نحن والعالم

البحث عن فائز

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

ما إن دخلت الهدنة، التى نجحت مصر فى التوسط فيها بين اسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، حيّز التنفيذ حتى بدأ التبارى لتسمية من خرج منتصرا ومن خرج مهزوما. كثيرون رأوْا ان المقاومة الفلسطينية نجحت فى تكبيد اسرائيل خسائر فادحة وجعلت هجماتها اكثر خطورة من حيث الكم والكيف والنطاق الجغرافى حتى اجبرت تل ابيب على القبول بوقف متزامن وغير مشروط لإطلاق النار. آخرون يَرَوْن ان نتنياهو نجح فى تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية من التصعيد، فقام بتدمير جزء كبير من البنية التحتية لقدرات حماس العسكرية وتعزيز وضعه السياسى لإفشال مشاورات منافسه يائير لابيد زعيم حزب «هناك مستقبل» لتشكيل ائتلاف يطيح به من الحكم.. وفى رأيى هذه الحرب لم يخرج منها أحد فائزا، فعشرات الأرواح من المدنيين أزهقت فى الجانبين وكلا الطرفين خسر ملايين الدولارات وتعرضت منشآته للتدمير، والاهم تعرضت شعوب كلا الطرفين للترويع وقضوا اياما مختبئين داخل المخابئ.. هذه هى الجولة الخامسة من الحرب بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية فى ١٣ عاما، وللأسف لن تكون الأخيرة طالما أن أساس المشكلة لم يعالج. فهذا التصعيد المتكرر هو مجرد عرض لمرض يستعصى على الشفاء لأننا نذهب به للطبيب الخطأ سواء مجلس الأمن أو أمريكا. فأى قرار مأمول لمجلس الأمن، حتى لو تخطى عقبة الفيتو الأمريكى، ستضرب به اسرائيل عرض الحائط. أما أمريكا، فمن يعتقد ان بإمكانها الوصول لصفقة سلام فلسطينى-إسرائيلى على غرار اتفاقية السلام التى رعتها بين مصر وإسرائيل يكون واهما، لأن إسرائيل لم يعد ينقصها شىء تحتاج التفاوض من أجله. ودورنا نحن أصحاب القضية جعلها «تحتاج» للتفاوض والضغط بكافة كروت العلاقات الدبلوماسية والتجارية والعسكرية والجيوسياسية لإجبارها على قبول سلام شامل تكون فلسطين فى موقع القلب منه، على أن يسبق ذلك توحيد للصف الفلسطينى ثم اصطفاف عربى مدعوم بقرارات حاسمة.