خواطر

مواقف أمريكا تجاه الفلسطينيين تتعارض مع الشرعية ومبادئ دستورها (٢)

جلال دويدار
جلال دويدار

كما هو معروف ومعلن فقد بدأت أزمة العدوان الإسرائيلى على الفلسطينيين بعمليات إجلاء غير مشروعة لسكان الشيخ جراح بالقدس المحتلة. يأتى ذلك فى إطار خطة تهويد القدس العربية والتى كان مشجعاً لها قرار غير المأسوف عليه «ترامب» الأهوج.. بيهودية القدس.
الإدارة الأمريكية الحالية اتخذت موقفا مخزياً من هذه السلوكيات والانتهاكات فى القدس العربية.. هل يمكن فى ظل هذه السلوكيات القبول بمزاعم أمريكا المتعلقة بالدفاع عن حقوق الإنسان، إنها لا تقتصر فى سياساتها على تبنى هذا التوجه المشين.. وإنما تتعمد إصدار الإدانات الظالمة والملفقة حول هذا الشأن للدول لخدمة أهداف سياسية.
لا جدال أن مواصلة الإدارات الأمريكية هذه السياسات هو أمر يشير إلى عدم مصداقيتها وإصرارها على انتهاك كل القيم حتى لما جاء فى بنود دستورها.
الغريب والمثير واللافت للنظر التصريح الصادر عن وزير خارجية أمريكا تعليقاً على السلوك العدوانى الذى تتبناه إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.. قال بأسلوب استفزازى للفلسطينيين المعتدى عليهم إن العنف ــــ والمعنى به تصديهم المتواضع للوحشية الإسرائيلية المدججة بالسلاح الأمريكى ــــ يبعدنا عن حل الدولتين.
كان المفروض على وزير الخارجية الامريكى أن يتوجه بهذه النصيحة إلى الحليفة إسرائيل التى ترتكب كل الجرائم والانتهاكات.. استناداً إلى الدعم والتأييد والانحياز الأمريكى. في هذا السياق كان من الطبيعى ان يفتخر البلطجى نتيناهو دون اي اعتبار لجثث ضحاياه الابرياء.. بهذا الدعم الامريكي لممارساته الاجرامية.
 بالطبع فقد كان من الطبيعى أن تهز هذه الجرائم الإسرائيلية ضمير دول العالم وهو ما دفعها إلى المطالبة بالوقف الفورى لها. اتصالا دعا وزير الخارجية السوفيتى لاجتماع فورى للجنة الرباعية الدولية المعنية بالقضية الفلسطينية لبحث هذه التطورات التى تشهدها الأراضى الفلسطينية.
من ناحية أخرى واستجابة للضغوط الدولية من أجل وقف المذابح الإسرائيلية. اجتمع مجلس الامن ولكن الفيتو الامريكي اوقف قراره بادانة هذه المذابح.  فى هذا الاجتماع طالبت مصر بالوقف الفورى  للغارات الاسرائيلية على قطاع غزة. اشارات الي ان هذا الوضع المتوتر ماهو الا نتيجة لعدم ابداء اسرائيل اي رغبة نحو السلام منذ ٤٢ سنة مضت على اتفاقية السلام.
إدراكا لفظاعة الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين وحفاظا لماء الوجه أقدمت الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن على إجراء الاتصالات بأطراف الصراع. ولم تكتف بذلك ولكنها عمدت إلى إرسال مبعوث خاص إلى المنطقة من اجل التهدئة..
يأتى ذلك على خلفية هذا التساؤل الذى يسود العالم: متى تتحرك الشرعية الدولية ومتي يثور الضمير العالمي ضد هذا الظلم البين الذي يتعرض له الفلسطينيون ؟!
وللحديث بقية غداً