في السعودية.. الشيخ محمد الغزالي يحقق أمنية بعد وفاته

الشيخ محمد الغزالي - أرشيفية
الشيخ محمد الغزالي - أرشيفية

الشيخ محمد الغزالي أحد أهم أعلام الإسلام في العصر الحديث، وداعية قل نظيره في العالم الإسلامي اليوم، عاش حياته العامرة بالإيمان مهموما بأحوال المسلمين راغبا في تبوأهم المكانة التي هيأهم الإسلام لها "خير أمة أخرجت للناس".

 

كان وحده أمه بأسرها يجمع بين صفات العالم العامل وقلما نجد عالما مسلما على ظهر الأرض لم يتأثر به في فكره وشخصيته وأساليبه التربوية والدعوية.

 

كتب في السيرة وعلوم القرآن والعلوم الاقتصادية والعلوم الاجتماعية وكان يعي أن مشاكل العالم الإسلامي صعبة الحلول فانشغل بها وظل مهموما بها طوال حياته، كما عرف بأسلوبه الأدبي في الكتابة واشتهر بلقب "أديب الدعوة".

 

سمي الشيخ "محمد الغزالي" بهذا الاسم رغبة من والده بالتيمن بالإمام الغزالي فلقد رأى في منامه الشيخ الغزالي وقال له "إنه سوف ينجب ولدا ونصحه أن يسميه على اسمه الغزالي فما كان من الأب إلا أن عمل بما رآه في منامه".

 

ونذكر أنه نشر في جريدة الأخبار في 15 نوفمبر 1968 الشيخ الغزالي هو رجل هاديء الملامح ليس قوي الصوت ولكنه قوي الحجة فعندما تحدث عن موضوع اليهود في القرآن الكريم روى الكثير عن قصص اليهود وأنبيائهم ورسلهم، وكيف أن الله اختارهم وفضلهم على عباده يوما ما ثم كيف غضب عليهم وأهلكهم وأغرقهم، وقال أن أسم النبي موسى عليه السلام قد جاء ذكره في القرآن 120 مرة، وأن الله قد اختار اليهود عبرة للمسلمين.

 

ولد الشيخ الغزالي في 22 سبتمبر 1917 في إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، وكان والده من حفظة القرآن الكريم وقد نشأ الابن على ذلك وحفظ القرآن وهو عمره عشر سنوات وتلقى تعليمه في كتاب القرية.

 

ثم التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية حيث أكمل المرحلة الابتدائية والإعدادية ثم انتقل إلى القاهرة ودرس بكلية أصول الدين.

 

اقرأ أيضًا| فتوى قديمة توضح البدع المستهجنة في كتابة المصحف أو زخرفته

 

بعد التخرج عمل إماما وخطيبا ثم تدرج في الوظائف ثم في عام 1971 منح صلاحيات وكيل الوزراء، وفي عام 1977 أعير للمملكة العربية السعودية كأستاذ في "جامعة أم القرى" بمكة المكرمة.

 

وقد قرأت الدنيا له عشرات الكتب وتلقت عنه ما لم تتلق عن أحد من معاصريه، هذا يمكن أن يطلق عليه في مجال الدعوة عصر الأستاذ الغزالي فهو أحد دعاة التنوير الذين فهموا الإسلام على وجهه الصحيح هدى ورحمة للعالمين وليس مجرد مناسك تؤدى وسنن تتبع.

 

توفي الإمام محمد الغزالي 19 من شوال 1476 هـ، 9 مارس 1996 في السعودية أثناء مشاركته في مهرجان الجنادرية الثقافي بالسعودية، ودفن بمقبرة بالبقيع بالمدينة المنورة حيث كان قد صرح قبل وفاته بأمنيته أن يدفن بالبقيع.

 

وترك تراثا ضخما تعدى الـ40 كتابا، غير المحاضرات والدروس الصوتية والتليفزيونية.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم