بقلم واعظة

الصوم الذى يريده الله

حنان حامد عبد السلام
حنان حامد عبد السلام

ذكر الله -عزوجل - فى وصف هذا الشهر المبارك، أيامًا معدودات، وهو والله كذلك.
بالأمس القريب كنا نبشر بقدوم هذا الشهر، ونسأل الله أن يبلغنا إياه، واليوم نسأله تعالى أن يختم لنا فيه بالرضوان حقًا ما أسرع انقضاء أيام رمضان !
قد مر من هذا الشهر المبارك عشره الأوائل ثم عشره الأواسط،ولم يبق منه إلا بعض ساعات الثلث الأخير.
وقد ذكر لنا نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- أنه فى كل ليلة من ليالى هذا الشهر لله عتقاء من النار، فمن فاتته فرصة العتق فيما مضى من ليالي، فليستثمر ما تبقى من هذه ساعات الليالى المباركة، نسأل الله-عزوجل-أن يبلغنا إياها، فإن أفضل ما فى هذا الشهر، وإن بلوغ العشر الأواخر من رمضان والله لنعمة، واسألوا أهل القبور عن ذلك، فلو أجابونا لقالوا والله كم كنا نتمنى أن ينسأ الله فى أعمارنا فنبلغ عشر أيام وعشر ليالى هى أفضل ليالى العام كله.
فماذا أنت صانع ؟ وماذا أنت فاعل فيما تبقى من ساعات العشر التى فيها ليلة هى خير من ألف شهر؟
أودعها الله تعالى فى العشر ليبتلينا، ويختبرنا لينظر أينا أحسن عملا. تقول السيدة عائشة -رضى الله عنها- كان رسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رمَضَانَ، أَحْيا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَه، وجَدَّ وَشَدَّ المِئزرَ. متفقٌ عَلَيهِ
وما كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم -يقضيها فى بيته، أما العشرين الأُوَل فكان يصلى وينام فى بيته، يخلط بين النوم والعبادة، أما فى العشر الأواخر فكان يترك الدنيا خلف ظهره ويترك بيته ونساءه، ويعتكف فى المسجد يناجى رب العالمين ويخلو بالمناجاة مع ربه، فحريٌ بنا أن نستثمر الساعات المتبقية من الشهر، ومن ضيع العشرين الأُوَل فليقل لنفسه القادم من رمضان هو أفضل من الماضي؛ حيث فيه ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر كما قال ربنا -جل وعلا- :لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ثلاث وثمانون عامًا، صيامٌ وقيامٌ وطاعاتٌ يعطيك الله إياها بقيام اثنتى عشرة ساعة، فالمحروم حقًا هو الذى تمر عليه ليلة القدر وهو مشغول بأمور الدنيا، يقول عنها النبي عليه الصلاة والسلام: «مَنْ حُرِمَ خيرَها فقدْ حرِمَ»، فهو ظالم لنفسه ضيع فرصة عظيمة، لا يدرى ما قدرها، وكأنه مستغٍن عنها.
نسأل الله عز وجل أن يبلغنا إياها.