والشيطان مع مَن يخالف الجماعة .. وما حدث في المسجد الاقصي  من المؤكد أنه كان مصدرا  لفرحة إسرائيل ويا شماتة وفرحة اسرائيل !!