مشوار

أبرهة الجديد وطيورنا الأبابيل

خالد رزق
خالد رزق

فى صلافة وبصفاقة واجتراء ليس وراءها أساس من حق ولا حتى قوة وقدرة يقف حكام إثيوبيا بمواجهة مصر سيدة الوادى ليهددوا بالاستيلاء على منابع النيل نهرنا الخالد والتحكم بمسير مياهه التى تأتينا بأمر الله منذ بعث آدم سلام الله عليه على هذه الأرض.
ببساطة تهدد إثيوبيا التى لم يستوعب حكامها التسامح المصرى بالتنازل المبدئى المتمثل فى قبول خارج أطر القانون الدولي ببنائها للسد من الأساس بتعطيش بلدنا أرضاً وناساً، ربما استلهم آبى أحمد تاريخ جده الأكبر أبرهة الأشرم الذى غرته قوته وصحب أفياله لهدم الكعبة، ولكنه نسى كيف كان مصير هذا الأبرهة الذى استضعف قبائل جزيرة العرب وطمع فى هدم البيت الحرام فأصبح بأمر الله وبما أرسله من طير أبابيل عبرة تاريخية لمصير كل متجبر ظن أنه ملك الأرض ومصائر البشر.
فى مواجهة أبرهة كان للبيت رب يحميه، وفى مواجهة من يسعون لسلبنا حق الحياة نحن قادرون ومأمورون بدفع الأذى ورد الظلم والدفاع عن وجودنا وفى ذلك وهبنا الله نحن أهل مصر القوة والقدرة.
وبوضوح أقول إن ما تمارسه إثيوبيا من ألاعيب احتيالية منذ بدأت بإنشاء هذا السد وعلى مسار المفاوضات منذ انطلاقها، لم تنطل على أحد فى شعبنا ولمن يجهل هو شعب شديد الصبر ولكنه لا ينزل عن حق ولا يفرط بما له أرضاً ومياهاً.
الكلام هو بالتأكيد ليس دبلوماسياً، ولا يتناسب مع لغة الخطاب الرسمى المصرى التى تنزع للسلم وتركن للهدوء وإلى حدود.