بشارة وكيم.. أضحك الملايين ومات وهو يبكي

بشارة وكيم.. أضحك الملايين ومات وهو يبكي
بشارة وكيم.. أضحك الملايين ومات وهو يبكي

"اضحك كركر.. أوعى تفكر" أغنية ارتبطت بمشهد في فيلم "قلبي دليلي" كانت تغني فيه ليلى مراد لوالدها " بشارة وكيم" في أشهر مشاهد السينما المصرية وأخفها على القلب.

           

بشارة وكيم ولد في حي الفجالة في ٥ مارس عام 1890 حصل على ليسانس الحقوق وأصبح محامياً، وبسبب حبه للفن هجر المحاماة وعمل مع جورج أبيض في فرقته وقدم روايات باللغة العربية والفرنسية، وانقلبت الدنيا عليه واجتمعت العائلة التي كانت تعقد عليه الآمال بأن يصبح وزيراً أو سفيراً وتم طرده من البيت.

 

وتعامل بشارة وكيم مع ذلك بروح السخرية والفكاهة، ثم أصبح بطلاً في فرقة منيرة المهدية، وأرسل لوالده وأسرته لحضور مسرحيته " الغندورة" وفي نهاية العرض أمسك والده بيده وقال للجمهور " بشارة ده أبني".

 

ثم اختطفته السينما في بدايتها ليصبح من روادها فأصبح من عباقرة الكوميديا المصرية.

 

وكما جاء على لسان بشارة وكيم في مجلة دنيا الفن في يناير 1946 قال: قد يكون الزواج نعمة صحيح لكن الذي رسخ في ذهني منذ الصغر عن الزواج جعلني أكش منه، فقد كانت والدتي كلما غضبت مني دعت علي بقولها: روح إلهي يبتليك بجوازة تهد حيلك، ومن ذلك الحين وأنا أرى في الزواج مصيبة أو نكبة يبتلي الله بها لكي يودع أيام الهدوء وراحة البال إلى العكننة ووجع الدماغ، فلن أتزوج ولو شنقوني.

 

وإذا كان المرحوم جحا وهو "أبو التفانين" قال بعد أن شرب مقلب الزواج: لعنة الله على من تزوج قبلي ولم ينصحني وعلى من تزوج بعدي ولم يستشرني، فماذا يفعل بشارة الغلبان إذا كان جحا ذات نفسه "غلب حماره".

           

لم يتزوج بشارة وكيم حيث ارتبط في شبابه بابنة الجيران ولكن أهلها رفضوا ارتباطها به بسبب عمله في الفن، كما أحب مارى منيب في بداياته وبدايتها الفنية ولكنها لم تبادله الحب وتزوجت بآخر، لذلك عزف «وكيم» عن الزواج.

 

بشارة وكيم من فرط إجادته لتجسيد شخصية أهل الشام في الكثير من الأفلام أعتقد البعض أنه من جذور شامية، ولكن الحقيقة أنه مصري ابن مصري.

 

وعندما رحل الريحاني خشي بشارة أن تغلق فرقته فانضم للفرقة لكي تبقى وكان المرض قد زحف عليه فجاء مدير الفرقة وقال له اعتبر نفسك في أجازة مدفوعة الأجر، فدمعت عيناه وقدم استقالته.

 

نشرت جريدة الشعب في 22 يوليو 1975 أنه أصيب بالشلل النصفي في أخر أيامه واضطر للعمل وهو مشلول لكي يعول أسرته، وكان يحتضر على المسرح وكان عليه أن يضحك الناس وهو يحتضر.

 

المحامي الذي أضحك الملايين مات وهو يبكي، فكم في حياة هؤلاء الذين يهبون للناس الضحك والسعادة بتمثيلهم من مآسي وأحزان.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

 

اقرأ أيضا |طقوس الملك فاروق في أيام عيد الفطر