حكايات| رداً على إسرائيل.. أم الشهداء تزرع في القنابل «وروداً»

الحاجة  صبيحة موسي العبد
الحاجة  صبيحة موسي العبد

«يخلقون من الحرب جمالا».. لم تؤثر الحرب المشتعلة بين الكيان الإسرائيلي ودولة فلسطين على خلق الجمال من قلب المعاناة في الأرضي المقدسة، فقد طرحت قنابل إسرائيل ورودا على أهالي غزة وخاصة قرية "بلعين" الفلسطينية. 

قامت سيدة فلسطينية بأيديها الملطخة بدماء أهاليها الشهداء، بزرع الورود في قنابل العدو الإسرائيلي وكأنها تقول لهم «فلسطين لا تموت» وتجعل منها بيوتاً لجمال رباني بألوان زاهية.   

درس لاسرائيل

«الحاجة  صبيحة موسي العبد» بطلة الرواية منذ البداية، استشهد اثنين من أبناءها على يد العدو الغاشم بقنابل الغاز، ولكنها ردت بطريقتها الخاصة حيث قامت السيدة المسنة التي بلغت عامها الـ 60، بتفريغ هذه القنابل وزراعتها بالورود على أرواح أبناءها الشهداء.

كان عمر ابنها الشهيد باسم عندما أطلقت علي صدره قنبلة غاز، وهو يدافع عن أرضه رفضاً للجدار ثلاثين عاما فقط، وكان ذلك بتاريخ 17/ 4/2009م، بينما استشهدت ابنتها جواهر 35 عاما مختنقة في تاريخ 1/1/ 2011م.

بدأت الفكرة لإحياء ذكرى هؤلاء الراحلين، كانت الفكرة أن يتم إنشاء مجسم مكون من 10 آلاف قنبلة غاز في مكان استشهاد أبنائها، لكن الأمر بدا أكثر صعوبة لذا تم البدء بإقامة حديقة.

أرادت أم الشهداء أن توصل رسالة للعالم وللعدو وهي :" أننا أقوياء وقادرين على أن نزرع ورود في قنابل قتلت أبنائنا، أقوياء لأننا نصر على أن لا يقتل أحد آخر بهذه القنابل، نريد أن يكبح العالم لجام إسرائيل عندما يري هذه القنابل". 

درس لاسرائيل

أشعلت الحاجة صبيحة فكرة زراعة قنابل الغاز بالزهور الملونة، كجزء من فعاليات تعزيز الصمود الفلسطيني بالضفة الغربية، حيث يقوم أحمد ابن الحاجة صبيحة بفتح القنبلة بـ"المقدح" ثم يسلمها لأمه كي تضع النبتة فيها، يقول أحمد الذي يساعد أمه في زراعة الورود: "بدأنا نزرع الورد في فوارغ القنابل؛ كي نوصل رسالة أننا أهل حياة وسلام، وكي نقدم رسالة جميلة للعالم، أننا نزرع في مكان إسالة دمائنا وردا، ونضع في القنابل التي تسببت في مقتل أبنائنا زهرة". 

ويصبح الحلم المستقبلي الآن يهدف على تجميع المزيد من القنابل من الحقول بشكل مكثف، لعمل مجسم شجرة زيتون ضخمة، ارتفاعها 7 أمتار". 


درس لاسرائيل