دقت ساعة الصفر للعمل على إعادة إحياء القاهرة التاريخية.. فبتوجيهات رئاسية اتخذت الحكومة خطوات سريعة لبدء تنفيذ مشروع تطوير هذه المنطقة التراثية العالمية، هذا المشروع الضخم الذى يستهدف البشر والحجر، إذ لا يعتزم فقط تطوير المبانى الأثرية وإنما العمل على إحداث تطوير شامل ومتكامل للمنطقة وأهلها، ومسح الغبار عنها للكشف عن جوهرها، وإبراز جزء أصيل من التراث المصرى بما يميزه من آثار ونسيج حضرى وحرف تراثية.
وعبر عدد من الخبراء والأثريين عن سعادتهم، لأنهم لأول مرة يستشعرون فيها بوجود رؤية شاملة لإعادة إحياء القاهرة التاريخية، مؤكدين أن لديهم إحساساً بالمسئولية تجاه هذا المشروع، الذى سيدر عائدا اقتصاديا كبيرا على الدولة وعلى أهالى المنطقة من أصحاب الحرف المختلفة، ولأن التطوير هو ارتقاء وإحياء للمكان وليس البنيان فقط، للحفاظ على طبيعة المنطقة ونسقها الحضاري.
وحول مقترحات تطوير القاهرة التاريخية المقدمة من الخبراء والأثريين، أكد المهندس أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، أن المخطط المقترح لتطوير المنطقة يتضمن إعداد برامج تدريبية للحرفيين للعمل على رفع جودة المنتجات الحرفية، إلى جانب السعى لإعداد أجيال جديدة للحرف اليدوية المختلفة.
من جانبه قال د. صلاح زكي، الخبير الأثرى والذى قدم رؤية لإعادة تأهيل وترميم المنطقة السكنية المجاورة لمسجد الحسين بمنطقة الجمالية، إن المخطط يشمل ترميم البيوت التراثية والشوارع الواقعة فيها.. وأشارت الخبيرة د. ناييرى همبيجيان، والتى عرضت مشروع مخطط تأهيل وإحياء منطقة «درب اللبانة»، إلى أن المسار السياحى والأثرى والثقافى للمنطقة يتضمن إعادة استخدام بعض المبانى لتصبح مزارات سياحية وفنية ودينية، إلى جانب المسار التعليمى والثقافى الذى يشمل مركزاً لعرض الأفلام الوثائقية، فضلاً عن مناطق خدمات.
