بسم الله

د. محمد حسن البنا يكتب : قناة السويس

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

عندما تتحدث عن أعظم ممر مائى اصطناعي ازدواجى المرور ، فلابد أن تقف احتراما وتقديرا لقناة السويس. وعندما تتحدث عن أعظم شعب فى العالم ، فلا بد أن تقف احتراما وإجلالا للشعب المصرى الذى صنع معجزات تتحدث عنها البشرية إلى الآن. هذا الشعب العظيم بنى هذه القناة أيام الحملة الفرنسية على مصر فى 10 سنوات بدأت عام 1869 ، لتكون نقلة حضارية فى التجارة العالمية والنقل مابين البحرين الأبيض والأحمر. وكما كانت أيدى المصريين هى البناءة ، كانت عقولهم وأفكارهم وكفاءتهم وأموالهم هى المطورة لمرفق القناة ، وليجمعوا مايقرب من 68 مليار جنيه لتطويرها منذ 4 سنوات ، واليوم تضع الحكومة خطة طموحة للتطوير تتلافى معها ما حدث مع سفينة الحاويات العملاقة ايفر جيفن وتعطل الملاحة ستة أيام مما أيقظ مخاوف عالمية من تعطل إمدادات الشحن من طاقة وتجارة.

وأثناء زيارته مؤخرا لقناة السويس قال الرئيس عبد الفتاح السيسى : "هيئة قناة السويس هيئة عملاقة كبيرة ولها رؤية فى المرفق والمحافظة عليه وتطويره بما يتلاءم مع تطور حركة التجارة فى العالم ، وتقرر عمل تحسين لحركة المجرى الملاحى فى الجزء الجنوبى اللى حصل فيه مشكلة السفينة الجانحة فى آخر 50 كيلو حتى خليج السويس". ووافق الرئيس على مشروع التطوير الذى عرضه رئيس الهيئة الفريق أسامة ربيع ، ويشمل عمل ازدواج للقناة على مسافة 10 كيلومترات من الكيلو 122 إلى الكيلو 132 ، مع توسعة وتعميق الجزء الممتد من الكيلو 132 إلى الكيلو 162∪ فى الممر الملاحى ، وأيضا التوسعة 40 مترا جهة الشرق والتعميق من 66 قدما إلى 72 قدما.كل هذا بهدف تحسين قدرة المرشد الملاحى لهيئة قناة السويس وقبطان أى سفينة على قيادتها داخل القناة. وان يتم ذلك بإمكانيات الهيئة.

القناة مرفق هام وحيوى ، وقد تسببت السفينة الجانحة فى خسائر ما بين 12 مليونا و15 مليون دولار من عائداتها يوميا جراء تعطّل حركة العبور ، فى العام الماضى بلغ عدد السفن التى عبرت القناة نحو 19 ألفا ، وحققت القناة إيرادات سنوية تخطّت 5.6 مليارات دولار.

دعاء : اللهم آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا