«رولا» والمجهولون فى الأدب الروسى

«رولا» والمجهولون
«رولا» والمجهولون

تخطط المترجمة رولا عادل لترجمة أكثر من رواية للأديبة الأيرلندية «آنا بيرنز» الحاصلة على جائزة المان البوكر، حيث يعجبها خطها الدرامى وسهولة طرحها على الرغم من صعوبة الموضوعات التى تعالجها فى إبداعاتها، وتحكى لنا رولا عن تجربتها فى ترجمة رواية «الصقر المالطي» وكتاب «بابا روجا» –الحائز على جائزة معرض القاهرة الدولى للكتاب فى فرع الترجمة- والمجموعة القصصية الروسية «روزا «، خاصة أنها تجمع بين أجواء الجريمة ومذاق الحكايات الشعبية وتضيف رولا قائلة : الحقيقة محتوى كتابيّ «بابا ياجا» و»روزا» من إعدادى الخاص وترجمتي، على غير تجربة «الصقر المالطي» التى اختارتها الدار الناشرة تبعًا لخطّة إصداراتها، وبالنسبة إلى «بابا ياجا» فقد راعيت قدر الإمكان أن يكون المحتوى معبّرا عن الفكرة التى من أجلها قصدت ترجمة الكتاب؛ وتعريف الجمهور العربى بالقصص الشعبى الروسي، وبالتالى على التاريخ والوعى الجمعى للشعب الروسى وخلفيّاته، وقصدت أن تكون معظم القصص مترجمة إلى العربية للمرّة الأولى لذات الغرض، وقد أعددت المحتوى بالاستعانة بمواقع التراث الروسى على الشبكة الدولية «الانترنت» ومكتبة كلية الألسن بجامعة عين شمس،أما عن «روزا»، والتى يأتى محتواها كاملًا مترجمًا إلى العربية للمرّة الأولى فكان بداية الفكرة والتى أصبحت أشبه بالمشروع حاليا، وهو تعريف القارئ العربى بأسماء روسية لامعة فى تاريخ الأدب، عانت كثيرًا فى الظل مع اهتمام العالم العربى بأسماء بعينها مثل ديستوفسكى وتشيكوف وتولستوي، ويفتتح كتاب «روزا» مثلا بقصة قصيرة للأديب الروسى والناقد المسرحى الأشهر «نيكولاى نيكراسوف»، والتى هى فى الواقع أول ما تُرجم من تراثه القصصى إلى العربية على الإطلاق.
وسألناها ما هو العمل المترجم الذى يقبل عليه القارئ الآن هل هو رواية الاثارة أم رواية حاصدة الجوائز أم الرواية الكلاسيكية أم الرواية التى تحولت إلى عمل فني، فأجابت رولا: لكل قارئ تفضيلاته بالطبع، والأهم فى رأيى هو المحتوى، تخضع الإصدارات الحديثة لمفهوم «الترند» كما الحال مع الكتب الحاصلة على جوائز البوكر أو المؤلفين من أصحاب نوبل للآداب، لكن يبقى المحتوى هو الأهم.
وجاء سؤلنا التالى: هل المترجم المصرى مقيد فى اختياراته لترجمة العمل؟، فأجابت : بالطبع، وذلك بالنظر لحقوق النصوص الحديثة مثلا، والتى تتطلب ميزانية خاصة من الدار للحصول على حقوق النشر والترجمة، ناهيك عن خطط دور النشر أحيانًا التى تتعارض مع رغبات المترجم لاعتبارات مختلفة.
وتشير رولا إلى العقبات التى تواجه المترجم المصرى وأهمها يتعلق بضرورة وجود قاعدة جماهيرية واسعة للعمل المترجم، وما يتبعه من محاولات دور النشر لتسويق جهده، هناك أعمال مهمة جدا لم تأخذ حظها من الشهرة واهتمام الجمهور لمشاكل فى الدعاية او لصعوبات فى التوزيع، وتنتظر رولا صدور ترجمتها لرواية «آلة السلام»،للأديب «أوزجور موجو»، ولازالت مستمرة فى مشروعها فى ترجمة الأدب الروسى بمجموعة قصصية تترجم لأول مرة نصوصا لأدباء مجهولين فى تاريخ الأدب الروسي.