كتب : محمد كمال
امبدع الرباعيات - شاعر الثورة - تاعاشق الربيع - اصاحب الليلة الكبيرة .. كلها ألقاب ارتبطت والتصقت بصلاح جاهين الذي يعد من أهم وأفضل الشعراء والكتاب على مستوى تاريخ مصر، تفتحت عيون جيل الخمسينيات على قصائده وحلمه الثوري، وعاش معه جيل الستينيات مرارة الهزيمة ثم انطلق معه جيل السبعينيات للغناء والاحتفاء بالنصر وفي الثمانينيات عشنا مع السعادة والبهجة بأعياد الربيع على كلماته على غرار الأغاني الأشهر للربيع االدنيا ربيعب التي غنتها سعاد حسني وبأيديا فى جيوبيب لمحمد منير، ومازلت أغاني جاهين التى ألفها وقصائده التي نشرت فى مجلة صباح الخير وجريدة روزاليوسف باقية توتنتقل من جيل إلى جيل ليثبت صحة مقولة أن الفن سيظل مخلدا إلى الأبد حتى وان غاب مبدعه،تصلاح جاهين صاحب أشهر قصيدة صيغت عن مصر والتي حملت اسم اعلى اسم مصرب كان فنانا شاملا فقد كان شاعرا بالعامية والفصحى ورساما للكاركتير وكاتب سيناريو و مؤلف أغانى ومنتجا لبعض افلامه وأغانيه ومن النادر ان نجد كل هذه المواهب تتجمع فى شخص واحد تالا إذا كان صلاح جاهين.
شاعر الثورة والربيع من مواليد 25 ديسمبر 1930 في حي شبرا ولم يكمل محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمى الإسم الحقيقى لصلاح جاهين دراسته للفنون بعد ان أتم دراسته فى كلية الحقوق التى تخرج منها وعمل بعدها رساما فى مجلة صباح الخير بداية من عام 1956 و حققت رسوماته وقتها انتشارا كبيرا لما تحمله من نقد للوضع وقتها وانطلق بعدها فى العديد من الصحف التى كان أخرها جريدة الأهرام معتمدا على موهبته الفطرية، وأصبحت أعماله الشعرية تسير بالتوازى مع الكاركتير فقد جاءت شهرته من خلال الأغانى التى قدمها لثورة يوليو التى كان من أشد مؤيديها مثل وشكل مع العندليب الأسمر ثنائى فى تلك الفترة و قدما معا مجموعة من الأغانيات التى تخلد الثورة مثل اصورةب و ااحنا الشعبب و ابالأحضانب و ابستان الاشتراكية و اناصر يا حرية.
جاءت هزيمة يونيو 67 كالصاعقة التى دخل بعدها جاهين فى حالة من الاكتئاب بعد الهزيمة المريرة لإحساسه بأنه خدع الشعب بالأغاني الحماسية التي قدمها منذ ثورة يوليو والتي كانت نتيجتها هزيمة مدوية، لكن نجح جاهين فى العودة سريعا و قدم مجموعة من الأغانى التى تحث على العودة للحرب لرفع الروح المعنوية لإدراكه الكامل بقيمة الفن كسلاح مهم لبداية العودة والاستعداد لمعركة الانتصار و أشهر الأغنيات التي قدمها في تلك الفترة مع العندليب أيضا تكانت اراجعين بقوة السلاحب لأم كلثوم و اأهلا بالمعاركب.
قدم جاهين للسينما العديد من الأفلام التى قام بتأليفها أو شارك بكتابة الاغانى الخاصة بها و كانت البداية مع فيلم اخللى بالك من زوزوب الذى قام بتأليفه وكتابة الأغانى الخاصة به عام 1972 و أخرجه حسن الإمام و يعتبر هذا الفيلم من أكثر الأفلام التى حققت نجاحا تجاريا و جماهيريا فى تلك الفترة حيث مكث فى دور العرض 48 إسبوع وكان من بطولة سعاد حسنى بطلة معظم افلامه و حسين فهمى و تحية كاريوكا وسمير غانم، تو فى عام 1974 قدم فيلم اأميرة حبى أناب الذى كان مع نفس فريق عمل فيلمه الأول المخرج حسن الإمام و سعاد حسنى وحسين فهمى، و فى عام 1976 قدم فيلم اعودة الإبن الضالب مع المخرج يوسف شاهين، ثم قدم فيلمين متتالين مع المخرج على بدرخان الاول عام 1977 اشيلنى و أشيلكب وبعدها بعام قدما فيلم اشفيقة و متولىب، تو فى عام 1979 قدم فيلم االمتوحشةب مع سمير سيف كان هذا اخر أفلامه لكن فى عام 1992 قدم له فيلم ارغبة متوحشةب للمخرج خيرى بشارة وكتب له السيناريو والحوار الراحل وحيد حامد .
أما أشهر الأفلام التى شارك فيها بكتابة الأغانى كانت االيوم السادس ليوسف شاهين وبغرام فى الكرنك لعلى رضا و االمخطوفة لأشرف فهمى ، كما ظهر جاهين ممثلا فى عدد من الأفلام مثل اللص والكلاب، االمماليك، اوداعا بونابرت، امن غير ميعاد وبلا وقت للحبب.
اما على مستوى التليفزيون فقد قدم جاهين مسلسل اهو وهىب عام 1985 المأخوذ عن قصة تحمل نفس الإسم لسناء البيسى الذى يعتبر من أشهر المسلسلات فى تلك الفترة و الذى حقق نجاحا كبيرا وقام ببطولته سعاد حسنى و أحمد زكى وأخرجه يحيى العلمي وكان من أشهر الأعمال التي تنتمي لنوعية المسلسلات ذات الحلقات المنفصلة المتصلة والذي كان عمل درامي استعراضي يعد الأشهر في تاريخ الدرامة المصرية.
ويعتبر الكثيرين أن الرباعيات هي قمة أعماله الإبداعية والتي تجاوزت مبيعات إحدى طبعاتها عن هيئة الكتاب أكثر من 125 ألف نسخة في أيام قليلة، وكما قال الكاتب يحيى حقي عنها الرباعيات هي أفضل القوالب للشاعر الفيلسوف الذي يريد أن يعرض علينا مذهبه، لا في بحث فقهي أو في تتابع منطقي بل في ومضات متألقة. الديوان حينئذ يأخذ شكل العقد الذي تنسلك فيه حبات من حجار كريمة مختلفة المياه ولكنها تنبع جميعا من معين واحد)، وهذه الرباعيات أدى غنائها علي الحجار وقام بتلحينها الموسيقار الراحل سيد مكاوي الذي شارك جاهين في أحد أهم ابدعاتهما الفنية عندما أبدعا في أشهر أوبريت عرائس الماريونت فى تاريخ مصر حتى الان و كان بعنوان االليلة الكبيرةب وأخرجه الراحل صلاح السقا وقام بتلحينه سيد مكاوى الذي يتزامن تاريخ وفاته مع نفس يوم وفاة جاهين، فقد توفي مكاوي في 21 ابريل 1997 أما صلاح جاهين فتاريخ وفاته 21 ابريل أيضا لكن عام 1986.