تناول الفسيخ وسباق الإبل مظاهر احتفال أهالي سيناء بعيد الفطر

جانب من مظاهر احتفالات العيد بسيناء
جانب من مظاهر احتفالات العيد بسيناء

تتنوع مظاهر عيد الفطر في محافظة شمال سيناء، للحفاظ على تراث المجتمع السيناوي، حيث تتحول المنازل خاصة في بادية سيناء  إلى ساحة أفران لإعداد كعك العيد.
 
ويحرص  أهالي سيناء، على تناول وجبة الإفطار من أسماك  الفسيخ، اعتقادا من أن الفسيخ يلعب دورا في تهيئة المعدة من جديد لاستقبال كافة الأطعمة بعد صيام شهر بأكمله، كما تتحرك الأسر في جماعات متفرقة باستخدام سيارات نصف النقل أو المباني للذهاب إلي الأقارب وزيارة الأشقاء  لتقديم التهنئة بالعيد.

وتقوم  الأسر بإعداد الفسيخ فى المنزل، ويتجمع عشرات من الشباب والرجال الصائمين على وجبة الفسيخ صباح أول أيام العيد فى الديوان الرئيسى للعائلة خاصة فى الحضر.

ومع اقتراب أيام عيد الفطر، تبدأ روائح الكعك تملئ الشوارع والتي تنبعث من المنازل، فالعيد في أذهان الجميع مرتبط منذ الصغر بالكعك المحلي بالسكر، ومعه البسكويت والغريبة.

 ورغم كثرة المحال والأفران التي تقدم كعك العيد بمختلف أشكاله وأسعاره، إلا أن السيدات  يحرصن على صناعة الكعك داخل المنزل  سواء في المدن او القرى، ما يعطي شعورًا ببهجة العيد للكبار والصغار، حيث تجلس الأمّ، ويلتف حولها بناتها وجيرانها، لصناعة أشكال مختلفة من الكعك داخل المنازل.

وأشار حسن سلامه باحث في التراث السيناوي، إلى أن البادية تتميز بالروابط والعلاقات الحميمة التي تربط سكان محافظة شمال سيناء ففي أيام العيد يحرصون على تبادل الزيارات طيلة أيام العيد ويلبسون الثياب الجديدة ويتزاورون وتتزين النساء بالحناء وتظهر عليهم البهجة والفرحة ويقدمون الحلوى والشاي والقهوة والمكسرات للزائرين.

وأضاف حسن سلامه، أن أول يوم في العيد بعد الصلاة يبدأ التجمع أفراد الأسرة  في المقاعد لاستقبال المهنيين بالعيد. إلى جانب تنظيم سباقات محلية الهجن التي تتميز بها القبائل في سيناء.

وأشار إلى أن ابناء سيناء في البادية اعتادوا، على ركوب الإبل وسباقات الهجين باعتبارها رياضة  تراثية، زتعتبر متعه لدي أبناء البادية ..حيث يتم تنظيم سباق   للهجن أيام العيد يتسابق فيه  الشباب من أبناء البادية ،للتأكيد علي  حبهم لهذه الرياضة، والاهتمام بتحقيق الفوز، الي جانب  لعب الأطفال على تلال الرمال وعلي شاطئ البحر كنوع من الترفيه.

واعتاد  شباب القرى علي  تنظيم مسابقات بينهم  علي الإبل في حضور تجمع من أبناء القبائل  للتعبير عن فرحتهم ، علاوة علي قيام الفتيات باللعب أسفل أشجار الزيتون والخوخ بالقرب من المنزل مع أقرانها من الأقارب.

ويقول  سليمان عياط باحث في التراث السيناوي " 60 عاما الاحتفال بالعيد في المساء يكون   بحلقات السامر وإلقاء أبيات من الشعر البدوي ويتبارى الشعراء بالرد أمام الحاضرين بأبيات من الشعر النبطي في هذه المناسبة الجميلة ويصاحبها الأشعار الغنائية والمواويل، كما تقدم فرقة الفنون الشعبية أغانيها بين الشباب للتعبير عن مظاهر العيد.

ويشير إلى أن الشباب من الجنسين فى البادية يخرجون أيام العيد  فى مجموعة منفصلة الذكور عن البنات، حيث يتم الغناء واللعب ،  علاوة على القيام بتنظيم  الألعاب الشعبية وخاصة سباقات الهجن وركوب الخيل، وينظم شباب القرى مسابقات فيما بينهم على الإبل فى حضور تجمع من أبناء القبائل للتعبير عن فرحتهم. علاوة على قيام الفتيات باللعب أسفل أشجار الزيتون والخوخ بالقرب من المنزل مع أقرانهن من أقاربهن

وقال ،  محمد  حامد   73 عاما، ان أبناء سيناء، اعتادوا تناول  الفسيخ الى جانب الطحينة والبصل والليمون في وجبة الإفطار في اليوم الأول من عيد الفطر المبارك، وأضاف  اننا مازلنا  نحتفظ بذكريات الماضي، حيث كنا تقوم بتخزين الفسيخ وصناعته في البيوت منذ عدة سنوات بدفته في الرمال، أوقات انخفاض أسعار السمك، وتفوح رائحة قلي الفسيخ ، عقب صلاة العيد مباشرة.

ولفت، أحمد سلامه   من العريش،  أننا  مازلنا نحرص علي الزيارات  وتبادل التهنئة بين الأهالي والأقارب حتى اليوم ، وقال  ان عادة عقد القران  تنتشر في المدن استعدادا لعمل حفل الزفاف خلال أيام العيد، كما ان عادة  تجهيز المقاعد والدواوين لاستقبال الضيوف أيام العيد لتقديم التهنئة  مازالت مستمرة، ويحرص  الشباب منذ  زمن علي قضاء السهرة معا   ، وسط مزارع الزيتون لعمل وجبات اللحوم   ،وتتحول  المنازل إلي ساحة أفران لإعداد كعك العيد.

 

اقرأ ايضاً / القناة شريان التنمية| نهضة شمال سيناء تبدأ بمحطة تحلية المياه وتطوير الجامعة