كل سبت

كبار اللعبة بعد كورونا

محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب

لعل العالم يعيش منذ قرابة عام ونصف العام مأساة هى الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية وتفوق رعب الطاعون والانفلونزا الاسبانية التى أودت بحياة عشرات الملايين نعم إنه رعب كورونا ذلك الفيروس الصغير الذى أصاب العالم بالشلل ومازل يثير المخاوف وتتباين التوقعات حول حصر خسائر العالم منه لكن ومع ازدياد التفاؤل بقرب الخروج من نفق كورونا الطويل والمرعب مع زيادة معدلات الحاصلين على اللقاح وصولا إلى تحقيق مناعة القطيع بدأت الحكومات الكبرى التفكير فى ملفى السياسة والاقتصاد المهملين منذ 18شهرا.
أمريكا تستعد فى شهر يوليو القادم للإعلان عن وصولها إلى النسبة المنشودة للحاصلين على اللقاح وبموجبه سيمكنها من إعادة الحياة إلى طبيعتها  وبريطانيا أيضاً قد أعلنت عن إجراءات مماثلة تسير فى نفس الاتجاه وسبقتهما الصين التى تغلبت على الفيروس فى وقت قياسى وعادت إلى الحياة الطبيعية.
واشنطن تستعد لمواجهة القضية الاكبر والخطر المتصاعد لنفوذ الصين الاقتصادى والسياسى حول العالم وهو التحدى الذى تضعه إدارة الرئيس بايدن على رأس اولوياتها بعد كورونا ويكشف سر رغبتها فى إتمام الاتفاق النووى مع إيران وسحب قواتها العسكرية من أفغانستان وإعادة ترتيب وجودها فى العراق  ونقلها إلى أوروبا لمواجهة الأطماع الروسية فى أوروبا والصينية فى منطقة المحيط الهادى وقد تكون نقطة التحول فى النظام العالمى وتحويله من حرب باردة إلى نقطة مواجهة ملتهبة وساخنة.
وعين واشنطن تذهب أيضا فى اتجاه المحيط الهندى حيث تايوان التى تتمتع بعلاقة خاصة مع أمريكا وتعتبرها الصين اقليما متمرداً وتأكيد بكين على أهمية ضم تايوان لها وهو ما ترفضه واشنطن وتخشاه.
وفى اوروبا هناك أوكرانيا التى تواجه اطماعا متزايدة من قبل  روسيا بشكل أصبح فيه تهديد واضح وعميق إلى أوروبا وأمنها وهى أهم حليف لأمريكا.
مرحلة ما بعد كورونا ستكون مرحلة التغيير واستغلال الفرص وعلى حساب الآخرين وستكون الملفات الاقتصادية والسياسية هى الحاكمة وستكون أمريكا والصين وروسيا ملوك اللعبة.