عمال «الإنتاج الحربي».. أبطال على خط النار في رمضان | صور

جانب من المصنع
جانب من المصنع

ساعات معدودة ويفارقنا الشهر الكريم والذي تحمّل خلاله المصريون الكثير هذا العام في ظل الموجات الحارة التي شهدتها البلاد وطول ساعات الصيام وبالطبع ظروف جائحة كورونا، ولكن هذه المشقة التي قد يكون بعضنا شعر بها خلال هذا الشهر الفضيل لا تقارن بأي حال من الأحوال بما يواجهه أصحاب المهن الشاقة والذين يلتزمون بالصيام رغم ذلك إيماناً منهم بأن العمل عبادة، ومن هؤلاء عمال "الإنتاج الحربي".

هذا الصرح العملاق الذي يمثل قيمة كبيرة لتلبية احتياجات القوات المسلحة المصرية، وإلى جانب الإنتاج العسكري لطالما اشتهرت شركات الإنتاج الحربي بتصنيع منتجات مدنية تتميز بالجودة والكفاءة والسعر المنافس ولا يخلو منزل مصري من المنتجات المدنية للمصانع الحربية الخاصة بقطاع الأسرة مثل السخانات والبوتجازات، وبخلاف منتجات الأسرة تقوم شركات الإنتاج الحربي بتصنيع منتجات أخرى تستخدم في العديد من المجالات التي تجعلها ملائمة لتلبية مختلف احتياجات المشروعات القومية بالدولة، وأحياناً يتطلب تصنيع هذه المنتجات قيام عمال "الإنتاج الحربي" بالعمل وسط درجات حرارة عالية وظروف تتطلب أن يتحلى العاملين بها بدرجة كبيرة من التفاني وقدرات عالية على تحمل لهيب النار إلى جانب المهارات الفنية.

الحياة داخل بعض خطوط الإنتاج والمصانع بشركات الإنتاج الحربي لها شكل آخر، حيث لا يعرف من يعمل فيها سوى النار والحديد .. عاملون وعاملات صامدون لا يكلون ولا يملون .. يواجهون بإخلاص درجات الحرارة العالية .. هدفهم الوحيد إنجاز مهامهم على أكمل وجه والخروج بمنتجات حيوية (مثل المسبوكات وألواح الدرفلة والمشغولات المجلفنة ومسامير الفلنكات) والتي تدخل في مختلف مشروعات الدولة.

"إحنا طمعانين في رضا ربنا علشان كده بنراعي ضميرنا في الشغل في رمضان وفي غير رمضان خاصةً إننا بنشتغل في صرح مهم زي الإنتاج الحربي .. وملتزمين بالصيام في الشهر الفضيل الحمد لله رغم التعب لأننا مؤمنين إن أجرنا فيه أجرين إن شاء الله .. وربنا يتقبل من الجميع".. هذه هي الكلمات التي ترددت على مسامعنا خلال الجولة التي قمنا بها في عدد من شركات الإنتاج الحربي للتعرف على الكيفية التي يقضي بها عمال هذه الشركات أيام عملهم خلال نهار رمضان أمام المسابك والأفران.

المسبك الآلي الحديث

مصنع 9 الحربي

تضم شركة حلوان للمسبوكات (مصنع 9 الحربي) عدة مسابك مجهزة بأحداث المعدات التكنولوجية القادرة على تلبية الاحتياجات العسكرية والمدنية من المسبوكات الهندسية الدقيقة والخفيفة والمتوسطة والثقيلة عالية التقنية من الزهر الرمادي والمرن والصلب مهما بلغت درجة تعقيدها وتحاليلها الكيميائية والمواصفات الفنية الخاصة بها.

وتم بنجاح خلال الفترة الماضية إنشاء مسبك حديث بالشركة (مصنع 9 الحربي) لتلبية إحتياجات القوات المسلحة من المسبوكات الهندسية اللازمة لصناعة المعدات وقطع الغيار، وإستغلال فائض الطاقة لتلبية مطالب القطاع المدني بالدولة.

مسبك (مصنع 9 الحربي)

ويمتد مسبك قطاع المسبوكات المغذية على مساحة (7500) متر مربع، ويعمل به (200) عامل ومهندس، ويعمل المسبك بطاقة إنتاج تصل إلى (20) ألف طن سنوياً والتي تدخل في الصناعات المغذية مثل (الطنابير بأحجامها المختلفة، صرر العجل، فرن الشكمان، المسبوكات الأخرى المغذية لصناعة السيارات، أغطية وبراويز الصرف الصحي وبالوعات صرف مياه الأمطار بأحدث طرازاتها، جسم الكباس لمواتير الثلاجات، قطع غيار شدادات الكهرباء، لقم الفرامل الخاصة بهيئة السكة الحديد) والتي يتم تصنيعها بأحدث الوسائل التكنولوجية وبأعلى معايير الجودة العالمية لما تتميز به الشركة من خطوط إنتاج تضاهي خطوط الإنتاج العالمية وعمالة مدربة على أعلى مستوى.

وتسعى الشركة بشكل دائم من خلال نخبة من المهندسين ذوي الخبرة والعمالة الفنية الماهرة إلى تقديم منتجات تلبي احتياجات عملائها وذلك بجودة عالية وبأسعار منافسة، كما تحرص على تطوير منتجاتها بإستخدام أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا صناعة المسبوكات حول العالم، وذلك لدعم وتعزيز الاقتصاد القومي وتحقيق قيمة مضافة من خلال صناعتها المحلية المتطورة، وفي إطار تشكيل القوالب بالمسبك يتحمل العاملون في "مصطبة أفران صهر المعدن" درجات الحرارة العالية التي تصل إلى ( 1500الى 1550) °م ، حيث تشتمل هذه المصطبة على عدد (2) فرن بنظام الحث النصف آلي لشحن الخردة – تبلغ درجات الحرارة فيهما ( 1500) °م - وكذا محطة لإرسال العينات للتحليل الكيميائي بالمعامل، ويتم في هذه المصطبة صب المعدن آلياً في القوالب بواسطة فرن الصلب، ويتم مراقبة العملية الإنتاجية بالمسبك بتطبيق وتفعيل نظام كامل لمراقبة الجودة، ولتحقيق التوافق البيئي تتواجد بالمسبك أنظمة لشفط وتجميع الأتربة، وأنظمة أخرى لتجميع وطرد الأدخنة الصادرة من الأفران.

يقول المهندس أشرف الشواتفي رئيس قطاع لوازم المحركات بشركة حلوان للمسبوكات أن الجميع يشعر بالفخر للعمل في مثل هذا الصرح الحيوي، فالعامل يلمس بنفسه التطوير المستمر الذي يتم بالشركة فمثلاً على سبيل المثال يعد خط التشكيل والصب هنا هو الأحدث عالمياً، وكل فرد بالشركة يعي جيداً قيمة وأهمية ما يشارك في إنتاجه، مضيفاً أن "العمل أمام النار رغم صعوبته ولكن مع الوقت يتم التأقلم معه، وكل مهندس وفني بالشركة يعلم أنه يساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية بالدولة من خلال مساهمته في الحد من استيراد المسبوكات الهندسية التي تدخل في العديد من المشروعات القومية الهامة، لذلك نساعد بعضنا البعض دوماً لتحقيق أهداف الشركة وحتى في رمضان نقوم ببذل أقصى مجهود لدينا".

الدرفلة على الساخن مصنع 100الحربي

تمتلك شركة أبو زعبل للصناعات الهندسية (مصنع 100 الحربي) العديد من الإمكانيات التكنولوجية من بينها القيام بأعمال المعالجة الحرارية والسطحية لتحسين الخواص الميكانيكية ومقاومة التآكل للمشغولات المعدنية بأبعاد وأحجام كبيرة، بالإضافة إلى درفلة الصلب السبائكي على الساخن والبارد، حيث تم عام 2005 افتتاح خطين لإنتاج الصلب المدرفل على الساخن والبارد بالشركة (مصنع 100 الحربي)، وبالنسبة إلى خط الدرفلة على الساخن فتتم الدرفلة من كتل سُمك حتى 35 سم إلى ألواح مدرفلة على الساخن بسُمك حتى 6 مم وعرض 3 متر، حيث يتم إدخال كتل الصلب ذات التخانة العالية التي تصل إلى 35 سم إلى الأفران التي تصل درجة الحرارة بداخلها إلى (1250)°م ويتم رش الماء عليها بضغط 220 بار بعد خروجها من الأفران لتنظيف القشور والأكاسيد، ثم تمر بعدة مراحل وتدخل الفرن أكثر من مرة حتى تصل إلى التخانات المطلوبة ولا تُطرح بالأسواق إلا بعد التأكد من اجتيازها متطلبات الاختبار والفحص طبقا لمتطلبات الجودة، وهو ما تتميز به الشركة عن غيرها من الشركات، وتبلغ الطاقة الإنتاجية لخط الدرفلة على الساخن (28) ألف طن/السنة، وتدخل هذه الألواح المدرفلة في العديد من الصناعات الهندسية والأعمال الإنشائية طبقاً لنوعيات الصلب (بناء السفن، مواسير نقل الغاز، الهياكل والإنشاءات المعدنية)، وكافة الماكينات في الخط متطورة ويتم التحكم فى كافة مراحل الإنتاج أتوماتيكياً.

والجميع بالشركة يقوم بعمله على أكمل وجه وكل شخص له دور مكمل للآخر، ويتم الاستعانة بمنتجات الشركـة في العديد من المشروعات القومية وهو ما يمثل حافز للعمال لتقديم المزيد من الجهد، ومن أبرز هذه المشروعات المشاركة في خطة الدولة للتنمية الشاملة والمستدامة والتي تشارك الشركة في تنفيذها: (محور المحمودية –حقل ظهر 1– معامل تكرير البترول بأسيوط لصالح شركة بتروجيت- مشروع مستودعات الوقود الإستراتيجية لصالح وزارة البترول) وذلك من خلال تدبير المستلزمات والخامات من الألواح المدرفلة على الساخن المطابقة للمواصفات القياسية والعالمية.

وساهمت الشركة أيضاً في تنفيذ الخطة القومية لتطوير الكباري والطرق وذلك من خلال تدبير المستلزمات والخامات من الألواح المدرفلة على الساخن في إنشاء (كوبري العبور – كوبري البدرشين – كوبري المشير – كوبري القطامية – القطاع السابع للنوبارية – كوبري التوفيقية)، كما تشارك في تنفيذ مشروعات لصالح هيئة قناة السويس من خلال تدبير المستلزمات والخامات من الألواح المدرفلة على الساخن المطابقة للمواصفات القياسية والعالمية والمستخدمة في إنشاء كباري معديات حمولة 70 طنا.

وعلى الرغم من درجة الحرارة العالية في الأفران بخط الدرفلة على الساخن يشعر العمال بالرضا عن العمل الموكل إليهم نظراً لعلمهم بمدى أهميته ودوره في خدمة العديد من المشروعات القومية ومشروعات التنمية بالدولة، وهو ما يظهر في حديث "عبد الله زيدان" فني صيانة وتشغيل أفران بالشركة والذي قال: "أنا أعمل هنا منذ 16عاما على فرن التسخين حيث يتم إدخال كتل الحديد وتفريغها بطريقة مميكنة فأنا أقوم بإدخال السمك والأبعاد على الآلة ويتم تشغيلها أتوماتيكياً بدون أي لمس لأن درجة الحرارة تصل إلى 1250 درجة ويخرج الحديد بواسطة الأوناش إلى المراحل اللاحقة، وفي الحقيقة العمل في المصنع أصبح حياتي وهنا يسري مبدأ الثواب والعقاب علي المهندس والعامل لا فرق بيننا في العمل لأننا عبارة عن مجموعة تروس متلاحمة، وكل شخص له دور مكمل للآخر، والعمل في مصانع الإنتاج الحربي له مميزات كثيرة مادية ومعنوية تحفز العمال على العمل في مناخ مليء بالسعادة خصوصاً عندما نسمع أن الألواح واللفائف من إنتاج المصنع قد دخلت فى تنفيذ مشروع قومي مثل الكباري والمصانع الكبرى".

الجلفنة على الساخن مصنع 999 الحربي

وفي شركة حلوان للآلات والمعدات (مصنع 999 الحربي) يوجد مصنع للجلفنة والذي تأسس عام 1999 بهدف جلفنة المعادن على الساخن بالزنك المنصهر على درجة حرارة تتراوح بين (445 – 450) درجة مئوية، وذلك لحماية المشغولات الحديدية من التآكل والظروف المناخية، حيث تستخدم فى العديد من المشغولات مثل (أبراج الضغط العالى، أبراج الجهد المتوسط والمنخفض، أعمدة الإنارة، الأنابيب ذات الأقطار والاستخدامات المتنوعة، المشغولات الصغيرة، الرى المحوري)، ويعمل بالمصنع حوالي (126) مهندس وفني وعامل، وينقسم المصنع إلى قطاعات منها التحميل الخارجى والداخلى والأحواض والبوتقة وقطاع التفريغ للمشغولات بعد جلفنتها وقطاع التشطيب وقطاع الفحص والتسليم.

ومؤخراً تم تحديث وإعادة تأهيل المصنع بخبرة إيطالية لتحقيق المعادلة الصعبة لضمان جودة المنتج وفي نفس الوقت تحقيق رضا العملاء مع مراعاة مبادئ السلامة والصحة المهنية والبيئية، وقد تم إجراء التشغيل التجربيى للمصنع عام 2018 ليعمل في جلفنة مشغولات يصل وزنها إلى (4.5) طن بأطوال حتى (15) متر على مرحلة واحدة وأطوال حتى (22) متر على مرحلتين، وفي فبراير 2020 شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية افتتاح المصنع عبر الفيديو كونفرانس، وذلك ليعمل بطاقة إنتاجية تبلغ (15-20) ألف طن سنوياً، ويشارك المصنع باقي قطاعات الشركة في تنفيذ مشروعات لصالح الجهات المعنية بالدولة في مجالات (الكهرباء، الطاقة، الاتصالات، البنية التحتية، وغيرها).

ويعد المصنع من أكبر مصانع الجلفنة على الساخن في منطقة الشرق الأوسط من حيث حجم وأبعاد البوتقة والأحواض المستخدمة في تنفيذه.

ويضم مصنع الجلفنة معملا كميائيا مصمما على أحدث المستويات العلمية والتكنولوجية ويتواجد به خبراء مؤهلين للتأكد من مطابقة المواد الموجودة بالأحواض وجودة المنتج طبقاً للمواصفات العالمية، ويوجد بالمصنع ثلاثة وحدات للتوافق مع البيئة من المعالجة من الملوثات السائلة وغير السائلة، ووحدة معالجة الملوثات الغازية الناتجة من مراحل الجلفنة والأبخرة المصاحبة، ومعالجة الغازات الناتجة عن غمر المشغولات فى الزنك المنصهر.

وتشمل مراحل عملية الجلفنة مرحلة التحميل الخارجى، والداخلي، وفحص المنتج، ومرحلة تنظيف المنتج من الزيوت والشحوم والصدأ بإنزاله فى حوض مزيل لهذه المخلفات، ثم مرحلة شطف المنتج وإنزاله فى حوض ملح الفلكس لتثبيت عملية الجلفنة على المنتج، ثم مرحلة التجفيف بإنزاله فى مجفف الهواء الساخن، ومرحلة الجلفنة بغمر المنتج فى بوتقة الزنك، ثم مرحلة التبريد والتلميع، وأخيراً مرحلة التفريغ والتشطيب من أي بروز قد تكون حدثت أثناء عملية الجلفنة.

ويتم تدريب العاملين بالمصنع بشكل دائم، وتم إرسال بعض المهندسين والفنيين للتدريب فى إيطاليا، وقد قاموا بإجراء ورش عمل لنقل الخبرات والمهارات إلى زملائهم بعد عودتهم، واللافت في الأمر أن العديد من هؤلاء المتدربين كانوا من الشباب، بل وبعضهم يتولى القيادة في قطاعات المصنع المختلفة سواء كمديري إنتاج أو إشراف أو غيرها، ولاحظنا أنه لا يوجد فرق أيضاً بين الشباب وذوي الخبرات الأكبر سناً من العاملين والمهندسين في تحمل مشقة العمل في رمضان، فالجميع كان حاضراً ومنهمكاً فيما يقوم به من عمل ويساعدون بعضهم البعض لإتمام أعمالهم على أكمل وجه.

مهمات الرباط مصنع (45 الحربي)

تضم شركة المعصرة للصناعات الهندسية (مصنع 45 الحربي) مصنع إنتاج "مهمات الرباط" والذي يتم بداخله إنتاج المسامير والصواميل الخاصة بالسكك الحديدية، وقد تم إنشاؤه في عام 1967 كأول مصنع في الشرق الأوسط لصناعة المسامير، ومر المصنع بمراحل تحديث وتطوير حتى وصل إلى إنتاج المسمار فوسلو Vossloh SKL14 وكذا المسمار HS32 بعد اجتيازه اختبارات المواصفات العالمية، وتتم عملية الإنتاج بدخول المنتج الخام والتأكد من مطابقته للمواصفات القياسية ثم مرحلة التشكيل المبدئي من خلال وضع المادة الخام في فرن تصل درجة حرارته من (950-1200) درجة مئوية بأقطار مختلفة تبدأ من 18 مم وحتى 35 مم ثم تبدأ مرحلة أخرى وهي شطف وقص الزوائد من مقدمة المسمار.

اللافت في هذا المصنع هو الحماس الشديد الذي يعمل به العامل الكبير قبل الصغير، فعلى سبيل المثال ستجد "حسن جمعة" و"عادل عبد الحميد" عاملا الفرن اللذين يعملان هناك منذ أكثر من 32 عاماً واللذين اعتادا على العمل أمام الفرن تحت تأثير الحرارة المرتفعة حتى أصبح بينهما وبين الفرن ما يمكن أن نطلق عليه "صداقة" أو "عِشرة عُمر"، ونظراً لأنه يتم الاستعانة بما يخرج من صنع أيديهما في مشروعات قومية هامة فذلك يبعث فيهما وفي كل العاملين حب العمل والحرص على زيادة الإنتاج والإتقان في جودة المنتج.

يقول "فرج سيد" العامل بالمصنع وقطرات العرق تتصبب على جبينه: "أنا طمعان فى الحصول على الثواب كاملاً فالأجر على قدر المشقة زي ما بيقولوا .. أوقات بلاقي حد يقولي ما تستخدم الرخصة وإفطر انت عملك فيه مشقة بس بصراحة مبقدرش .. إحنا خلاص إتعودنا على كده وحابين شغلنا وبنراعي أكل عيشنا سواء في رمضان أو غير رمضان".

ولا يقتصر العمل أمام النار على الرجال فقط في مصنع إنتاج مهمات الرباط، حيث توجد سيدات مخلصات أصبحن لا يعبأن بمشقة العمل فيه بقدر اهتمامهن بكفاءة العمل وإتقانه، فمثلاً تبلغ "هناء سعد" صانع ممتاز فرز مشغولات بقطاع الجودة والتي تعمل على مهمات الربط بالشركة (مصنع 45 الحربي) من العمر حوالي (55) عاماً إلا أنها تعمل بحماس الشباب، برغم مشقة عملها الذي يتطلب التعامل مع آلات الصلب المنصهر ليتشكل المنتج النهائى ووسط درجات حرارة عالية جداً.. "هناء" فخورة بأنها امرأة تعمل داخل مصنع حربي وفى قطاع لا يدخله إلا الرجال الأشداء ممن يتحملون التعامل مع درجات الحرارة العالية علاوةً على خطر التعامل مع الصلب المسلح.

وتقول "نادية عبد العظيم" عاملة بالمصنع: "الشغل في رمضان مش سهل، خصوصاً مع الصيام وشغل البيت ده غير إننا كمان لازم نلتزم بالكمامات في حالة وجود أكتر من حد في نفس مكان العمل، لكن أنا مينفعش أسمح إن ده يأثر على شغلي، إحنا هدفنا يخرج من المصنع منتج فائق الجودة لإننا عندنا رقابة على العمليات التصنيعية لمنتجاتنا، فبالتالي لازم كل مجهودي وتركيزي أسخّرهم لتحقيق ده في كل شهور السنة مش رمضان بس، وضميري هو اللي بيمنعني من أي تقصير في العبادات أو في واجباتي المهنية، والصيام بركة وربنا بيقدّرنا، وخلاص هانت كلها أيام ونودعه ربنا يبلغنا إياه السنة الجاية على خير وكل سنة وأنتم طيبين".

اقرأ أيضا حملة مكبرة لمصادرة «الشيشة» من المقاهي في المعصرة