فى الصميم

توحد شعب فلسطين.. ماذا عن الفصائل؟!

جلال عارف
جلال عارف

ماذا بعد أن قادت مصر الجهود العربية والدولية لإيقاف إطلاق النار وإنهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة؟.

المهام العاجلة سيكون فى مقدمتها تثبيت وقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات العاجلة فى ظل أوضاع كانت صعبة من قبل، وازدات صعوبة بعد ما سببه العدوان من دمار وما ترك وراءه من ضحايا ومصابين بالآلاف من المدنيين. ثم الإعداد لإعادة الإعمار بدأت مصر الطريق له برصد 500 مليون دولار عبر الجهد الذى ستشارك فيه الشركات المصرية.

ويبقى الأهم وهو تحويل ما حققه الفلسطينيون فى هذه المعركة إلى نقطة انطلاق جديدة للقضية الفلسطينية  العادلة. لقد كانت انتفاضة القدس هى رد الشعب الفلسطينى كله على من توهم أن قضية فلسطين قد أصبحت رهن التصفية، عادت فلسطين - بانتفاضة شعبها - لتفرض نفسها على الجميع ولتجمع الشعب العربى فى كل أقطاره حولها، ولتعلن سقوط صفقة القرن المشبوهة ونهاية التطبيع المجانى. وليدرك الجميع أن الحل العادل الذى يعيد الحقوق لشعب فلسطين هو مفتاح السلام والاستقرار فى المنطقة.

الطريق لن يكون سهلا لكن العالم كله يعرف الآن أن أوهام تصفية القضية الفلسطينية قد سقط للأبد وأن فلسطين باقية والقدس الأسيرة ستتحرر وتكون عاصمة الدولة العربية. الطريق لن يكون سهلاً، والمسئولية الأساسية ستبقى عند شعب فلسطين الذى كانت انتفاضته التى شملت كل أرض فلسطين من البحر إلى النهر انطلاقا من القدس هى نقطة التحول التى عبرت سنوات من التراجع بدءاً من «أوسلو» وحتى صراع الفصائل الذى خلق هذا الانقسام الذى قسم ظهر حركة النضال الوطنى الفلسطينى.

لابد أن يفهم كل الفرقاء الفلسطينيين أن «انتفاضة القدس» لم تكن فقط ضد العدو الصهيونى، بل كانت أيضاً ضد العجز والانقسام وصراع الفصائل.الشعب الفلسطينى الذى توحدت صفوفه من البحر الى النهر لن يقبل - بعد ذلك - إلا بإنهاء الانقسام وصراع الفصائل، وبقيادة وطنية  موحدة لا تتكرر أخطاء، ولا تبدد تضحيات شعب فلسطين، بل تمضى بالنضال الوطنى الفلسطينى إلى غايته:  تحرير الأرض وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.