الزبالون الجدد.. «نباشين وغنامين» في مهمة لتلويث البيئة

أحد النباشين خلال البحث في القمامة
أحد النباشين خلال البحث في القمامة

عامل النظافة .. تلك المهنة المتعارف عليها في كل العالم بات حالها يرثى إليه في المجتمع، وأصبح لهم منافسون لا يهمهم جمع القمامة إنما الأهم تحقيق المكسب، فالنباشين يجوبون الشوارع بحثاً عن ما يمثل قيمة يرتزقون منها وبعض الغنامين تركوا المراعي والصحاري، وتركوا أغنامهم تقتات على القمامة في توفير مُخل بقواعد الصحة العامة.

 

أمام أصحاب العربات الكارو والذين يجمعون القمامة من المنازل بالمناطق الشعبية «الشنطة» ويأخذون جنيهين مقابل جمعها من المنازل، وبعد ذلك يلقى هؤلاء الاشخاص القمامة بالشوارع الرئيسية.
 

 

يقول شحاتة المقدس نقيب الزبالين إن هناك فئات جديدة دخيلة على المهنة ومنها النباشين والغنامين مع أصحاب الكارو، لافتاً إلى أن هذه الفئات تسكن بالمناطق الشعبية بعزبة الهجانة وعزبة أبو قرن بمصر القديمة وعند كوبرى أبو حشيش بشارع مصر والسودان.

 

 

ويضيف أنهم ينبشون القمامة ويجمعون منها المواد الصلبة مثل الكرتون والكانز وأي مخلفات معدنية ويتركون باقي محتويات القمامة بالشارع.

 

وأشار إلى أن المنظومة الجديدة للعاملين بقطاع القمامة ستشهد إدماج هذه  الفئات ليعملوا تحت مظلة الدولة ويتم التأمين عليهم وهذا ما تم الاتفاق عليه مع وزارة التضامن الاجتماعي.

 

وأضاف «المقدس» أن حجم القمامة بالقاهرة الكبرى ١٦ ألف طن يوميًا يتم جمعها من وحدات سكنية ومنشآت سياحية منهم ٨ آلاف طن مواد صلبة والباقي من المخلفات العضوية فتكون طعامًا للخنازير وكل طن قمامة يحتاج إلى ١١ فردًا لتدويرها بداية من الجمع ثم النقل ثم إعادة تدويرها.

 

 

نشر القمامة أم جمعها
 

ويقول أحمد عبدالغني أحد جامعي القمامة العاملين بالهيئة العامة للنظافة إن هؤلاء الأفراد يأخذون القمامة يجمعون منها المواد المعدنية مثل "عبوات المياه الغازية المعدنية (الكانز) والمخلفات الصلبة ويبعيونها ثم بعد ذلك يتركون باقي القمامة بالشارع والتي لا يمكن إزالتها إلا باللودر.

 

ويؤكد «عبدالغني» أن هؤلاء النباشون يلقون بكميات كبيرة من القمامة عبر التروسيكل، وفيما يقوم الحي برفعها باللودر لكثرتها عند مواقف الميكروباصات بالمناطق الشعبية.
 
الأغنام تعترض طريق المحافظ
وطالب بمنع هذه الفئات من نشر القمامة عبر سلطات الأحياء، حيث أنها الجهة الرسمية المسئولة عن جمع القمامة، لافتا إلى أن محافظ القاهرة منع هذه الفئة من التواجد لأن احد الغنامين بشارع وابور الثلج اعترض موكب المحافظ بأغنامه فأخذ المحافظ هذه الأغنام لحديقة الحيوان.

 

وقال أحد العاملين بجمع القمامة بمنطقة المظلات إن هذه الفئات تسمى بـ «العربجية» وهم يصعدون للبيوت ويجمعوا منها القمامة على عربات كارو او تروسيكل  مقابل مبالغ مالية وبعد ذلك يرمون "شنط" القمامة بالشارع وهم ليسوا زبالين  

 

وبمنطقة شبرا الخيمة تقول سيدة مصطفى - موظفة - : انه يمر شباب بالشارع وينادون السكان ليناولوهم القمامة من المنازل وذلك متواجد بشارع على خليفة  ويعطى كل ساكن على الاقل ٥ جنيه مقابل ذلك لهؤلاء الشباب يومياً وبعدها يتحرك هؤلاء الشباب بالتروسيكل أو الكارو ويلقون بأكياس القمامة بالشارع.

 

 

وتقول محاسن أحمد بائعة بكشك إن شوارع أحمد عرابي وعزبة عثمان بمنطقة المؤسسة بشبرا الخيمة والمنشية وأم بيومي وشارع "مولد النبي" يأتي الغنامون بأغنامهم ويتركوها يأكلون من هذه القمامة والمنظر بشع.

 

وأضافت محاسن: أن عربات الكارو تمر بالشوارع  وينادون على السكان من الشارع ليأخذوها من بيوتهم والشنطة الواحدة بـ٥ جنيه يوميا كما يدفع السكان ٣٠ جنيها لسيارات القمامة الكبيرة التابعة للحي بالإضافة لـ٥ جنيهات يتم تحصيلها على فاتورة الكهرباء شهريا هذا بالإضافة للسريحة الذين يجمعون الكراتين ومنتجات البلاستيك الملقاة القمامة .

 

اما خالد محمود من سكان شبرا الخيمة فقال : ان هؤلاء السريحة يجمعون القمامة من كل بيت ويلقونها على الطريق المؤدى لمصنع ياسين ومنطقة السلخانة وبعض من  هؤلاء السريحة يلقون بأكياس القمامة على الارض لذا الطريق بهذه المنطقة به صعوبة  فى حركة سير المواطنين والسيارات وبعض من هؤلاء السريحة يأخذوا الفوارغ المعدنية لعلب التونة والكانز ويتركون القمامة بالشارع.

وتقول الدكتورة دينا بشاي الأستاذ بمعهد الدراسات والبحوث البيئية: ان مشكلة المخلفات والقمامة ضخمة والذى يصنع هامش ربح هى المخلفات الصلبة لأن الكراتين والورق المستعمل وأى ادوات حديدية كلها تباع ويوجد زبالين متخصصين فى نقل هذه  القمامة ومقسمين فئات واحدة تنتقى  الكراتين وأخرى تنتقى المواد البلاستيكية وثالثة تفرز الاوراق اما المخلفات العضوية فتتركها بالشوارع وكل نوع من هذه المخلفات يحقق ارباحا ضخمة  عند فرزها واعادة تدويرها.

 

اقرأ أيضا|

وأضافت الدكتورة دينا أنه بعد ترك باقي القمامة بعد قيام هؤلاء الاشخاص بفرزها بالشارع فإنها تؤذى السكان بالروائح الكريهة وبانتشارها بالشوارع  فتمنع الحركة بها مما يدفع السكان لحرق باقي الفضلات و القمامة بالشارع.


واوضحت الدكتورة دينا: ان وزارة البيئة تشجع مشروعات تدوير المخلفات بالتعاون مع الأحياء لأن الحى هو المسئول عن جمع القمامة  وتوفير الصناديق الكبيرة لجمع والقاء القمامة بها ولكن كميات القمامة ضخمة ولنقص اعداد الزبالين لذا فالمواطنون يلقون القمامة بالشارع.

ويكشف الدكتور أحمد فخرى رئيس قسم العلوم الانسانية بمعهد الدراسات البيئية : أنه أعد دراسة بعنوان المتغيرات النفسية المرتبطة بمهنة جمع وفرز القمامة وتناولت الدراسة جامعي القمامة بمنطقة منشية ناصر: أن جامعي القمامة يعانون من صعوبات ومخاطر بسبب طبيعة عملهم الشاقة وان العاملين بمنظومة مجتمع جامعي القمامة أربع فئات الأولى التي تجمع القمامة من المنازل، وتبدأ هذه العملية بأحياء القاهرة الكبرى منذ منتصف الليل وحتى ساعات مبكرة من النهار ويقوم بها الرجال والأطفال وتصل عربات القمامة لمنطقة جامعي القمامة بمنشأة ناصر ما بين ٦: ٧ صباحا والفئة الثانية هي التي تقوم بفرز القمامة وتقوم بها السيدات والبنات، حيث يفرزونها  ثم يتم نقل ناتج الفرز الى الورش ويتم اعادة تدوير ناتج القمامة ثم بيع القمامة واستخدام باقي الفضلات لرعاية الخنازير وتمثل عمالة الاطفال مظهرا اساسيا في هذه  الحياة.

 

 

وأوضحت الدراسة أنه لابد من خلق قنوات ادماج رسمية بقطاع النفايات الصلبة بالمحليات واصدار عقود تامين لهذه العمالة غير الرسمية وتوفير البنية التحتية للفرز واعادة التدوير وتوفير اماكن عمل صحية لتخزين ومعالجة النفايات.

 

كما أكد الدكتور فخري: إن ظاهرة النباشين والغنامين والسريحة كلهم فئات تجمع وتصنف وتفرز القمامة وهم ليسوا زبالين من الأساس ولكنهم وكلاء ويفرزون القمامة بالشارع وهذا شيء خطير للغاية لانهم يصابون بأمراض خطيرة. جدا لانهم ليسوا زبالين بالأساس لذا يصابون  من الحقن او الادوات الحادة الملقاة بالقمامة بالإضافة لإصابتهم بأمراض خطيرة من الادوية الفاسدة الملقاة بالقمامة.