شهب ستظهر لأول مرة في عام 2021

شهب ستظهر لأول مرة في عام 2021
شهب ستظهر لأول مرة في عام 2021

تشير أحدث القياسات على قرب تساقط زخة شهب جديدة فوق مناطق أقصى جنوب الكرة الأرضية لفترة وجيزة في وقت لاحق  هذا العام 2021.

ستظهر زخة شهب " فينلي-ايد "، والتي يتوقع أن تستمر حوالي 10 أيام هذا الخريف، فوق خطوط العرض الجنوبية ضمن مساحة صغيرة من اليابسة، هذا لا يجعل الأمر مجرد زخة شهب مثيرة للاهتمام فقط، بل سيكون من الصعب جدًا رصد هذه الشهب.

اقرأ أيضاً: كويكب حلق قرب الأرض

يعتقد أن زخة الشهب سوف تتدفق من أمام كوكبة المجمرة إحدى الكوكبات النجمية في النصف الجنوبي للكرة الأرضية، ولكن النقطة التي تظهر منها الشهب  غير واضحه لأنه حدث جديد تمامًا، وتشير التوقعات أن شهب 'فينلي-ايد'  قد تبدأ في نهاية سبتمبر تقريبًا وتبلغ ذروتها في 7 أكتوبر 2021.

ويعد سبب حدوث زخة شهابية جديدة، متعلق بحركة الأرض حول الشمس، فكوكبنا يمر أحيانًا خلال غيوم غبارية خلفتها المذنبات والكويكبات، وتتفاعل تلك الجسيمات مع الغلاف الجوي للأرض وتنتج "الشهب" ، وعادةً ما تبقى هذه الغيوم في نفس المكان تقريبًا ، مما يسمح للأرض بالمرور عبر كل غيمة غبارية مرة واحدة في السنة، وهذا هو السبب في أن زخات الشهب الكبرى، مثل البرشاويات و التوأميات هي أحداث سنوية.

يحتمل أن تكون زخة شهب 'فينلي - ايد' حدثًا لمرة واحدة ، وإذا تكررت عدة مرات ، فلن تحدث سنويًا. لقد حصلت زخة الشهب الجديدة على اسمها من المذنب 15P / Finlay الذي يبلغ عرضه 2 كيلومتر، ويعتقد أن هناك تجمع غباري غير مرصود من المذنب "فينلي" والذي ربما يتساقط على الأرض بعد سنوات من الآن ، لكن علماء الفلك لا يزالون غير متأكدين عن كيفية ظهوره في ذلك الوقت، هذا إن كانت ستظهر في الأساس.

ووفقا لجمعية الفلكية بجدة، ان ظهور زخة الشهب تتساقط لمرة واحدة ممكن، لأن مدار تيار الغبار يتغير شكله وحجمه بمرور الوقت نظرًا لأن المادة بعد أن تقذف من مذنب ، فإن مسارها عبر النظام الشمسي هو نفسه مدار المذنب، ولكن يحدث مع بدء تباطؤ جسيمات الحطام الغباري أن يتقلص شكل مدار ذلك الحطام ، ويتحول من مدار بيضاوي الشكل إلى مسار أكثر دائرية، وهذه هي الظاهرة التي تتسبب في تساقط الشهب حيث لم تكن موجودة من قبل .

تؤثر القوى في النظام الشمسي على رحلة غبار المذنب، حيث تتباطأ الحبيبات الصغيرة للمذنب "فينلي" بفعل الرياح الشمسية وتتأثر مساراتها باضطرابات الجاذبية التي يسببها كوكب المشتري والشمس، إن صغر حجم الحبيبات يجعلها عرضة بشكل اكبر لتلك التأثيرات، مما يتسبب في انجراف الجسيمات الصغيرة من حطام المذنب "فينلي" إلى مسار مدار الأرض حولها الشمس.

يستخدم الباحثون المعلومات التي لديهم لإجراء تنبؤات حول كيفية تفاعل سحابة الغبار مع الأرض، و أحد الأهداف الكبيرة هو تحديد كيف يمكن لهذه النماذج أن تتوقع زخات الشهب المستقبلية، اما فيما يتعلق برصد هذه الشهب فلا يتوقع رؤية الكثير من الشهب في وقت واحد، وسيكون من الصعب رصدها لأن الشهب ستكون بطيئة للغاية.

إن سرعة الشهب مهمة، فعندما نرى "شهابًا" ، فنحن لا ننظر الى الجسيم الفعلي، ولكن إما الضوء الذي يتم إنتاجه عندما يتفاعل مع الغلاف الجوي ، أو التأين الذي ينتجه عندما بتفاعل مع الغلاف الجوي.

 تكتشف الأرصاد الرادارية تأين الشهب (عندما تكتسب ذراته إلكترونات أو تفقدها) ، ويمكن رؤية ضوءها بالكاميرات البصرية أو بالعين المجردة، إلا أن سرعة الدخول البطيئة لشهب 'فينلي - ايد'  التي يعتقد بانها   11 كيلومتر بالثانية، تجعل من الصعب حدوث أي من الظاهرتين.

لرؤية شهب 'فينلي - ايد' ، سيحتاج الراصد لجهاز قادر على اكتشاف هذه الجسيمات البطيئة وذات حجم حبيبات الرمل عند دخولها الغلاف الجوي للأرض، ويجب أن يكون في أقصى الجنوب، حيث يمكن أن ترصد بعض الشهب في جنوب إفريقيا أو نيوزيلندا.

اما عند خط العرض 54 درجة جنوبًا تقريبًا ، يعتبر (رادار أجايل للشهب) في جنوب الأرجنتين، في المحطة الفلكية ريو غراندي، في تييرا ديل فويغو هو الأفضل موقعًا لمشاهدة الشهب، ويشكل أرخبيل جزر تييرا ديل فويغو الواقع على طرف مخروط أمريكا الجنوبية معظم مساحة اليابسة الموجودة على خط العرض هذا.