علي جمعة يكشف كواليس زيارته للقدس: «قبلت الزيارة لعدة أسباب»

 الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق
الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق

كشف الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، للمرة الأولى عن كواليس زيارته للقدس.

وقال إنه قام بخطبة الجمعة في أحد المساجد ودعى في نهايتها أن يكتب له الله الصلاة في القدس قبل موته وبعد أقل من يومين تلقى اتصلا هاتفياً من أحد المسئولين في المملكة الاردنية يدعوه فيها بزيارة القدس فوافق علي الفور.

وأكد جمعة في فيديو على صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك": "قبلت الزيارة لعدة أسباب تاركاً كل الاراء الجدلية حول الزيارة، كيف يترك الأب ابنته في أرض المغتصب؟".

وأضاف: "اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل الذي وقع عام 1994 ينص على المسؤولية الأردنية على الأماكن المقدسة في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأكد تلقيه الدعوة دون تأشيرة ولم يختم جواز سفره من إسرائيل، لافتاً إلى أن زيارته كانت شخصية لافتتاح كرسي الإمام الغزالي بالقدس وانها تمت بالتنسيق الكامل من الجانب الأردني دون الحصول علي تأشيرة إسرائيلية.

وأكمل: "من تعظيم المؤمن للأماكن التي اختارها الله بالبركة والقداسة أن يعظم المسجد الأقصى، أو القدس الشريف، أو بيت المقدس وهي تلك المساحة التي تضم المسجد الأقصى الحالي ومسجد قبة الصخرة والمدرسة العمرية، وهي نفس المساحة التي يريد اليهود بناء هيكلهم عليها، فهذه مجتمعة في مساحة المسجد الأقصى، والتي قال تعالى عنها: ﴿سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾  [الإسراء :1]".

وتابع: "أمر الله اليهود بدخولها في زمن موسى عليه السلام، قال تعالى: ﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَتِى كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾ [المائدة :21]".

وأضاف: "المسجد الأقصى وهو ثاني مسجد وضع في الأرض للناس بعد المسجد الحرام فعن يزيد التيمي قال: سمعت أبا ذر يقول: «سألت رسول الله ﷺ عن أول مسجد وضع في الأرض؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال 40 عاما. ثم الأرض لك مسجد فحيثما أدركتك الصلاة فصل» [البخاري ومسلم]. وأن الإهلال من المسجد الأقصى بعمرة أفضل من الإهلال من أي مكان آخر، حيث قال النبي ﷺ: «من أهل من المسجد الأقصى  بعمرة غفر له ما تقدم من ذنبه» [ابن حبان]".

وأشار "جمعة" إلى أن النبي ﷺ قال: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي هذا ومسجد الحرام ومسجد الأقصى» [البخاري ومسلم] فيتضاعف أجر الصلاة في هذه المساجد دون غيرها من المساجد، ولذا فلا تقصد مساجد بالسفر رغبة في تضاعف أجر الصلاة فيها إلا هذه المساجد، وليس في هذا الحديث تحرم السفر وشد الرحال لغير المساجد الثلاثة. وأن السفر لزيارة مسجد غير هذه الثلاثة من باب السياحة والتعلم وغير ذلك فهو جائز كمن زار دمشق لزيارة المسجد الأموي مثلا، أو زار القاهرة لزيارة جامعة الأزهر، أو غير ذلك، كما يجوز للإنسان أن يسافر لغير المساجد الثلاثة من طلب العلم وطلب الرزق والسياحة وغير ذلك من أسباب السفر المعروفة.

وأوضح "جمعة" أن العلماء قد اتفقوا في هذا الفهم وننقل قول الشيخ سليمان بن منصور المشهور (بالجمل): «(لا تشد الرحال) أي للصلاة فيها فلا ينافي شد الرحال لغيرها... إلى أن قال : قال النووي : ومعناه لا فضيلة في شد الرحال إلى مسجد غير هذه الثلاثة، ونقله عن جمهور العلماء.

وقال العراقي : من أحسن محامل الحديث أن المراد منه حكم المساجد فقط؛ فإنه لا تشد الرحال إلى مسجد من المساجد غير هذه الثلاثة، وأما قصد غير المساجد من الرحلة لطلب العلم وزيارة الصالحين, والإخوان, والتجارة والتنزه ونحو ذلك فليس داخلًا فيه. 

وتابع "جمعة" المسلم يقدس الأزمان المباركة ورأينا ذلك في شهر رمضان والأشهر الحرام ويوم الجمعة، ويومي عرفة وعاشوراء، وغير ذلك من الأزمان، كما أنه يقدس الأماكن المباركة ورأينا ذلك في الكعبة المكرمة ومكة، وفي المدينة المنورة وفي القدس الشريف، وفي المقال القادم نرى تقديس المؤمن للأشخاص المباركة والأشياء المباركة.

واختتم جمعة حديثه بأنه ذهب للقدس ولم يبال بالأراء المخالفة لرأيه ومنهم من انتقد ثم عاد في انتقاده ثم انتقد مرة ثانية ودعي جمعة الي كل من فهم زيارته خطأ أن يهديه الله الي الفهم الصحيح