لحظة صدق

فلسطين تهز ضمير العالم

إلهام أبوالفتح
إلهام أبوالفتح

قلبى مع أطفال فلسطين وكبار السن وأمهات الشهداء الفلسطينيين الذين لم تفرق دانات الاحتلال بينهم وبين المنشآت المدنية والصحية والمساجد وحتى مقر الصحف ووكالات الأنباء، بدأ العدوان بمحاولات قوات الاحتلال إخلاء حى الشيخ جراح والاستيلاء على منازل العائلات الفلسطينية وتسكينها للمستوطنين لتصبح قضية حى الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحرك لكل الأحداث حتى اليوم.. وما أزعجنى بشدة وسط دخان العدوان الإسرائيلى الكثيف الذى لم يراع حرمة شهر أو مكان هو تطاير بعض الدعوات التى لا ترى فى النور، بعضها يطالب مصر بموقف حاسم وفتح المعابر، والبعض الآخر الذى لا يعجبه العجب وجد أن الموقف المصرى الداعم لنضال الشعب الفلسطينى وحقوقه العادلة إنما جاء لأسباب خاصة بها!!
والحقيقة.. أن موقف الرئيس عبد الفتاح السيسى كان واضحا وصريحا وحاسما ومساندا للقضية بشدة منذ البداية، ففى كلمات هادئة وعاقلة ومتزنة أكد على ضرورة وقف أعمال العنف فى فلسطين بأسرع وقت ممكن، والتوصل إلى حل عادل وشامل، يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية، وقال إننا نطالب بصفة عاجلة جدًا وبمنتهى الوضوح أن يعود الهدوء وينتهى العنف وتنتهى أعمال القتل.
وبعد هذه التصريحات أعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، أنه سيعمل فى الأيام المقبلة مع الرئيس المصرى وملك الأردن على اقتراح ملموس للتهدئة لبدء محادثات بين إسرائيل والفلسطينيين.
فمصر المساند الأكبر لقضية العرب الأولى وهى القضية الفلسطينية، وهى تقوم بذلك بصفتها أكبر دولة عربية ولم ولن تتخلى عن دورها كقوة إقليمية تقود وتتفاعل وتناصر الحقوق العادلة..
من هذا المنطلق تحملت مصر مسئوليتها فى دعم نضال الشعب الفلسطينى فى وجه سياسات البلطجة العنصرية الصهيونية فى حى الشيخ جراح بالقدس الشريف، وفى غيره حتى الهجمة البربرية على غزة، تحركت مصر لفتح معبر رفح لعبور المساعدات الإنسانية ونقل الجرحى الفلسطينيين للعلاج فى المستشفيات المصرية بالعريش ورفح والشيخ زويد ومن تتطلب حالته نقله إلى مستشفيات الإسماعيلية والسويس والقاهرة!
وموقف مصر ليس وليد شهر أو حدثا عارضا، بل هو موقفها منذ فجر التاريخ!
ولمن لا يقرأ نذكر أن القائد المصرى أحمس اعتبر أن أمن مصر القومى يبدأ بطرد الهكسوس خارج حدود فسطين، ولا أريد أن أتوقف كثيرا أمام دروس حطين وبيت المقدس والحروب الصليبية وصلاح الدين، لكن فى العصر الحديث ومنذ مؤتمر انشاص الرافض لحل مشكلة اليهود على حساب الشعب الفلسطينى ثم نكبة 1948 وثورة يوليو التى تفجرت بسبب هزيمة الجيوش العربية فى فلسطين، واللاءات الثلاث بعد هزيمة 1967 ثم الانتصار فى حرب أكتوبر المجيدة بعد بطولات وتضحيات آلاف الشهداء، فى سبيل هذا النصر الغالى الذى كان دافعا لزيارة الرئيس السادات للقدس ودعوته للسلام بالشروط العادلة على أساس الانسحاب إلى حدود الرابع من يونيو 67 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف!
كانت دعوة مصر وستظل من موقع قوة المنتصر وحتى اليوم لايزال هو جوهر موقفنا الثابت، حتى بعد فشل «صفقة ترامب» مبادلة القضية بمشروعات اقتصادية، لايزال موقف مصر يعتبر حل الدولتين، هو الحل العادل الذى يلبى الحد الأدنى من حقوق شعوب المنطقة فى الأمن والسلام والتنمية!
وموقف مصر أيضا هو ثابت لا يتغير.