جميلة السينما أو لوليتا المصرية كما كان يطلق عليها في بداية ظهورها هي الفنانة "نجلاء فتحي"، اشتهرت في بدايتها بأداء الأدوار الرومانسية الحالمة في كثير من الأفلام منها "دمي ودموعي وابتسامتي، وأجمل أيام حياتي".
ثم بعد ذلك قامت ببطولة أفلام تناقش قضايا هامة مثل "عفوًا أيها القانون، وامرأة مطلقة، والمرأة الحديدية"، ومن أشهر أعمالها التليفزيونية "ألف ليلة وليلة".
كانت نجلاء فتحي تحلم بالتمثيل وهي ما زالت طفلة، حيث كانت تذهب مع والدتها إلى السينما ثم تعود لتقلد بطلة الفيلم سواء كانت هذه البطلة فاتن أو شادية أو هند رستم، وذلك كما صدر يوم 3 يناير 1968 في مجلة "أخر ساعة".
وكبرت الطفلة وأصبح عمرها 15 عامًا، ورآها أحد المخرجين على البلاج فرشحها لتلعب دورًا في أحد الأفلام، وعندما قالت لوالدتها أسرعت وأدخلتها إحدى المدارس الداخلية لتقطع صلتها بعالم السينما خوفًا عليها منه.
ولكن دخول البنت الداخلية لم يمنع اتصال المخرج بها، وعندما علمت العائلة لم تجد حلا أفضل من سفرها إلى بلدها الفيوم والإقامة هناك لتقطع صلتها بفرص السينما في مصر، وهناك حاولت الفتاة الانتحار فقطعت شريانًا في يدها ولا يزال أثره موجودًا في يدها.
وبعد محاولة الانتحار الفاشلة جاءت نجلاء إلى القاهرة لتزور أهلها ولعبت الصدفة دورًا آخر، فقد حدث أن رأى المنتج "رمسيس نجيب" صورتها في إحدى المجلات وقرر أن يجعل منها مفاجأة عام 1968.
وذهب رمسيس إلى منزلها هذه الليلة وطلب منها أن تقوم ببطولة فيلم "أفراح" بعد أن اعتذرت سعاد حسني، وبطلب رمسيس هذا خضعت العائلة أخيرًا للأمر الواقع.
ورآها المخرج أحمد بدرخان وقال هي دي اللي أنا عايزها، وأجرى لها اختبارًا أمام الكاميرا ونجحت نجلاء فتحي في الاختبار.
سافرت النجمة الصغيرة الحلوة الشقية التي تبلغ من العمر 17 عامًا إلى لبنان لتصوير أحداث الفيلم ورقصت الدبكة أمام حسن يوسف بطل الفيلم ومثلت كأنها مثلت من قبل عشرات المرات، ثم عادت إلى مصر لتستكمل باقي أحداث الفيلم.
وبينما كانت تؤدي أحد المشاهد في الأستوديو رآها "عبد الحليم" أو "أبيه عبد الحليم" كما كانت تسميه نجلاء، فعبد الحليم صديق للعائلة وأطلق عليها اسمها الفني "نجلاء فتحي" ورشحها لتلعب البطولة أمامه في فيلم "أبي فوق الشجرة".
وتصف نجلاء شعورها عندما قال لها عبد الحليم: مبروك ستمثلين أمامي في أبي فوق الشجرة، تقول: لم أصدق ما سمعته ولم أنم ليلتها، ولكن تأجل التصوير عام بسبب مرض عبد الحليم وظروف الحرب ثم سفر عبد الحليم إلى لندن.
ولم تقم نجلاء فتحي بتمثيل هذا الدور وقامت بتمثيله بدلا منها الفنانة ميرفت أمين.
نجلاء فتحي اسمها الحقيقي "فاطمة الزهراء" ولدت 21 ديسمبر 1951 في محافظة الفيوم، تزوجت وعمرها 18 عامًا من المهندس "أحمد عبد القدوس" نجل الأديب "إحسان عبد القدوس" لكن هذا الزواج لم يستمر لأنه كان زواج في السر خوفًا من رفض الأهل وسرعان ما انهار.
ثم تزوجت من "سيف أبو النجا" الأخ الأكبر للفنان "خالد أبو النجا" وأنجبت منه ابنتها الوحيدة "ياسمين" ولم يستمر هذا الزواج أيضا، ثم في عام 1995 طلبت الزواج من الإعلامي "حمدي قنديل" وظلت معه حتى وفاته عام 2018.
وفي عام 2014 أصيبت بمرض نادر وهو "الصدفية المستعصية" وتأزمت حالتها عام 2015.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
