وحى القلم

«صمود» الفلسطينية

صالح الصالحى
صالح الصالحى

منذ أيام أستيقظت المواطنة «صمود» الفلسطينية على صوت جارها «يعقوب» المستوطن الصهيونى وهو يقتحم منزلها. هذا المنزل الذى ورثته عن أبيها وجدها بحى الشيخ جراح أحد أكبر أحياء القدس المحتلة.
«صمود» صرخت فى وجه «يعقوب» اطلع برة.. أنت عايز تسرق منزلى.. وبكل بجاحة رد يعقوب اذا لم أسرقه أنا سوف يسرقه غيرى.. وأنت فى جميع الاحوال لن تسكنى هذا المنزل مرة أخرى.. فأنت وغيرك من الفلسطينيين الذين يسكنون فى 28 منزلا بهذا الحى لايملكون أوراقا تثبت ملكيتهم لهذه المنازل.. وهنا انفعلت صمود لا.. لا.. لا معى جميع الأوراق التى تثبت ملكيتى لهذا المنزل منذ عام ١٩٤٨ فأنا ورثته عن أبى وجدى.. ولكنكم عصابة من البلطجية تحتل وتستولى على منازلنا بالقوة والاحتيال.
توجهت «صمود» إلى شرفة المنزل ونظرت منها فوجدت قوات الاحتلال الاسرائيلى تمنع أهل القدس من التوجه الى المسجد الأقصى للصلاة فيه.. ورأت هذه القوات وهى تقوم بالاعتداء على المواطنين وسحلهم.
خرجت «صمود» مسرعة الى الشارع متجه الى المسجد الاقصى فوجدت آلاف من عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلى ومعهم بعض المستوطنين ينتهكون المسجد الأقصى ويقتحمونه.. شاهدت هذه القوات وهى تهاجم المعتكفين فى المسجد الأقصي.. والذين حاولوا التصدى لهم ومنعهم من الدخول الى المسجد وتدنيسة.
«صمود» رأت العدوان الوحشى من قبل قوات الإحتلال..رأتهم وهم يضربون المصلين بالرصاص والقنابل مما تسبب فى إصابة مئات الفلسطينيين فى أعينهم.. حيث اكتشفت أن قوات الاحتلال كانت تتعمد اصابتهم فى أعينهم بالرصاص.. وتسبب الاعتداء فى استشهاد العشرات من المصليين بينهم أطفال.
«صمود» نظرت حولها فوجدت أهل القدس صامدين مرابطين فى مواجهة هذا العدوان وهذا الإرهاب.. ووجدت أهل غزة قادمين يساندون اخوانهم فى القدس ويدافعون عن المسجد الأقصى. ولكنها لم تجد أحدا غيرهما..  صرخت بأعلى صوت أين ضمير الإنسانية؟.. أين الرحمة ودم الأطفال يملأ الشوارع؟.. كفاية تخاذل وخزى وعار.
نادت أين أمريكا حامية حقوق الانسان؟.. أين أوروبا؟.. «صمود» فوجئت بأنهم يساندون اسرئيل الدولة المعتدية ويقلبون الحقائق.. ويقفون موقف المساند والداعم للدولة الاسرائيلية.. وكأنهم لم يروا ما ارتكبته اسرائيل من اعتداء وحشى على المصلين.. لم يشاهدوا هذا التحدى السافر للمجتمع الدولي.
«صمود» عادت وصرخت بأعلى صوت ياعالم.. ياعرب.. اوقفوا انتهاكات اسرائيل للمسجد الاقصى.. أوقفوا المجازر التى ترتكبها شرطة الاحتلال فى حق الفلسطينيين.. تصدوا للعدوان على القدس و تدنيس المسجد الأقصى..
ياعالم تحرك لوقف الجرائم فى حق الأبرياء.. لمنع الاحتلال من الاستمرار فى جرائمه واجراءاته لتهويد المدينة المقدسة وترحيل العائلات من حى الشيخ جراح.. أعيدونا الى منازلنا..  أغيثونا.