بقلم واعظة

العيد فرحة

نعمة محمد مصطفى الشنشورى منطقة وعظ جنوب سيناء
نعمة محمد مصطفى الشنشورى منطقة وعظ جنوب سيناء

> الإسلام دين الفطرة التى فطر الناس عليها، فهو لا يصادر المشاعر، ولا يحجب العواطف، وإنما يهديها ويوجهها توجيهًا إيمانيًا؛ لتعود بالخير على صاحبها، وتبنى فيه القيم الإيمانية؛ لتكون هذه المشاعر وسيلة قرب لله تعالى، وتربى فينا عاطفة الامتثال لأوامر الله تعالى، ونفهم هذا المنطق من مواقف الصحابة رضوان الله عليهم: فمثلًا هذا على بن أبى طالب كرم الله وجهه ورضى عنه، يدخل عليه رجل أثناء خلافته، فى يوم عيد الفطر، فوجده يأكل خبزًا فيه خشونة، فقال: (يا أمير المؤمنين، يوم عيد وخبز خشن؟!) فقال الإمام على: اليوم عيدٌ لمن؟!، فقال الرجل: لمن يا أمير المؤمنين؟، فقال الإمام على: (اليوم عيد لمن قُبلَ بالأمس صيامه وقيامه، عيد لمن غُفِرَ ذنبه، وشكر سعيه، اليوم عيد لنا، وغدًا لنا عيد وكل يوم لا نعصى الله فيه فهو لنا عيد).
ففرحة المسلمين ومشاعرهم الخاصة بالعيد مربوطة بطاعة خاصة ألا وهى الصيام؛ ليتعلم المؤمن أن الفرح والسعادة تكون بإتمام الأعمال الصالحة كما يحب ربنا ويرضى، حيث قال تعالى: (قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَليَفرَحُواْ هُوَ خَير مِّمَّا يَجمَعُونَ )، فالعيد ليس لمن لبس الجديد، ولكن العيد لمن خاف يوم الوعيد؛ فيوم المؤمن إذا كان فى طاعة، وفى إخلاص لله تعالى كان اليوم يوم عيد.
فرحة المؤمن بعيد الفطر ليس لأنه قد انتهى من الصيام، وانقطع عن الجوع والعطش، وإنما لأن الله تعالى وفقه إلى طاعة الصيام؛ ولذلك فالمؤمن يتمنى أن تكون السنة كلها رمضان.
حيث إن كل طاعة يعقبها منحة من المولى عز وجل وعلى هذا ينبغى على المؤمن أن يحافظ على طاعته، ولا يضيعها بمعصية، بل يستمر على هذه الطاعة وينميها، فهناك مظاهر متنوعة ومتعددة للفرح بالعيد منها الإحسان والتصدق على الفقراء والمساكين، والتزاور وصلة الأرحام.
نسأل الله عز وجل أن يجعل أيامنا عيدا وأن يطيل أعمارنا على الطاعة وفعل الخير لنشعر دائمًا بفرحة العيد.