وترد الجميل للأمهات المكافحات

260 ألف جنيه لـ 26 سيدة لمساعدتهن على أعباء الحياة

 صفاء نوار مدير المشروع ترسم البسمة على وجوه الأمهات وابنائهن
صفاء نوار مدير المشروع ترسم البسمة على وجوه الأمهات وابنائهن

«أحلام» تعالج ابنها وهند تستكمل «فرحة» ابنتها و10 آلاف جنيه لرعاية أسرة عزيزة

ومازال منبع الخير الذى أسساه الكاتب الراحل مصطفى أمين يفيض بكرمه على أمهات مصر المكافحات، ليخفف عن كاهلهن الكثير من الأعباء التى تكاثفت عليهن بسبب ظروف الحياة الصعبة والتى زادت وطأتها مع أزمة فيروس كورونا المستجد، هن يحاولن الوصول بسفينة الأبناء إلى بر الأمان ليكونوا سندا حقيقيا للبلد، لذا قررت صفية مصطفى أمين رئيس مجلس أمناء جمعية مصطفى وعلى أمين الخيرية وصفاء نوار مدير تحرير الأخبار ورئيس مشروعات «ليلة القدر» تكريم 26 أماً مكافحة تعول أسرهن بمبلغ 260 ألف جنيه.
هنا فى قاعة أحمد رجب بمؤسسة «أخبار اليوم» تبدلت قسمات الوجوه من الحزن للفرحة، حيث ارتسمت الابتسامة على الشفاه، وتغيرت نظرات العيون الحائرة القلقة الباحثة عن بر الأمان إلى نظرات تعكس حالتها السعيدة الراضية وذلك بعدما اطمأنت نفوسها بأن هناك من التقطها من بحر الهموم والأحزان، بعدما طال انتظارها لمن يستجيب إلى استغاثتها، وقد أوشكت أن تفقد الأمل فى أن تجد منقذا لها، إلا أن مؤسسة مصطفى وعلى أمين الخيرية أوفت بوعودها للاستغاثات التى تلقتها من أمهات مصر.
منى خرجت من الدوامة
«الحمد لله.. ألف شكر لجمعية مصطفى أمين الخيرية.. وعدت فأوفت» هكذا قالت منى إبراهيم 34 سنة فى بداية حديثها وهى ترتجف من شدة السعادة لا تصدق أنها حصلت على مبلغ 10 آلاف جنيه ستتمكن به من إعالة أطفالها الصغار الذين يحتاجون للرعاية والاهتمام بعدما توفى عنها زوجها وترك لها حملا ثقيلا على كاهلها، وهى لا تملك مورد رزق ثابتا يعينها على مصاعب الحياة، ثم أخذت بعض اللحظات تستجمع فيها قواها لتسرد لنا تفاصيل أكثرعن معاناتها، فأوضحت منى بأن زوجها ارزقى بالكاد ما يتحصل عليه كان يكفى أساسيات الحياة دون التطلع لما هو يزيد من توفير المأكل والمشرب حتى أن توفير الملبس الأساسى بالنسبة لها ولأطفالها كان يعد من إحدى رفاهيات الحياة ومع ذلك كانت راضية وقانعة بحالها لطالما كان جميع أفراد أسرتها بخير، ثم جاءتها الطامة الكبرى عندما توفى عنها زوجها منذ 5 سنوات فى حادث سير، لتضيف والدموع تنساب من عينها بأن حياتها انقلبت رأسا على عقب، وزادت بعد إصابة ابنتها الصغرى جنى بكسر فى الجمجمة وإصابتها بالصرع حيث وقعت من الطابق الثالث بينما هى تركتها مع باقى أطفالها وهى تلهث حول لقمة عيش طيبة لبناتها إذ تقوم بأداء بعض الخدمات المنزلية فى العقارات لعلها تحصل على ما يسد رمق أطفالها شيماء وجنى، لتصدم بتلقى مهاتفة تليفونية من جارتها «الحقى بنتك جنى فى المستشفى».
لتفاجأ بعدها بحاجة ابنتها لجلسات علاج أسبوعية للصراع سعر الجلسة الواحدة تزيد عن 100 جنيه فضلا عن سعر الدواء الذى يتجاوز 300 جنيه وأضافت وهى حزينة بأنها تعيش فى تلك الدوامة منذ أكثر من 4 سنوات بين الأطباء لعلاج ابنتها التى تحولت ضحكاتها وابتسامتها إلى صرخات ودموع لإصابتها بالصرع، وعلى الفور أرسلت خطابا تروى فيه سيرتها ومدى حاجته للعون لتلقى منالها بشيك بمبلغ 10 آلاف جنيه يخرجها من تلك الدوامة التى لا مخرج منها.
أحلام تعالج ابنها
وكأن طموحاتها فى حياة كريمة ظلت حبيسة فى أحلامها طوال الحياة متخذة من اسمها عنوانا فقط لا تحقيق لها على أرض الواقع إنها أحلام خلف 41 عاما، والتى تعيش بالمقابر بمنطقة السيدة عائشة، إلا أنها اليوم وجدت من يجفف دمعها ويطيب خاطرها ويقدر مجهودها فى رعاية أبنائها بعد وفاة الزوج ويساعدها فى تحقيق بعضها، وتشير أحلام بأن لديها 6 من الأبناء جميعهم بمراحل التعليم المختلفة، وهى سعيدة بما تبذل من مجهود لتوفير لقمة عيش لهم لعلها تتمكن من توفير حياة أفضل لهم خارج المقابر ولكن ازداد الحمل عليها حيث تعول ابنه هشام ابن 19 عاما والذى يعانى من عيب خلقى فى الفقرات العنقية جعله مريضا يحتاج للرعاية الطبية باستمرار، وتوضح أحلام أنها لم تصدق هذا اليوم فهو بمثابة عيد حقيقى لها لأنها حصلت على شيك بمبلغ 10 آلاف جنيه يساعدها على إتمام جلسات العلاج لابنها هشام واستكمال علاجها الذى أوقفته منذ شهور طويلة لتوفير النفقات، وأوضحت أحلام بأنها عملت بمؤسسة مصطفى وعلى أمين الخيرية من خلال إحدى جاراتها التى نالت مساعدة مالية هى الأخرى عقب إرساله خطابا للجمعية تسرد فيه حالتها الاقتصاية والاجتماعية، وعلى الفور لبت الجمعية خطابها بعد دراسة حالتها والتأكد من صدقها بمساعدتها بمبلغ 10 آلاف جنيه.
جهاز طبى لابنة إيمان
بالرغم من صغر سنها كما هو وارد بالأوراق الرسمية إلا أن ملامحها تبدو وكأنها أكبر من عمرها بكثير إنها إيمان محمد 29 عاما من الوراق، والتى عادت تبتسم مرة أخرى بعدما اطمأن قلبها بأنها ستتمكن من شراء جهاز طبى لابنتها المعاقة ذات الـ 9 سنوات، وتقول إيمان إنها أرملة منذ 3 سنوات ليس لديها مورد رزق ثابت فزوجها كان عامل بناء حتى فارق الحياة، لتبدأ إيمان وصلة كفاح خارج منزلها فى توفير العلاج لابنتها، وتشير والدموع تترقرق فى عيونها بأنها مرت بأيام شداد عقب وفاة زوجها إذ شعرت بأنها وحيدة ولم تجد من يسندها فى علاج ابنتها، وتقول قمت ببيع الخضراوات فى الأسواق ولكن ما اتحصل عليه بالكاد أسدد به إيجار الشقة المكونة من غرفة وصالة تؤوينى وابنتى من الشارع، لتستكمل حوارها بأن ابنتها نورهان تعانى من إعاقة فى القدم جعلتها عاجزة عن الحركة لا تلعب كباقى أقرانها ولا تستمتع بحياتها مثلهم، كما أنها تعانى من انخفاض فى نسبة الذكاء بالمخ وعلاجه يتكلف 400 جنيه وهذا فوق قدرتها المالية وتحتاج إلى جهاز طبى يتم تركيبه فى الفك السفلى بالفم، إلا أن تكلفته تزيد عن 11 ألف جنيه، وتوضح إيمان بأنها ظلت حائرة وقلقة تبحث عن من يساعدها فى توفير هذا المبلغ الضخم بأن جمعية مصطفى وعلى أمين تقوم بتوفير المساعدات المالية للحالات الحرجة، على الفور قامت بمخاطبة الجمعية والتى لبت استغاثتها وتحقق أملها فى شراء جهاز طبى لابنتها نوران.
10 آلاف جنيه لمساعدة وردة
ملحمة أخرى تقوم بها وردة فى الحياة بالرغم من مرضها وعدم قدرتها على الحركة لرعاية أبنائها أملا فى العيش بحياة أفضل مما يحيونها، وتروى لنا وردة محمد من منطقة إمبابة حكايتها بينما تنساب الدموع على خديها حمدا لله بأن أملها تحقق فى تلبية استغاثتها وأنها اليوم تتلقى ما تستطيع به إعانة أبنائها، وتقول «زوجى كان ارزقى ليس لديه مصدر دخل ثابت حيث كان يعمل سائقا على إحدى عربات النقل، وكانت الحياة على ما يرام فجميع متطلبات الأسرة تتوفر حتى وإن لم تكن بالقدر الكافى فالسفينة تسير والأيام الحلوة وإن كانت قليلة إلا أنها تذيب مرارة الأخرى الصعاب».. وتستكمل بعد ذلك قيادة أسرتها المكونة من ولدين وبنتين جميعهم بمراحل التعليم المختلفة من الابتدائى وحتى الصف الثالث الثانوى، وتقول وردة إنها أصيبت بخشونة فى الساق جعلتها جليسة لا تقوى على الحركة وأن علاجها يتكلف أكثر من 300 جنيه شهريا إلا أنها عزفت عنه منذ فترة لعدم توفير احتياجات أسرتها وتضيف بأنها تقوم ببيع الخضراوات من منزلها، وتشير وردة بأنها علمت بمساعدات الجمعية من خلال إحدى السيدات التى تقوم بمساعدتها ماديا لرعاية أبنائها وعلى الفور أرسلت خطابا يضم بين سطوره قصتها وكفاحها لرعاية أبنائها بعد وفاة زوجها، وتضيف وردة بأنها لم تصدق بسرعة الاستجابة ولم تكن تتوقع بأنها ستحصل على شيك بمبلغ 10 آلاف جنيه لرعاية أسرتها.
عزيزة ترعى أسرتها
أما عزيزة أحمد على 40 عاما فقد تهللت أساريرها، وابتسمت شفاهها بعدما أنستها مرارة الأيام البسمة والضحكة بعدما طلقها زوجها وتركها تحارب الحياة وحدها مع الأبناء، وتقول عزيزة تركنى زوجى منذ 10 سنوات دون أن يسأل على أطفاله وكيف يعيشون الحياة، وتضيف بأنها تمكنت من رعاية 5 بنات جميعهن بمراحل التعليم المختلفة، وذلك ببيع الخضراوات وصناعة المشغولات اليدوية وبيعها بالأسواق حيث لا يوجد لديها دخل ثابت أو معاش تقضى منه احتياجات أبنائها، وأوضحت عزيزة بأن اليوم هو بمثابة العيد لها ولابنتها فسوف تتمكن من توفير متطلبات الأبناء وتوفير العلاج اللازم لابنتها دينا المريضة والتى تبلغ من العمر 10 سنوات حيث تعانى من ضعف بالغدة اللخامية بالجسد وتحتاج إلى رعاية خاصة وعلاجها يتكلف أكثر من 400 جنيه بالشهر، وأشارت عزيزة بأنها علمت بجمعية مصطفى أمين الخيرية خلال رحلة بحثها عن مساعدة تستطيع بها نجدة ابنتها الصغيرة، لتفاجأ بأنها من ضمن الأمهات اللاتى قامت الجمعية بتكريمهن تقديرا لرسالتهن السامية مع أبنائهن بمبلغ وقدره 10 آلاف جنيه.
هند: «انتم خير سند لنا»
بكلمات رقيقة عبرت بها هند عن سعادتها بتحقيق حلمها فى زفاف ابنتها راندا والتى تأخر زفافها أكثر من مرة بسبب ضيق الحال، قالت هند «كنتم خير سند وداعم لينا» وتروى لنا هند بأن زوجها مات منذ 8 سنوات وترك لها 3 بنات وليس لها مصدر دخل ثابت، وتكتفى بمساعدات أهل الخير وبعض محاولاتها فى بيع الملابس لعلها تسد رمق جوع بناتها فضلا عن توفير العلاج اللازم لابنتها شهد 11 سنة التى تحتاج لعملية زراعة قرآنية، وتقول هند أعيش بشقة مكونة من غرفتين وصالة وأدفع إيجار بمبلغ 500 جنيه، وزوجى كان يعمل سائقا ومات ولم يترك لنا ما نعيش عليه، لذا بدأت أكافح لرعاية بناتى، وجاءت لحظة خطبة ابنتى الكبرى راندا إلا أن ضيق الحال كان سببا فى تأجيل الفرحة التى طال انتظارها، وذلك لأن كل ما تتحصل عليه بالكاد يسد أساسيات الحياة كما يذهب فى علاج ابنتها شهد التى تعانى من ضعف البصر حتى أنها تحتاج لعملية زراعة قرانية بالعين، وتشير هند بأنها أرسلت خطابا لجمعية مصطفى أمين تطلب فيه مساعدتها فى زواج ابنتها وتوفير العلاج لشهد، لتتم الاستجابة لها بإهدائها شيكا بمبلغ 10 آلاف جنيهه لمساعدتها على رعاية بناتها وإدخال السرور عليهن.