«الملوحة» كلمة السر في العيد عند «السوهاجية»

زحام على محلات الفسيخ
زحام على محلات الفسيخ

شهدت محلات الأسماك المملحة، التي يطلق عليها اسم (الملوحة) في جميع مدن محافظة سوهاج، زحاما كبيرا اليوم الأربعاء، الموافق وقفة عيد الفطر المبارك، من المواطنين تمهيدا لتناول الملوحة غدا يوم عيد  الفطر.

 

اقرأ أيضا

أصحاب محلات دمياط: عيد الفطر موسم «مزدوج» لعدم الاحتفال بشم النسيم

ويبدو أن موسم شم النسيم الذي واكب شهر رمضان هذا العام، جعل المواطنين يعزفون عن تناول الأسماك المملحة بكافة أنواعها بسبب الصيام، واستغل تجار الملوحة عيد الفطر لتعويض موسم الربيع واستعدوا لفعيد استعدادا خاصا ومنهم من رفع الزينة والسرادقات حول محلة ابتهاجا بالعيد، ومنهم من رفع لافتات التهنئة بالعيد لجذب الزبائن.


يقول أشهر تاجر ملوحة بسوهاج عصام حسين، إن الملوحة لها زبائنها الذين اعتادوا على تناولها فى الشهر اربع مرات فى غداء يوم المجمعة من كل اسبوع وهناك زبائن لا يتناولون الملوحة الا فى موسمى شم النسيم وعيد الفطر فقط، وهناك زبائن لا يشترون الملوحة نهائيا ويفضلون الرنجة المدخنة والتونة  مع مياه الملوحة التى تعطى  نكهة جميلة للطحينة.

وعن أهم أنواع الملوحة، قال مختار السيد تاجر ملوحة بطهطا، إن أهم نوع للملوحة هي ملوحة كلب البحر التي نجلبها من أسوان وتتميز بكبر حجم السمكة ومصدرها مياه نهر النيل وبحيرة ناصر زيتم تصنيعها بتنظيفها جيدا من الداخل وحفظها بالملح وتركها معرضة للشمس عدة أسابيع ثم توصع في أكياس بيضاء وتوضع الأكياس في براميل خشلية نظيفة محكمة الغلق أو صفائح المونيوم وتغلق بلحام القصدير لإحكام الغلق ومنع تسرب الهواء إليها وبعد شهور تفتح للبيع، وهناك أنواع أخرى أقل حجما وأنواع الأسماك تختلف من محافظة لأخري فسمك البوري تجده فى الدقهلية والإسكندرية وبحيرة البرلس ونبروه وتتراوح أسعار الملوحة ما بين ٢٠٠ و١٥٠ و١٠٠ جنيه حسب الحجم، وهناك الملوحة الفيليه المخلية بسعر ١٢٠ جنيها للكيلو الواحد.


ويؤكد على مهران تاجر ملوحة بسوهاج: "لا يخلو بيت من البيوت فى  مختلف انحاء محافظة سوهاج من الملوحة فىأول أيام عيد الفطر، وتجهيزها كوجبة خاصة  لجميع افراد الاسرة باستثناء بعض المرضى الذين يتناولون اطعمة اخرى غير الأسماك المملحة والمعروفة فى سوهاج باسم الملوحة نظرا لكثافة الملح الموجود فيها ورغم التحذيرات الطبية عن مخاطر الملوحة ومشتقاتها من الأسماك كالرنجة والفسيخ إلا أن تناول الملوحة فى اول ايام عيد الفطر اصبح عادة متوارثة لدى السوهاجية ويستعد لها الاهالى قبل العيد بايام لشغفهم بهذه الاكلة المفضلة لديهم ويصفها البعض بالاكلة المقدسة التي لا غنى عنها فى موسم عيد الفطر ويبدا الزحام على محلات الفسيخ والملوحة قبيل العيد  يستمر حتى ثالث أيام العيد.


وفى قيسارية سوهاج القديمة يوجد أشهر باعة الملوحة ويتزاحم الأهالى عليه يوم الوقفة وصباح العيد بصورة كبيرة ويقول محمد صلاح  انه حضر الى القيسارية خصيصا لشراء كيلو من الملوحة ذات الحجم الكبير لتوزيعها على افراد أسرته وأسرة شقيقه، وانهم اعتادوا على تناول الملوحة فى اول يوم عيد الفطر لانهم فى شهر رمضان تناولوا كل اصناف الاطعمة المطهية والخضار والاسماك العادية وحرمنا من تناول الملوحة خلال الشهر الفضيل وتعويضا عن حرماننا منها فى شم النسيم الماضى وفى العيد تحتاج المعدة الى تغيير باكلة لها مذاقها الخاص مثل الملوحة واضاف ان للملوحة رائحة طيبة عكس ما يتردد عنها كما ان لها مذاق  شهى مع تناول الليمون والبصل والطحينة 
ويقول احمد ثابت  لقد اشتريت ما احتاجه من الملوحة قبل العيد بيومين وحضرت اليوم لاشترى كمية من الملوحة لاحد اقاربى وهى وجبة غذاء لا يمكن الاستغناء عنها مهما قالوا عن مخاطرها فاننى اعتقد ان البصل والليمون والخل  يقللون ا من مخاطر الملح لكن الملوحة شىء عظيم لدى السوهاجية ويقول  امين زاخر تاجر ان الاسماك المملحة ترجع الى المصريين القدماء ومازالت تصنع  حتى الان بنفس الطريقة.


ويقول إنه يشترى الملوحة من كبار التجار باسوان وهى المحافظة الاولى فى تصنيع الملوحة حتى الان وناتى بصفائح الملوحة ونتركها عدة شهور لتستوى ونطرحها فى الاسواق ويزداد الطلب على الملوحة فى عيد الفطر وشم النسيم وهناك  عدد كبير من الاسر السوهاجية اعتادت على تناول الملوحة يوم الجمعة من كل اسبوع وتمتنع عنها فى رمضان وتعود اليها مع اول ايام العيد ولا اعرف سبب تناول الناس للملوحة يوم الجمعة ربما هى عادة متوارثة 
ويقول تاجر ملوحة بسوهاج  سامح  سعيد ان كيلو الملوحة الكبيرة ب ١٥٠ جنيها ومتوسطة الحجم ب ١٠٠ جنيه والصغيرة ب ٨٠ جنيها ولدينا الملوحة المخلية والكيلو منها ب١٢٠ جنيها ونتوقف عن البيع فى شهر رمضان لحرمة  شهر  شهر الصوم ونعمل صيانة للمحل ونستعد لموسم العيد باعداد كميات من الملوحة  ووضعها فى برطمانات وصفائح صغيرة للزبائن وهناك افراد يشترون كميات كبيرة من الملوحة تصل الى ٥٠ كيلو لتوزيعها كهدايا على اقاربهم فى الوجه البحرى والقاهرة.