Review

ميلا كونيس .. المدمنة لا تليق بك !

ميلا كونيس
ميلا كونيس

يصنف فيلم “4 أيام جيدة” كفيلم بسيط للغاية، يتناول قصة إدمان قاتمة - مأخوذة عن مقال نشر بصحيفة “واشنطن بوست” - توضح مدى استعداد الأم للمعاناة وتقديم الحب الشديد لإنقاذ ابنتها، وتلعب في الفيلم دور الأم المضحية الممثلة الكبيرة جلين كلوز - في دور من غير المرجح أن يعيدها إلى دائرة الضوء على الجوائز - وتقف أمامها النجمة الشابة ميلا كونيس، والتي تظهر فى الفيلم غير فاتنة بالمرة، باعتبارها ابنتها التي تكافح للتعافي من الإدمان.

كلوز التي شاهدناها في لحظة سعيدة، عندما رقصت في حفل توزيع جوائز “الأوسكار” الأخير، يبدو أنها لن تمتلك مثل تلك اللحظات المفرحة في “4 أيام جيدة”، والذي صدر بصالات العرض الأمريكية قبل أسبوع.

يبدأ الفيلم أولى مشاهده بظهور شخصية “مولي” - التي تجسدها كونيس - وهي واقفة على عتبة منزل والدتها، معلنة لها “لقد أنتهيت، أريد العودة إلى المنزل”، وهو ما يدفع “كلوز” المتشككة في مدى صدق ابنتها المدمنة، إلى الرد بملل قائلة: “لقد سمعت هذا الحديث طوال 10 سنوات”. 

خلال تلك السنوات العشر، أمضت “مولي” أوقات طويلة في تلقي العلاج دون جدوى، لكن فجأة ظهر بصيص أمل، بعد بضعة أيام في تلقى علاج بأحد المراكز، علمت بوجود محفز جديد من شأنه أن يهدئ مشاعر الإدمان بداخلها، ويمنحها فرصة للوقوف على قدميها من جديد، وتكمن كلمة السر في ذلك الأسلوب العلاجي الجديد، أن يكون جسمها نظيفا من أي مواد مخدرة، على مدار 4 أيام كاملة.

يحمل الفيلم توقيع المخرج الكولومبي رودريجو جارسيا، الذي شارك أيضا في كتابة السيناريو بالتعاون مع إيلي ساسلو - مراسل جريدة “واشنطن بوست” والحائز على جائزة “بوليتزر” - ونجح جارسيا أن يجعل من فيلمه قصة أمل، وتحديدا لكل أم لديها ابن أو ابنة مدمنة، بعرضه لنموذج الأم التي لاحظ لنفسها بالانغماس في بصيص الأمل، بعد سنوات من الألم وخيبة الأمل.

لكن لسوء الحظ، لا يمنح الفيلم أي شخص خارج ثنائي الأم وابنتها أي شيء يفعله، وكأنه لا يوجد بالفيلم سوى كونيس وكلوز، أما باقي الممثلين المشاركين فلا يوجد أي جدوى من مشاركتهم، والمثير للسخرية أن بطلتا الفيلم مهموتان إلى حد كبير بالتعامل مع الفيلم على أنه إنجاز سينمائي كبير، بالنسبة لميلا قدمت أداءً جيدا للشخصية، بعدما أمسكت بيأس مولي بدءا من شكل أسنانها المتعفنة، إلى تجسيدها عدم القدرة على مقاومة النشوة التي تشعر بها خلال التعاطي، وغيرها من التفاصيل التي تؤكد على تمكن كونيس من الشخصية ببراعة.

من المؤكد أن قصة الفيلم ستكون لها صدى لدى الكثيرين، ورغم ذلك يبدو “4 أيام جيدة” وكأنه “وحش فرانكشتاين” تم تجميعه من أفلام إدمان سابقة، فالسيناريو يخفى شكل علاقة الأم والابنة قبل وقوعها في الإدمان، تاركا فحسب تأكيد مولي على أن هجر أمها لها ساهم في دفعها إلى فخ الإدمان، لكن دون الكشف عن ذلك في الخط الدرامي للفيلم.

المثير أن دور جلين في “4 أيام جيدة”، يتشابه مع دورها الأخير المرشح لجائزة “الأوسكار” في فيلم “مرثية هيلبيلي”، الذي جاء مخيبا للآمال، فهل أصبحت كلوز الخيار المفضل للمخرجين في تقديم شخصية الأم التي يعاني أبنائها من مشاكل؟

المؤسف أنه لو كان سيناريو الفيلم مكتوب بعمق أكثر فيما يتعلق بالشخصيات الرئيسية والفرعية فيه، لكان بالفعل من أفضل الأفلام التي تحدثت عن قضية الإدمان، لكن رودريجو المخرج التليفزيوني المخضرم لم ينجح بالمرور بالفيلم بسلام.