نبض السطور

خـالد مـيرى يكتب: ما بين مصر وفلسطين

خالد ميري
خالد ميري

الحل العادل للقضية الفلسطينية هو حجر الأساس لإنهاء الأزمات والصراعات بالشرق الأوسط.. حقيقة أكدها زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل المحافل الدولية.

حل القضية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، هو فرصة القرن − وليس صفقة القرن − للإسرائيليين، ولكنهم لا يقرأون التاريخ.. أغلقت قلوبهم فلا يفقهون.

مع نهايات شهر رمضان المعظم وفى العشر الأواخر تجدد العدوان الإسرائيلى على الاشقاء فى فلسطين، بداية من حى الشيخ جراح ووصولا لإطلاق آلة القتل الجهنمية تغتال براءة الأطفال وحلم الكبار والشيوخ.

القضية الفلسطينية كانت ومازالت قضية مصر الأولى، من أجلها ضحى المصريون بالدم أغلى ما يملك الإنسان، الدعم لم يكن أبدا كلمات تطلق فى الهواء، لقد كان ومازال دعماً كاملاً للشعب الفلسطينى والحق الفلسطينى.

منذ اندلاع العدوان الإسرائيلى الأخير لم تتوقف الجهود المصرية لحظة واحدة دفاعا عن الأشقاء فى فلسطين، والهدف حقن دمائهم الطاهرة وانطلاق عملية سياسية حقيقية تعيد لهم كامل حقوقهم.

ولأن الجهود المصرية حقيقية وهدفها إنسانى نبيل كان طبيعيا أن تحظى بالدعم الدولى للوصول إلى وقف إطلاق النار، وتواصلت الاتصالات المصرية المكثفة مع الأمريكان بكل ثقلهم ونفوذهم ومع البريطانيين الصانع الأول لدولة إسرائيل، والهدف الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار.

وعلى الأرض لم تتوقف الاتصالات المصرية المكثفة مع الإسرائيليين لمطالبتهم بالوقف الفورى لإطلاق النار، وأيضاً مع كل الأشقاء فى الفصائل الفلسطينية.. فمنذ اللحظات الأولى لاندلاع شرارة القتل والعدوان طلبت القيادة الفلسطينية من مصر التدخل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية ووقف إطلاق النار.

الجهود المصرية المخلصة والاتصالات المكثفة مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية بدأت تحرز تقدما فى اتجاه استعادة الهدوء.. نتائج ستظهر بالتدريج لتنهى حرب قتل الأشقاء الشيطانية.

الدعم المصرى للأشقاء فى فلسطين يسير فى خطوط متوازية على كل المسارات، والقيادة السياسية أصدرت توجيهات فورية بتوفير العلاج لكل الأشقاء المصابين وتوفير كل احتياجاتهم الإنسانية فوراً.

الموقف المصرى الرسمى القوى والداعم لحقوق الأشقاء فى فلسطين والمدافع عنهم، تكامل مع موقف شعبى قوى.. كان ومازال وسيظل مناصرا للقضية الفلسطينية.

تتكرر الاعتداءات الإسرائيلية ولكنها فشلت وستفشل فى وأد القضية أو دفعها إلى غياهب النسيان.. وستظل القضية حية حتى يستيقظ الضمير الدولى الغائب بفعل فاعل وحتى يعود الحق لأصحابه.

أبواب الدم ستظل مفتوحة ولن ينفع الإسرائيليين الاختباء وراء جدرانهم العالية.. لم تنفعهم أمس ولن تنفعهم غدا.. وسيظل الحل العادل للقضية الفلسطينية هو الحل الحقيقى للعنف والعدوان والقتل.. فهل تنفتح العقول المغلقة وتقرأ حقائق التاريخ والجغرافيا.. هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.

لكن المؤكد أن إنهاء العدوان الحالى ووقف إطلاق النار لن يكون حلا نهائيا، فالأهم أن يكون بداية لإرادة جادة وحقيقية لتحقيق السلام.. والأهم أن يتأكد العالم انه ما لم يساند السلام سيظل شريكا فى كل قطرة دم ستراق.

فلسطين فى قلب مصر.. ومصر لم ولن تتخلى عن دعم الأشقاء وحقوقهم المشروعة وستظل السند فى كل الأوقات مهما كانت صعبة.

وما ضاع حق وراءه مطالب ومقاوم.

حفظ الله فلسطين وشعبها.

حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وزعيمها.