فى ذكرى ميلاده الـ90

صلاح عبدالصبور.. الشاعر المســـكون بقضـــايا الإنسـان

صلاح عبدالصبور
صلاح عبدالصبور

حسن حافظ

صلاح عبدالصبور، اسم كبير فى عالم الشعر المصرى والعربى، تمر ذكرى ميلاده التسعين، فى شهر مايو الجارى، وهى مناسبة لإعادة تسليط الضوء على أحد أهم الأصوات الشعرية التى ظهرت فى مصر خلال القرن العشرين، وأحد أهم التجارب الشعرية التأسيسية التى شكلت منعطفا كبيرا ساعد فى ميلاد الشعر الحر أو الشعر الجديد أو شعر التفعيلة، فكان أحد أهم رواده على المستوى العربى بجوار نازك الملائكة وبدر شاكر السياب، فضلا عن ريادته للمسرح الشعرى الذى قدم فيه رائعة "مأساة الحلاج". "آخر ساعة" تستعيد بعض جوانب صاحب "أحلام الفارس القديم" فى السطور التالية.

محمد صلاح الدين عبدالصبور، ولد فى مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، مايو 1931، واستطاع بعد أن التحق بجامعة القاهرة 1947، أن يتخرج فى كلية الآداب قسم اللغة العربية عام 1951، وخلال سنوات الجامعة بدأت مواهبه الشعرية فى التفجر، خاصة أنه تعرف إلى الشيخ أمين الخولى فانفتح على التراث العربى ينهل منه، فى نفس الوقت الذى انفتح على الفكر الغربى، فدشن نفسه شاعراً حديثاً بقصيدة "شنق زهران"، وهى قصيدة عن شهداء حادث دنشواى، ثم اتبعها بديوانه الأول "الناس فى بلادى" عام 1957، والذى كان بمثابة زلزال فى المشهد الإبداعى المصرى كونه أول ديوان للشعر الحديث أو الحر، لتشتعل واحدة من أكبر المعارك الثقافية بعد رفض عباس العقاد الاعتراف بالشعر الحر واعتبره مجرد نثر، وهو ما أجبر صلاح عبدالصبور ومعه الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى على الدخول فى معركة ثقافية عنيفة مع العقاد، انتهت بانتصار الشعر الحر.

بعد ديوانه الأول، أصدر عبدالصبور خمسة دواوين أخرى هي: (أقول لكم) 1961، و(أحلام الفارس القديم) 1964، والذى يعتبر أشهر دواوينه وأهمها، ثم (تأملات فى زمن جريح) 1971، و(شجر الليل) 1973، و(الإبحار فى الذاكرة) 1977، بالتوازى مع ذلك نشر خمس مسرحيات شعرية تعد من أهم وأنضج ما كتب بالعربية فى هذا الفن، وهي: (مأساة الحلاج) 1964، و(مسافر ليل) 1968، و(الأميرة تنتظر) 1969، و(ليلى والمجنون) 1971، و(وبعد أن يموت الملك) 1973، فضلا عن سلسلة من الدراسات النقدية يأتى فى مقدمتها: (قصة الضمير المصرى)، و(ماذا يبقى منهم للتاريخ)، و(قراءة جديدة لشعرنا القديم). وهو ميراث ضخم جعل بصمة عبدالصبور قوية على أجيال السبعينيات والثمانينيات بشكل واضح، فضلا عن حالة نقدية نشأت حول أعماله وشارك فيها العديد من الأجيال النقدية التى تناولت أعمال عبد الصبور الشعرية والمسرحية والنقدية، بما امتازت به من لغة حزينة وطابع فلسفى وتناول قضايا ذات بعد وجودى، والانشغال بتفاصيل شعبية والقبس من التراث على مختلف طبقاته وإعادة توظيفه فى المشهد المعاصر.

الشاعر الحزين المسكون بقضايا الإنسان الكبرى والذى ابتعد عن صخب الشعر الجماهيرى فى فترة المشاعر الوطنية المتفجرة والذى رفض الانخراط فى الشعر الغنائى محتفظاً لنفسه بخصوصية التجربة الشعرية الذاتية، مات فى ليلة عجيبة التفاصيل فى 14 أغسطس 1981، وهو فى الخامسة والخمسين من عمره، عندما ذهب إلى منزل صديقه أحمد عبدالمعطى حجازى الذى كان عاد من باريس وقرر الاستقرار فى القاهرة، كانت الزيارة بهدف تهنئة حجازى على خطوته الجديدة، لكن الأمور انقلبت سريعاً إلى مواجهة سريعة وساخنة بين عبدالصبور من جهة، ورسام الكاريكاتير بهجت عثمان، وعدد من الحضور، بسبب تولى الأول منصب رئيس الهيئة العامة للكتاب، فى وقت كانت علاقة المثقفين شديدة التوتر مع الرئيس الراحل أنور السادات بسبب رفضهم التطبيع مع إسرائيل، ورغم دفاع عبدالصبور عن نفسه ورد الاتهامات، فإنه شعر بالإرهاق سريعاً فتم نقله إلى مستشفى قريب لكنه فارق الحياة إثر أزمة قلبية.

انعطافة شعرية

الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبوسنة، الذى يفتخر بكونه أحد المتأثرين بعبدالصبور، قال لـ"آخرساعة": "الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور، كون أحد الرواد الكبار لحركة الشعر الحديث منذ انطلاقها فى أربعينيات القرن الماضى، ويقف بجوار كبار الشعراء العرب الذين أسسوا لهذه المدرسة واستطاعوا أن ينشروها فى الوطن العربى، وأن يبدعوا فى ظلالها عددا كبيرا من الأعمال المؤثرة التى يمكن أن نقول إنها تمثل تحولاً حقيقياً فى تطور الشعر العربى فى النصف الثانى من القرن العشرين".

أبوسنة تحدث عن بدايات عبدالصبور، محللاً منابع الثقافة الواسعة للأخير، قائلا: "عبدالصبور تخرج فى كلية الآداب قسم اللغة العربية، وعمل فترة بالتدريس، ثم انتقل إلى الصحافة فى دار روزاليوسف، وخلال هذه الفترة بدأ فى إبداع القصيدة الجديدة التى تتمثل فى قصيدة الشعر الحديث، وكان مجدداً فى نواحى مختلفة فى قصيدته، وأول نواحى التجديد لديه تتمثل فى اللغة، فلغته تتسم بالسمو من حيث البناء الفنى، وتتسم بالبساطة من حيث اقترابها من الحياة العادية الإنسانية، وتتسم أيضاً بالوعى العميق بالتراث العربى فى مستوياته المختلفة، فهو على وعى عميق بالتراث، لكنه لم يقف عند حد هذا التراث، إذ تجاوزه ثقافياً إلى الشعر الأوروبى وقرأ كثيرا لكبار الشعراء العالميين وعلى رأسهم ت. س. إليوت، والذى تأثر به صلاح عبد الصبور فى جوانب كثيرة من ضمنها الجانب المسرحى".

وتابع: "إذا قلنا إن عبد الصبور أبدع القصيدة الحديثة، والتى لها لغتها الخاصة عنده، فهو استطاع أيضا أن يشكل بناء خاصا به فى قصائده المختلفة من خلال الدواوين المتعاقبة، وإذا نظرنا إلى أول دواوينه (الناس فى بلادى)، ورغم أنه باكورة شعر عبد الصبور، إلا أنه يمثل انعطافا مهما فى حركة الشعر المصرى فى الخمسينيات، ففى هذا الديوان وضع بصمته الخاصة على القصيدة من خلال اللغة والبناء الفنى والخيال العميق، وفى رأيى أن عبد الصبور جمع بين أهم العناصر التى تشكل وجدان الشاعر العظيم، خاصة الجمع بين التراث العربى القديم والثقافة العصرية التى تتواصل مع الشعر العالمى، وهو ما ظهر بوضوح فى ديوانه الأول إذ غاص عميقا فى الرؤية الشعبية والشخصية المصرية، وكان فى نفس الوقت متأثرا بقراءاته الواسعة فى الأدب الغربى".

وأشار صاحب مسرحية "حمزة العرب" الشعرية إلى ميراث عبدالصبور فى المسرح الشعرى: "إنجاز عبدالصبور المسرحى يتفوق على الكثير من الشعراء المصريين والعرب فى مجال البناء الدرامى، خصوصا فى رائعته مسرحية (مأساة الحلاج)، ثم بقية مسرحياته الشعرية، والتى تفرد فيها جميعا باستخدام لغة طيعة وتكتسى بكثير من المظاهر الجمالية، فكان له صوته الخاص ليس من خلال البناء الدرامى فقط بل فى الشخصيات التى اختارها موضوعات لمسرحياته، فأثر عبد الصبور تأثيرًا كاسحًا فى الشعراء المصريين منذ الخمسينيات بسلاسة لغته وثقافته العميقة وسعة أفقه وقراءاته فى التراث العربى والعالمى، ما ميز إنتاجه الشعرى والمسرحى بالتجديد وقابلية القراءة المستمرة، خاصة أن المدرسة التى وضع أساسها عبد الصبور مع صديقه الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى، تواصلت فى أجيال أخرى فقد تسلم الراية منهم جيل فاروق شوشة ومحمد عفيفى مطر وأمل دنقل".

وكشف محمد إبراهيم أبوسنة مدى تأثير صلاح عبدالصبور فى تجربته الشعرية قائلا: "كان اقترابى من صلاح مؤثرا فى تجربتى الشعرية، فقد كنت شديد الإعجاب بمسرحه وشعره، وكنت قد اقتربت منه عندما كان يعمل فى صحيفة الأهرام، لأننى كنت أنشر قصائدى فى الملحق الثقافى عندما كان يشرف عليه الدكتور لويس عوض، والذى كان يتبنى مشروع صلاح عبد الصبور الشعرى، ويكتب عنه كثيرا، وخلال هذه الفترة تعرفت على صلاح عبد الصبور بشكل أقرب، ففى إحدى المرات عندما ذهبت لتسليم قصيدتى للدكتور لويس، لم يكن موجودا، وكان عبدالصبور ينوب عنه، فتسلم منى قصيدة بعنوان (عندما نكون وحدنا)، ونشر هذه القصيدة فى عدد 31 يناير 1964، وكنت لا أزال فى سنة الليسانس بكلية الدراسات العربية بجامعة الأزهر، فكان نشر القصيدة على يد عبد الصبور إنجازا كبيرا بالنسبة لي". 

علاقات صداقة

جوانب أخرى عن صلاح عبدالصبور يكشفها الناقد الكبير الدكتور عبدالسلام الشاذلي: "استطاع الشاعر النبيل صلاح عبدالصبور بموهبته الشعرية الأصيلة أن يغير من مجرى الحياة الثقافية فى مصر والعالم العربى تغييرا شاملا، فقد أتاحت له ثقافته الواسعة باللغتين العربية والإنجليزية أن يتعمق فى رؤية وروح العصر الحديث من جوانبها المختلفة، وكان الاهتمام الشعرى قبل عبد الصبور يكاد يكون مقصورا على دواوين أحمد شوقى وحافظ إبراهيم، ثم جاء عبدالصبور ونقل الشعر نقلة أخرى، إذ اهتم بالنظرة الواقعية مثلما فعل عندما تناول حادثة دنشواى فى قصيدة (شنق زهران)".

وكشف الشاذلى عن بعض جوانب علاقته بعبد الصبور قائلا: "كان صلاح عبد الصبور يتردد على قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة لمقابلة أستاذتنا سهير القلماوى، وكان يعد معها دراسة أكاديمية تحت عنوان "المسرح الشعرى بعد شوقي"، وكان يجلس مع أستاذتنا جلسات علمية مطولة، كنا طلاب الدراسات العليا نستمتع بالنقاش بينهما من بعيد، لفت اهتمامى بالمسرح منذ فترة مبكرة، حتى تحول هذا الاهتمام إلى إنتاج أعمال مسرحية شرعية مثل (الأميرة تنتظر) و(ليلى والمجنون)، وطبعا (مأساة الحلاج)، وهى مسرحية لعبت دورا تنويريا فى فهم التراث الإسلامى من منظور اجتماعى تقدمى، وهو ما يجعلنا لا ننظر إلى التراث نظرة عدمية". وتابع: "تعرفت عليه عن قرب عندما كنت أتردد على الجمعية الأدبية المصرية، وكان هو أحد أبرز الناشطين فيها، وكان له هيبة كبيرة خاصة أن كبار نقاد عصرنا كتبوا عنه، إذ طالب لويس عوض أن تمنح إمارة الشعر الحديث لصلاح عبد الصبور، ودراسة الناقد الكبير عز الدين إسماعيل عنه، وهناك رأيت صديق عمر عبد الصبور؛ المبدع الكبير فاروق خورشيد".

ولفت الشاذلى إلى علاقة الصداقة الفريدة بين عبدالصبور وعزالدين إسماعيل وفاروق خورشيد، والذين جمعهم الاهتمام بالأدب الشعبى، ونرى عزالدين إسماعيل فى كتابه الضخم "الأسس الجمالية فى النقد العربي" يمهد الأرض للشعر الحديث، "وكأنه يمهد الأرض لظاهرة صلاح عبد الصبور فى واقع الأمر، إذ يفرق بين شعر المعنى وشعر التجربة، فالشعر الحديث كله شعر تجربة، وهو شعر صلاح عبد الصبور وأيضا لتجربة عز الدين إسماعيل باعتباره شاعرا أيضا، وأعتقد أن هذه العلاقة الحميمية والتفاهم بين الناقد والشاعر هو ما جعل من صلاح عبد الصبور ظاهرة فى الشعر الحديث، لأنه كان مدعوما بصديقين حميمين هما عز الدين إسماعيل وفاروق خورشيد، وهذه الصداقة مدخل مهم لفهم تجربة عبد الصبور الشعرية".

وتابع الشاذلى رصد علاقات الصداقة التى أثرت فى تجربة عبد الصبور بالتركيز على علاقة الصداقة التى جمعت الأخير بأستاذ الفلسفة الألمانية والمترجم الكبير الدكتور عبد الغفار مكاوى، وقد كتب الأخير (بكائية إلى صلاح عبدالصبور) فور رحيل صديقه، وكانت الصداقة قائمة على قراءة الشعر الغربى وربما بتأثير من عبد الصبور بدأ مكاوى ترجمة بعض قصائد الشعر الأوروبى إلى العربية، بل وضعا مشروعا مع صديقهم الثالث الشاعر العراقى عبدالوهاب البياتى مشروعا لترجمة الشعر العالمى، وتم تقسيم العمل على أن يضطلع عبد الصبور بترجمة نماذج من الشعر الأنجلوساكسونى، فيما يترجم البياتى نماذج الشعر الآسيوى، على أن يترجم مكاوى الشعر الألمانى وشعر اللغات اللاتينية، ولم ينجز أى منهم ما تم الاتفاق عليه باستثناء مكاوى الذى جمع ما ترجم فى كتابه (ثورة الشعر الحديث.. من بودلير إلى العصر الحاضر)، كما ترجم مكاوى (الديوان الشرقى للمؤلف الغربي) للشاعر الألمانى الكبير جوته، وهو من الكتب التى أثرت بقوة فى تجربة صلاح عبد الصبور الشعرية".

رائد التحول

الأجيال الشعرية فى مصر تكن لصلاح عبدالصبور مكانة خاصة، ما عبر عنه صراحة الشاعر عماد غزالى قائلا لـ"آخرساعة: "لعل أحد معايير تقييم دور شاعر ما، هو النظر إلى مجمل إنجازه وإلى القيمة الفنية لما أنتجه ذلك الشاعر فى إطار مرحلته، وصلاح عبد الصبور وفق هذا المعيار رائد موجة التحوّل فى الشعر العربى فى مصر؛ التحول من كتابة الشعر وفق الشكل البيتى الخليلى إلى الكتابة وفق نظام السطر الشعرى الذى عُرف بالشعر الحر أو الشعر التفعيلى (وهى تسمية أدق) ذلك التيار الجديد الذى تدفّق عبر أجيال متتابعة شكّلت ذائقةً أو ذوائقَ فى تلقّى الشعر وقراءته تواصل تحولاتها إلى اليوم".

وتابع غزالي: "هناك معيار آخر لا يقل أهمية؛ وهو معيار استمرارية الحضور فى الضمير الشعرى الجمعى وتجدده باستمرار، ومع ذلك المعيار نجد حضور شاعرنا متجذرا يفرض وقْعه ويطرح الإعادة المستمرة للنظر فى منجزه على الرغم من كل التغيرات الثقافية والاجتماعية. أما المعيار الأخير الذى أطرحه هنا فهو معيار (خصوصية الحضور الفردي) فى حياة كل معانق لتجربته الشعرية؛ تلك الخصوصية التى تتبدّى عبر أوجه كثيرة منها القدرة على المساهمة الفاعلة فى تكوين وتشكيل شخصية شعرية جديدة -حين يكون المتفاعل مع تجربة عبد الصبور شاعرا فى مرحلة التكوين- إذ إن صوته الشعرى جاذب وفاتن ومغوٍ، وعبر جدلية التأثر والمحاكاة ثم الثورة على النموذج تتحول تجربة الشاعر الجديد لتكتسب فرادتها المرتجاة".

وأشار عماد غزالى إلى تجربته الخاصة مع تجربة صاحب "أحلام الفارس القديم" قائلا: "بشكل شخصى أستطيع دوما أن أنهل أو أتعلم الجديد عبر إعادة النظر فى تجربة عبد الصبور، فقد ترك لنا ستة دواوين شعرية وقصائد مفردة وخمس مسرحيات شعرية وكمًّا هائلا من المقالات والترجمات صدر فى عشرة مجلدات أو أكثر، وبشكل سريع أُشير إلى فرادة منتجه فى المسرح الشعري؛ تلك الفرادة الناتجة بالضرورة عن فرادة عقل مثقف كبير، كما أشير إلى كتابه الفذ (حياتى فى الشعر) الذى قرأته مراتٍ، وهو من أعمق الكتب أثرا فى حياتى، هو سيرة جهاد الشاعر فى طريق الشعر والثقافة وبناء العقل، وتبقى حكايات أبناء جيل عبد الصبور والشخصيات التى عرفته عن قرب حيةً لتثبت دائما أن الرجل لم يكن شاعرا رائدا فحسب، لكنه كان أيضا من رعاة الإبداع والثقافة، محتضنا لكل من يملك نبتة الإبداع الشعرى التواقة إلى الضوء والماء، تحية لروح الشاعر الرائد والأب الذى نحنّ لحضوره فى ذكرى ميلاده".