كتبت :ياسمين عبدالحميد
فى ليلة العيد، وبينما يستعد كافة أفراد الأسرة للاحتفال بأول أيام العيد من خلال تجهيز الملابس الجديدة، والذهاب للكوافير أو الحلاق، تدخل "ست البيت" فى معركة "تنظيف الشقة" استعداداً لاستقبال العيد.
لا أحد يعرف سر ذلك الارتباط بين "ترويق الشقة" وحلول أيام العيد، لكنها أصبحت عادة لدى أغلب السيدات، اللواتى أصبح لكل منهن مراسمها وطقوسها الخاصة جداً فى تنظيف المنزل قبل العيد، وكأنه واجب وطنى يجب أن يؤدى.
أحلام على، ربة منزل، قالت إنه رغم بهجة العيد وسعادتنا به، فإننا كنساء نُعانى فيه وبشدة، بسبب "التنضيف"، مُشيرة إلى أن تلك المعركة ربما تبدأ قبل يوم الوقفة بفترة، وتحديدًا فى الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر رمضان، وتبدأ أول خطوة فيها بخلع الستائر، وغسلها ثم إعادة تعليقها مجددًا، ورفع المشايات الخفيفة وإرسالها للدراى كلين لتنظيفها، ورفع المفارش وغسلها وكيها جيدًا، وتجميع كل الغسيل من المنزل والبدء بتشغيل الغسالة للدورات تباعًا، ثم تنظيف غرف النوم والبلكونات والشبابيك، وتهوية البطاطين والسجاد، ومسح الشقة بالكامل وخصوصًا أسفل السراير والدواليب، وتنفيض المراتب واستعدالها وفرش الملايات الجديدة، وتنظيف الحمامات، والمطبخ، ومدخل الشقة.
المستشارة الأسرية، أميرة طارق، ترى أن مراسم الاستعداد للعيد عند المصريات أصبحت تتلخص فى معركة نظافة البيت، فمنهن من تبدأ قبل العيد بأسبوع كامل وهى تواصل غسل حوائط المنزل، والسجاجيد، ومسح البيت وتطهيره وتعطيره، بل ويتحول الموضوع لدى البعض إلى ماراثون أو سباق على طريقة تنظيف أى شقة أفضل من الأخرى، ويُستهلك الوقت فى التنظيف حتى تُستهلك المرأة وتفقد طاقتها ولا تحتفل أو تستمتع بالعيد، مُشيرة إلى أن أغلب الأزواج لا يُساعدون أبدًا فى الأعمال الخاصة بالتنظيف استعدادًا للعيد، مُشددة على أن مُشاركة الزوجات فى أعمال التنظيف فى المنزل هى واجب ولا تنقص من قدر الرجل ولا رجولته فكان رسولنا الكريم لا يخجل من مساعدة أهل بيته، فقد سُئلت عائشة ما كان النبى صلى الله عليه وسلم يصنع فى بيته؟، فقالت: "كان فى مهنة أهله"، فالمشاركة هى أساس الحياة الزوجية، وتُشعر الزوجة بالسعادة بأنها تعتمد على زوجها الحبيب وأنها مهمة عنده لدرجة أنه يشاركها ما يسعدها هى وأولادها.
وتقدم قدرية الناجى، ربة منزل، مجموعة من النصائح للسيدات لتسهيل عملية تنظيف الشقة قبل العيد، وخصوصًا لمن هن فى مُقتبل حياتهن الأسرية، فتقول عليكى أولًا بتقسيم المعركة إلى مراحل على عدة أيام، وكل يوم نظفى جزءًا، وتستطيعين البدء بالمطبخ فهو عروس المنزل، ثم بعد ذلك نظفى غرفة النوم وضعى مفرشًا جديدًا وعطريها فهذه اللمسات البسيطة ستُشعرك بالعيد وبهجته دون مُبالغة فى مشقة التنظيف، ثم أغلقى غرفة النوم ونفذى نفس الأمر فى جميع الغرف الأخرى، ولتستمعى أكثر بالعيد وإجازته، احرصى قبل حلوله على تجهيز ثلاجتك ببعض العصائر استعدادًا لاستقبال أى ضيوف، وجهزى الفراخ أو لحوم مُتبلة جاهزة لإعداد الوجبات سريعًا حتى لا تستهلكي وقتك ومجهودك خلال العيد داخل المطبخ.
