من باب العتب

إنهم يقتلوننا من أجل مزيد من الدولارات..!

محمود عطية
محمود عطية

ما أن نطق بها همسا الرئيس الأمريكى بايدن مقترحا التخلى عن الملكية الفكرية للقاحات الكورونا حتى كشرت شركات الأدوية العالمية عن أنيابها غضبا ورفضا.. كيف تتخلى عن أرباحها التى تتخطى المليارات ولو على أجساد البشرية.. فبالتأكيد الاجتياح العالمى لفيروس كورونا سيحقق لمافيا صناعة الدواء المليارات من الدولارات.. فلن يطاوعها جشعها أن تتخلى عن الملكية الفكرية حتى تنقذ أرواح البشر من الفيروس اللعين.. ولماذا لا تستنزف البلدان الفقيرة ضحية طمع الدول الغنية وشركاتها العملاقة..!
وليس سرا أن حوالى 25 شركة عالمية تحتكر أغلب صناعة الدواء العالمية من بين 12 ألف شركة حول العالم.. وليس من قبيل المصادفة أن تكون جنسية هذه الشركات المحتكرة أمريكية وأوربية وهى الدول الأكثر غنى والتى استولت على نصيب الأسد من اللقاحات.. وأغفلت احتياجات الدول الفقيرة وهى الزبون الدائم لشركات الأدوية والأكثر استهلاكا وفأر التجارب لأدويتها حتى غير المجربة.. وتقدر أرباح صناعة الدواء عالميا بما بفوق التريليون دولار سنويا.. وبلا إنسانية ترفع تلك الشركات شعار ادفع تجد.. بالرغم من أنها تنتج سلعة ترتبط بحياة البشر ومصير البشر الموجعين بالمرض والفقر وفى معظم الدول النامية.
ومن المفارقات العجيبة أن غالبية المواد الخام الدوائية التى تشتريها تلك الشركات وبأبخس الأثمان تأتى من الدول النامية ويعاد تدويرها وتغلف بشكل أنيق وتباع بأغلى الأسعار.. ويذكر أن فى كينيا وحدها نباتات طبية تفوق ما يوجد فى أوروبا وأمريكا ولكن تحتكر استخدامها شركات من أوربا وأمريكا.. وحولت تلك الشركات عقيدة ابتكار الدواء التى كانت أهميته وقيمته تكمن فى شفاء المريض ليصبح العائد المادى هو القيمة الفعلية للابتكار الدوائى وتصنيعه.. حتى أنها تحارب الدول النامية التى تحاول توفير دواء رخيص لأبنائها.. وتحاول جاهدة تمديد فترة براءات الاختراع إلى أطول مدة ممكنه عن مدتها القانونية وهى عشرون عاما.. ويتحايلون على ذلك بإضافة مركبات جديدة للمنتج لتمديد فترة براءة الاختراع وتزيد الأرباح المليارية..!
وإذا كان لابد لبيع الدواء من وجود مرضى وفئران تجارب بشرية للتجارب السريرية فليكونوا من دول العالم الثالث حتى لو كانوا من ضحايا الحروب.. وبنفس المنطق تعمل تجارة السلاح على خلق بؤر صراع حول العالم وخاصة حول الدول النامية.. وكلما زادت الحروب زاد الربح من بيع السلاح نفس منطق مافيا الدواء كلما زاد المرض زاد الربح.. وكلما حدث التعافى من الحروب كان ذلك غاية الضرر بالصناعات الحربية والدفاعية.. ولذلك لابد من خلق بؤر صراع ملتهبة لبيع السلاح وخلق جماعات لشراء السلاح تحت العديد من المسميات داعش، بوكو حرام، إسرائيل، مرتزقة سيناء كما أن هناك أسلحة لابد من تجربة فعلياتها وأشهر مثال ما حدث فى هيروشيما ونجازاكى فى الحرب العالمية الثانية.. وكلها أرباح على أجساد البشر بداية من المرض حتى القتل والتدمير. وتقريبا نفس الدول التى تحتكر الدواء هى التى تحتكر تصنيع وتجارة السلاح أمريكا والدول الأوربية بالإضافة إلى روسيا والصين.
وتأجيج الصراعات فى منطقة الشرق الأوسط مدروس لمصلحة تجارة السلاح.. وما كان الاجتياح الأمريكى للعراق سوى فتح أسواق جديدة لتجارة السلاح وتشغيل مصانعها وتقليل نسب البطالة فى أمريكا والدول الأوربية وما جرى فى ليبيا وخلق صراع فى سوريا وفى اليمن.. يقتلوننا مافيا صناعة الدواء والسلاح من أجل مزيد من الدولارات..!