أمل صبحى
نجم من العيار الثقيل للعام الخامس على التوالى، يحجز لنفسه مقعدا على مائدة دراما رمضان، لتصبح أدواره «علامة مسجلة»، حرصه ودقته فى اختيار أدواره، جعلته يغرد منفردًا في منطقة خاصة يعشقها الجمهور، لذا حققت أدواره أثرًا إيجابيا فى نفوس المشاهدين ، ينافس هذا الموسم بمسلسل «ضل راجل» .. ياسر جلال صاحب بصمات النجاح على الشاشة، كشف عن كواليس تجربته فى مسلسله الرمضانى وطقوسه فى رمضان،وكيف استقبل مفاجأة عودة شريهان، ومدى تأثير دراما الأعمال الوطنية على المشاهد، إلى الحوار.
< فى البداية.. كيف وجدت ردود الأفعال حول «ضل راجل»؟
< الحمد لله على نعمة النجاح قبل أي شيء، ولو أننى لا أحب كلمة منافسة، التى أراها مشاركة ما بين الأعمال وبعضها فى هذا الموسم المختلف، من حيث الموضوعات والقضايا التى تتناولها الدراما،وهناك أعمال مهمة مشاركة في هذا الموسم لنجوم كبار، ومن هنا أنتهز الفرصة لاقدم التحية لكل زملائى ممن لديهم أعمال، وعن نفسى أحب التركيز فى شغلى، وأتمنى الخير لكل زملائى، ويحققون النجاح، لأن الساحة تتسع للجميع، فنحن لدينا قنوات كثيرة، ولابد أن يكون هناك أعمال درامية كثيرة، والجمهور يشاهد كل هذه الأعمال سواء فى رمضان او بعده أو عبر المنصات الرقمية.
أدوار الشر
< أصبحنا نشاهدك فى دور الرجل «الشهم» والمنصف للحق.. فهل هى مصادفة ام تستهويك تجسيد هذه النوعية من الشخصيات؟
< في بداياتى كنت أقدم أدوار الشر، التى أحبها، ولكن المشكلة عندما تحقق جماهيرية مع الناس وشعبية، من هنا الناس تعتبرك قدوة بالنسبة لهم، وبناء عليه «الواحد بيخاف يعمل دور شرير فى أفعاله او دور فيه مواصفات ليست سوية»، فالناس تبدأ تقتدى به وتقلده، ولكن عن نفسى أحب أجسد شخصية مختلفة من أدوار الشر.
< الموسم الخامس على التوالى تتواجدك كبطل فى دراما رمضان.. ماذا يعنى لك ذلك؟
< لا أبحث عن التواجد لمجرد التواجد ولكن أبحث عن النجاح لكى أؤثر فى الناس من خلال تقديم عمل قيم يحترم عقولهم، وأحاول قدر المستطاع انتقاء أدواري بعناية لتكون مناسب لى شكلا وسنا فى كل شيء، وتمس الناس، فلابد أن يري الجمهور أنفسهم فيما أقدمه، وهذا يكون «همى» كل سنة، والحمد لله، أعتبر نفسى من الاشخاص الذين أجلس وأتابع شغلى وأهتم به بدرجة كبيرة جدا لاقصى حد، وهناك من يسأل أين انت من السينما؟ اهتمامى بالدراما التلفزيونية يستحوذ تقريبا على معظم وقتى طوال السنة.
< قاطعته.. أفهم من ذلك أنك ليس لديك وقت؟
< «ده حقيقى بخرج من عمل يا دوب بريح وقت قليل مع أسرتى ثم أبدأ أفكر، ماذا سوف افعل فى القادم؟ ومن منطلق جملة «هعمل ايه « أمر على 60 عملا أو فكرة، ودائم البحث عن شيء مناسبة ولابد أيضا أن أشعر بها وتلمسنى».
< نعود لشخصية «جلال» فى المسلسل.. لاحظنا بها جانب من المصداقية شديد والمثالية.. فما تعليقك؟
< دائما سواء فى مسلسل «الفتوة» أو فى هذا المسلسل، كنت حريصا على أنى أقدم وجه الحارة المصرية الحقيقى ووجه الشعب المصري الحقيقى من خلال «الحارة» البسيطة المصرية التى لم تتغير من زمان هى نفسها لما فيها من حب وعادات جميلة وحسن الجوار، والجدعنة والشهامة فى أهل الحتة يعنى نفس العادات الحلوة والأصيلة التى تربينا عليها فى المنطقة، ومن هنا حرصنا على تقديم نموذج لهذه الحارة، هذه هى مصر الحقيقة والحارة المصرية، وهذه هي الأسرة المصرية.
< أفهم من كلامك أن شخصية جلال وزوجته من قلب المجتمع المصري؟
< نعم، جلال وزوجته وأولادهما «دول ناس شبهنا فى تربيتهم شبهى وشبهك وشبه الأخرين»، كلنا تربينا مثلهم و»أهالينا كانوا كده ولكن إيقاع الحياة السريعة أنسانا شكلنا الحقيقى، مصر شكلها حلو بمجتمعها وحارتها وبساطتها»، ومن هنا ألقينا الضوء على هذا الجانب لأذكى الروح فى نفوس الشعب، والمجتمع بأن هذا وجهنا الحقيقى، هذه الحارة الحقيقة، وهذه الأسرة المصرية الحقيقة، « وشخصية جلال .. هو ده الحنان وهو ده الأب».
< المسلسل أيضا يلقى الضوء على قضية مهمة «العنف ضد المرأة»..؟
< طبعا نسلط الضوء على العنف الذى يستخدم ضد المرأة بشكل عام، وذلك نجده يتضح جيدا من خلال شخصية الدكتورة «ملك» التى تعرضت للعنف على يد زوجها، وعندما كانت تشاهد مشاجرات والدها مع أمها كل هذا نحن ضده وننتقده، وإنما نقدم نموذجا لراجل مصري يضلل على اهل بيته بالحب والحنان والأمان والاحتواء فهذا «مفهوم الرجولة» الذى تربينا عليه.
< إلى أي مدى تفاعلت مع هذه القضية الملحة؟
< المرأة فى المجتمع هى أمى وأختى وزوجتى وابنتى، فإذا لم أحترم المرأة ووجودها فى المجتمع بدورها المؤثر والرئيسى والاساسى، هنا لا أحترم اهلى ولا نفسى، فالمرأة كما نقول هى «نصف المجتمع» والمسئولة الحقيقية عن تخريج كل الأجيال، فلابد من الاهتمام بها وبدورها، واحترام المرأة من احترامنا كرجال لأنفسنا او كمجتمع بشكل عام، وبناء عليه مرفوض تماما فكر العنف ضدها، لأن «لو راجل مارس العنف ضد المرأة فلا يوجد تكافؤ هنا فهى كائن ضعيف ورقيق المشاعر قبل رقة الجسد»، فلابد ان نتعامل مع كيان المرأة بشكل عام برفق وحرص شديد، ومن هنا مرفوض نهائيا العنف ضد المرأة سواء جسدى او لفظى، وإلا سنصبح مجتمعا غير سوى.
تعاون مثمر
< حدثنا عن تعاونك مع المؤلف أحمد عبد الفتاح والمخرج أحمد صالح؟
< الحقيقة أول مرة، ألتقى مع المؤلف أحمد عبد الفتاح في عمل، وعندما كنا نتقابل كنت أطرح عليه سؤلا «إمته نشتغل مع بعض؟، حتى جاءت الفرصة في مسلسل « ضل راجل «، فهو كاتب مميز وكبير مهنيا، ومبدع لكونه كاتب سيناريو بعبقرية، بالمناسبة اسم «جلال» لشخصية بطل المسلسل كان من اختيار المؤلف، لأنه وجد فى الاسم دلالة وعظمة وشموخ، وفى نفس الوقت الاسم يتماشى مع الأجواء المصرية، وهو شكل الشخصية من وجهة نظري، فوافقته واعتبرتها فرصة طيبة أنى أجسد شخصية تحمل اسم والدى رحمه الله، واسم ابنى ربنا يحفظه، أما المخرج أحمد صالح تعاونا من قبل فى مسلسل «لحظات حرجة»فى الجزء الثانى والثالث، فهو مخرج مخضرم ومتميز ومحترم، وأعتبر وجوده اضافة كبيرة للعمل وضبط ايقاع المسلسل بأكمله، لأنه مخرج ايقاع عرف كيف يضبط إيقاع التتابع للمشاهد دون خلل والحوار الدرامى الخاص بالمسلسل، وطبعا التعاون مع الثنائى الفنى المخرج والمؤلف أعتبره تعاونا مثمرا جدا ومفيدا.
< هل تخليت عن ممارسة الرياضة؟
< فعلا لم يكن مطلوب للدور «فورمة» ضخمة لتكوين بنيان الجسد أو عضلات، كنت معتمدًا على انقاص وزنى، لأن طبيعة الشخصية لم تكن تتطلب ضخامة الجسد، مثلما قدمتها فى شخصية «الفتوة» أو المصارع فى «لمس أكتاف»، ولكن الشخصية هنا لمدرس ألعاب رياضة فى المعقول بسيط الشكل .
< هل كنت حريصًا على إضفاء تكوين خاص للشخصية برؤيتك؟
< عندما أقدم على تجسيد شخصية فى سياق عمل درامى، أدرسها جيدا كل شخصية لها أبعادها من حيث الشكل، والكلام، ملامحها كيف تكون؟، أما البعد الاجتماعى، غنى أم فقير، متزوج أم لا؟، والبعد النفسى، فهو الأصعب، مشاعره وانفعالاته وطموحاته وأحلامه وحالته المزاجية.. كيف تكون؟ وعن نفسى أحب مذاكرة الشخصية جيدا، البعض يعتقد أن التمثيل يعتمد على «الفهلوة»، أبدا هو علم لابد من مذاكرته، فليس كل شيء سهل.
< ما هو المغزى من اسم المسلسل «ضل راجل» فى سياق الأحداث؟
< تعنى الرجل الذى يضلل على أهل بيته وعائلته بمعنى يكون لهم بمثابة الأمان والحنان والحب، فهذا كان المفهوم الذى نقصده من اسم العمل خلال الأحداث.
حس وطنى
< كيف تجد تأثير الأعمال الوطنية التى تقدم حاليا؟
< الأعمال الوطنية عظيمة وتساهم فى تنمية الحس الوطنى لدى الناس، «إحنا محسودين كمصريين على أننا وطنيين»، الشعب المصري لا يزال يحافظ على الحس القومي عكس كثير من البلاد الغربية، جميعنا كيان واحد وكلنا شبه بعض، والاعمال الوطنية القوية تعلى هذا الحس بداخلنا، ولدى تجربة سابقة فى فيلم «يوم الكرامة»، وعن نفسى أحب هذه الاعمال واتمنى المشاركة فيها.
< ما انطباعك عن عودة النجمة الاستعراضية شريهان لساحة الفن بعد غياب طويل؟
< عودة شريهان تعتبر من أجمل المفاجآت التى حدثت على شاشة رمضان هذا الموسم، لأنها قيمة كبيرة جدا وفنانة جميلة وعظيمة، وعندما عادت ظهرت وهى تشع طاقة من الحيوية والشباب والجمال، ولذا نعتبر عودتها فعلا مكسب كبير، وأنا شخصيا أحببت إعلانها، وكنت أتمنى أن تصل مدته لساعه وليس دقيقة ونصف على الشاشة، وأعتقد هذا ليس إحساسي فقط بل إحساس كل الجمهور، والجميل فى الإعلان أنها قدمته بمنتهى البراعة من استعراض وأداء وتعبيرات وجهها الرائعة بنفس روح ونضارة توهجها وجمالها وشبابها مثلما كانت فى الثمانينيات، وعن نفسى سعيد بشكل لا يوصف بطلة شريهان على الشاشة هذا العام واتمنى انها تعود للتمثيل.
< كيف تقضى رمضان هذا الموسم؟
< أستكمل التصوير حاليا، وبعد ذلك أقضيه ما بين أسرتى، وقضاء العبادات من صلاة وصوم وكل يوم جمعة فى رمضان اقوم بتوزيع وجبات على الصائمين المحتاجين فى الأحياء الشعبية بتعاون مع أسرتى.
< هل قمت بمتابعة أي من المسلسلات المعروضة فى هذا الموسم؟
< أشاهد على قدر المستطاع عددًا من المسلسلات «الاختيار 2 « ، « نسل الأغراب « ، « اللي مالوش كبير»، لابد من متابعة أعمال زملائي، أرى هذا الموسم غنى ومليء بالأعمال الكثيرة، وهذا مفيد، لأنه فيه إثراء للدراما المصرية والعربية، وسعيد جدًا لأن هناك ناس كثيرة اشتغلت هذا الموسم وبيوت مفتوحة، والمسلسل يعتبر خط إنتاج «بيشغل ناس» ويدخل أموال للدولة، كل مسلسل «ما هو الا مصنع وخط إنتاج».