الكنيسة تحي ذكرى وفاة القديس مكاريوس الاسكندري 

 الكنيسة القبطية الارثوذكسية
الكنيسة القبطية الارثوذكسية

تحي الكنيسة القبطية الارثوذكسية في مثل هذا اليوم من سنة 109 للشهداء ( 393م )، ذكرى  تنيَّح " وفاة "  القديس مكاريوس الإسكندري أحد الثلاثة مقارات.

 وُلِدَ بالإسكندرية سنة 296م من أسرة فقيرة، وكان يعمل أولاً خبازاً، يصنع الفطائر والحلوى ويبيعها، نال سر المعمودية المقدسة في الثلاثين من عمره، فتقوى بالنعمة، وكان يسمع عن أخبار النساك والرهبان. 

وقام بزيارة القديس أنطونيوس أب الرهبان سنة 335م، وعند عودته قصد برية نتريا (برية نتريا: تبعد 65كم جنوب غرب الإسكندرية، 15كم عن دمنهور، وهي حالياً أطلال بمركز حوش عيسى محافظة البحيرة) وكان عمره وقتئذ 38 سنة تقريباً. كانت المنطقة عامرة بالقلالي الرهبانية التي أسسها القديس آمون سنة 315م تقريباً.

اقرا ايضا :لمواجهة كورونا.. الكنائس تعلق الصلوات

 تتلمذ على يد القديس آمون لمدة عامين حتى تنيَّح سنة 337م، ثم على يد خليفته القديس بامو الذي استلم رئاسة الدير سنة 340م، ولما تعمقت حياة مكاريوس النُسكية، ونما في وجهاده مضى إلى دير طبانسين، حيث تنكر في زى خادم. فلما رآه رئيس الدير أنه شيخ، منعه لعدم مقدرته على الحياة الشاقة. 

وبعد إلحاح قبله، وكان ذلك في الصوم الأربعيني، فكان يصوم أسبوعاً أسبوعاً ويفطر على ورق الكرنب كل يوم أحد، علاوة على سهره وشغل اليد.

 وقد أدى ذلك إلى إصابته بضعف شديد إضافة إلى أنه أصبح نحيف الجسم للغاية، فتذمر الرهبان وقالوا للقديس باخوميوس أب الشركة: " أَخرِّج هذا الرجل من هنا لأن ليس له جسداً ". أما باخوم فعرفه بإرشاد إلهي، وعندما اُكْتشِفَ أمره، ذهب وتوحد بمنطقة القلالى ( سيليا ) والتي تبعد عن نتريا بنحو عشرين كيلومتراً، وكان القديس إيسوذوروس قساً للقلالى.

 وفي سنة 355م رسموا القديس مكاريوس قساً وسلموه رئاسة القلالى بدلاً من القديس إيسوذوروس، الذي ذهب إلى شيهيت لمساعدة القديس مكاريوس المصري ( الكبير )، كما أنه بعد نياحة القديس بامو سنة 373م، استلم مكاريوس الإسكندري رئاسة منطقة نتريا، وذلك لأن القلالي ونتريا كانتا قدأصبحتا متلاصقتين بعد أن زاد عدد الرهبان فيهما. واستمر هكذا حتى نياحته سنة 393م. 

كما أن هذا القديس نُفي مع القديس مكاريوس المصري إلى جزيرة فيلة على يد فالنس الإمبراطور الأريوسي، وقد وهب الله لهذا القديس نعمة عمل المعجزات، وكان ذا طابع مرح ممزوجاً بالبساطة واللطف.