نقل جسم المركب على متن سيارة ذكية في موكب فريد لمسافة 7.5 كيلومتر في 24 ساعة

صور| مراكب الشمس تشرق في المتحف المصري الكبير

مراكب الشمس تشرق في المتحف المصري الكبير
مراكب الشمس تشرق في المتحف المصري الكبير

محمد طاهر

بدأ العد التنازلى لنقل مركب خوفو إحدى مراكب الشمس والتى تعد أكبر أثر عضوى باق فى التاريخ سيتم نقله بكامل هيئته دون تفكيك وذلك من مكان اكتشافه بمنطقة آثار الهرم إلى مكان عرضه الجديد داخل مبنى متحفى مجهز لعرض مراكب الشمس بالمتحف المصرى الكبير بميدان الرماية وذلك بعد الانتهاء من حماية جسم المركب بهيكل خشبى فضلا عن حمايته داخل حاوية «هيكل حديدى» تمهيدا لنقله بواسطة سيارة ذكية تنقل المركب فى موكب أسطورى مهيب يقطع 7.5 كيلو متر فى 24 ساعة وذلك بعد إجراء بروفة لنقل أحمال وأوزان مشابهة لجسم المركب على سيارة بنفس العرض خلال أيام.

وهو المشروع «الأكبر» من نوعه لنقل أثر عضوى بهذا الحجم، حيث من المنتظر أن تجري قريبا، بروفة لعملية النقل، تمهيدا لنقل مركب خوفو لتستقر فى موقعها النهائى فى مبنى متحفى أعد خصيصا لها داخل المتحف المصرى الكبير.

اقرأ أيضا:- مؤسسة ليلة القدر «حتى لا تنام أسرة من غير عشاء».. شارك معانا 

وصرح اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير وصاحب فكرة نقل المركب بأنه تم الانتهاء من كل التجهيزات الأثرية المتعلقة بحماية جسم المركب، بالإضافة إلى بناء هيكل حديدى واقى للمركب، تم تركيبه ببراعة شديدة حول المركب، أشبه بحاوية الشحن المعدنية، يبلغ طولها نحو 50 مترا، وارتفاعها 7.5 متر، وعرض 6.5 متر موضوعة على  قضبان حركة وبناء الزلاجات التى تسمح بوضع الحاوية على عربة النقل الخاصة».

وأشار إلى أنه «تم شحن السيارة الذكية من بلجيكا والحاملة للحاوية وهى فى الطريق إلى مصر، ومن المنتظر وصولها خلال أيام» لتدخل إلى المتحف الموجود به المركب لرفعها، وتشير الصور التى انفردت «الأخبار المسائى» بها إلى طريقة نقل جسم المركب بواسطة رافعات هيدروليكية عملاقة تدخل منطقة آثار الهرم لتحميل الحاوية الموجودة على قضبان حديدية على السيارة الذكية متعددة العجلات المخصصة لنقل جسم المركب بواسطة جسور متحركة لتسهيل عملية النقل، وبعد دراسة متكاملة تم الاستقرار على نقل مركب خوفو الأولى دون تفكيك، فى هيكل معدنى أو حاوية ضخمة يتم تجميعها حول المركب، يكون أسفلها فراغ يسمح بدخول السيارة تحتها بعد رفع الحاوية على رافعات هيدروليكية.

ويؤكد مفتاح أن «خطة النقل تمت دراستها بشكل دقيق للغاية، ومراعاة جميع وسائل الأمان لحماية المركب الأثرية».


وأضاف مفتاح أنه «يجري حالياً حماية جسم المركب بهيكل خشبى، استعدادا لعملية النقل التى ستتم قريبا بالتنسيق مع الجهات المعنية فى الدولة، لإزالة المعوقات من الطريق»، موضحا أن مسار المركب من موقعه الحالى بجوار الهرم الأكبر وحتى المتحف المصرى الكبير يبلغ طوله 7.5 كيلو متر، وأن الرحلة ستستغرق نحو يوم كامل، لأن السيارة ستسير ببطء شديد جدا» وتمهيدا لعملية النقل يجرى الاستعداد لتنفيذ بروفة بنفس الأوزان والأحمال باستخدام حاوية بنفس العرض ولكن ليست بنفس الطول، للتأكد من سلامة عملية النقل، وآمان المسار، وهذه هى المرة الأولى التى يتم فيها نقل أثر بهذا الحجم، وهو مشروع جدير بالتوثيق.

وتعود فكرة النقل إلى مايو 2019 عندما عرض اللواء مفتاح الأمر على الرئيس السيسي، الذى وجه بدراسة الموضوع علميا قبل اتمام عملية النقل، وهو ما تم بالفعل بحسب مفتاح، الذي أوضح أن «كمال الملاح عندما اكتشف المركبين عام 1954، قرر بناء مبنى فوق الحفرة التى عثر بها على المركبين واستخراج مركب واحد وتجميعه والإبقاء على الثانى في الحفرة، فكان المبنى الموجود حالياً عند الضلع الجنوبى للهرم الأكبر، والذى حرم زوار المنطقة من الاستمتاع بهذا الجزء من الهرم، كما شوه المبنى الذى استغرق بناؤه عشر سنوات حتى افتتح في عام 1982، البيئة المحيطة بالهرم، إضافة إلى أنه مبنى ضيق وغير آمن ولا يحافظ على المركب بشكل جيد ولا يحقق أكواد الإتاحة».

وقال مفتاح إن «المخطط القديم كان يقضى بنقل مركب خوفو الثانية إلى المتحف الكبير، بعد استخراجها من الحفرة، وهو ما تم بالفعل من خلال مشروع مصري ياباني بدأ منذ 14 عاما،  ثم ترميمها وتجميعها، لكن طريقة العرض لم تكن دقيقة، ولم توضح كيف سيتم عرض مركب بطول 45 متراً وعرض 8 أمتار داخل المتحف، ومن هنا برزت فكرة إنشاء مبنى جديد يكون مخصصا لعرض المركب».


ويرى د. زاهى حواس وزير الآثار الأسبق، أن فكرة نقل المركب من الهرم إلى المتحف الكبير فكرة هايلة جداً لأن وجود متحف مركب خوفو بجانب الهرم شىء قبيح جداً يشوه الهرم لأنه مبنى حديث بجانب هرم عمره أكثر من 4000 سنة فكانت أحلامنا كأثريين أن يتم نقل المركب من هذا المكان والإجراءات التى تتم حاليا هى نقل المركب كتلة واحدة لأن تفكيكها ممكن يعرضها لخطورة.

مراكب الشمس تشرق في المتحف المصري الكبيرمراكب الشمس تشرق في المتحف المصري الكبير